التاريخ: 21.09.2024  التوقيت:17:44 غرينتش


تاريخ الإضافة : 18.02.2010 14:58:06

خلافات الحزب الحاكم تسيطر علي الساحة الإعلامية في موريتانيا

اهتمت الصحف الموريتانية الصادرة صباح اليوم الخميس 18 فبراير 2010 بمواضيع متفرقة من أبرزها الخلافات الحادة التي تعصف بحزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم في موريتانيا، واستياء رسميين في وزارة الخارجية الموريتانية من التعيينات التي لم تحترم الرتب المعهودة في السلك الدبلوماسي، إضافة إلي مواضيع متفرقة أخري.


يومية السراج:


تحدثت يومية السراج عن ما أسمته ب "أزمة جهوية وخلافات حادة بين قادة الحزب الحاكم" وقالت الصحيفة مرة أخري يبرز الخلاف بين قادة الحزب الحاكم إلي الواجهة وبقوة الصراع الجهوي يعود سؤال التعايش بين مكونات حزب سياسي تجر قاطرته القيادية عشرات الأشخاص متنافري التوجه وان وحد بينهم الولاء للرئيس محمد ولد عبد العزيز وربما برنامجه السياسي بشكل عام.

الخلاف هذه المرة خرج عن نطاق المستور إلي واجهة ظاهرة، بعد انسحاب قيادات حزبية في الاتحاد من أجل الجمهورية تعتبر في القراء الأولي مقربة ووثيقة الصلة بالرئيس محمد ولد عبد العزيز فيما يسمح اندماجه فيما يمكن اعتباره إطارا جهويا ومناطقيا بقراء الصراع الجهوي بشكل واضح في إبعاد الخلاف المحتدم بين قيادات الحزب منذ نشأته قبل عدة أشهر.

وأضافت الصحيفة أن الانسحاب من آخر اجتماع للمكتب التنفيذي للحزب الحاكم كان التعبير الأبرز مكوناته إلي مرحلة العودة، وتقول المصادر إن تيار ’’أهل الشرق’’ داخل الحزب يواجه معارضة قوية من تيار’’ القبلة والشمال’’ ويسعى الآخرون إلى تغيير خارطة الحزب بما يضمن لهم نفوذا أقوى وأكثر فاعلية.

وظهرت علامات الخلاف خلال مهرجان الحزب الحاكم في مدينة "الركيز" قبل أشهر والذي فجر خلافا قويا بين رئيس الحزب وشيخ مدينة "روصو" محسن ولد الحاج.
وأضافت الصحيفة أن عددا من وزراء وقياديون في الحزب ينتمون إلى منطقة القبلة عقدوا اجتماعا قبل أيام خاصا في منزل القيادي في الحزب عبد الله ولد أحمد داموا تدارسوا فيه السبل الكفيلة بإنجاح الانتساب للحزب وهو ما اعتبره البعض بداية تشكيل قطب سياسي داخل الحزب.
وظهرت الخلافات بقوة بين قادة الحزب أثناء اجتماعهم برئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز قبل أيام الذي وجه لهم بدوره انتقادا لاذعا حول الخلافات التي تعصف بمسار الحزب الوليد.

يومية أخبار الأحداث:

تناولت يومية الأحداث نبأ استياء وزارة الخارجية الموريتانية من التعيينات الأخيرة التي لم تحترم الرتب المعهودة في السلك الدبلوماسي، وقالت الصحيفة نقلا عن مصدر دبلوماسي بوزارة الخارجية لوكالة الرائد الإخبارية أن التعيينات الأخيرة في الوزارة التي تمت خلال اجتماع مجلس الوزراء الأخير، تمثل تحسنا ملحوظا في استخدام المصادر البشرية للوزارة خطوة في الاتجاه الصحيح طال انتظارها وينبغي أن تتبعها خطوات مماثلة لمحو الصورة السيئة التي تشكلت عن الوزارة في السنوات الماضية ، بأنها ليست سوي وزارة للمكافئات السياسية.

يومية أخبار نواكشوط:

اهتمت يومية أخبار نواكشوط بموضوع الخلافات داخل الحزب الحاكم ونقلت الصحيفة عن وكالة أنباء "الأخبار" المستقلة فشل قادة الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم في تقريب الهوية بينهم بعد خمس ساعات من الاجتماع تخللتها تشنجات وتهديدات بالانسحاب من الحزب ،وأحتكم فيها قادة الكتل السياسية داخل الحزب إلي منطق "الجهوية" في تبادل التهم والشتائم.
وأضافت الصحيفة نقلا عن وكالة "الأخبار" وأكد أكثر من قيادي في الحزب في تصريحات متباينة لوكالة "الأخبار" حدة الخلافات وان ألقي كل طرف باللائمة علي الآخر وسط بروز تيارين داخل الحزب لكن هذه المرة علي أساس "جهوي" بامتياز وهو ما عقد الأمور ودفع قادة الحزب الأكبر في البلاد إلي فض الاجتماع دون الاتفاق علي النقاط العالقة.
وواصلت الصحيفة وتقول مصادر "الأخبار" بأن الخلافات لم تكن وليدة الأسابيع القليلة الماضية بل كانت لها جذور قديمة برزت لبعض الوقت في حادثة "أركيز" التي قاطع بموجبها أعضاء الحكومة وقادة الحزب من الولاية السادسة الاجتماع الذي كان مقررا بمدينة "أركيز" بل ذهبوا ساعتها أبعد من ذلك حينما أدعي أحد قادة الحزب أن رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز غير راض عن سلوك خليفته في الحزب وزير الدفاع السابق محمد محمود ولد محمد الأمين وأنه طالب بمقاطعة الاجتماع الحزبي بالمدينة.

غير أن التدخل الواضح من رئيس البلاد والدعم القوي الذي تلقاه ولد محمد الأمين ساعتها من قبل الرئاسة غير مجري الأمور-ولو شكليا- وأعاد الوزراء وقادة المكتب السياسي بحماس إلي أنشطة الحزب وتحديدا مهرجان "أبي تليميت" الذي كان الامتحان الثاني لولاء المجموعة وقادتها للحزب.

"انفراد مجموعة ضيقة بالقرار داخل الحزب" ،و"احتكار المناصب المهمة"، كانت الحجة الجديدة التي فجرت الخلاف بين رئيس الحزب والمجموعة ذاتها لكن بقيادة جديدة تزعمها هذه المرة محمد يحي ولد حرمه أمين الشؤون السياسية بالحزب وأنحاز إلي جانبه عدد من قيادات المكتب السياسي وتحديدا أطر الولاية السادسة (أترارزه) لينفجر الخلاف من جديد وتعلوا صيحات "الشتائم" وتهم الجهوية و"الديكتاتورية علي غيرها من المفردات داخل اجتماعات الحزب الوليد وسط جو من التشاؤم بدأ يطبع مسيرة الحزب الذي كان يراد له أن يكون مهيمنا علي الساحة السياسية في البلاد ولسنوات طويلة.

وتقول مصادر "الأخبار" إن اجتماع الأمس كان عاصفا ،وإن بعض القيادات انسحبوا من الاجتماع الذي أستغرق خمس ساعات قبل أن يعودوا بوساطة إلي طاولة المفاوضات من جديد،وإن الاجتماع أنتهي إلي خلاصة مفادها تأجيل النقاط العالقة وخصوصا ملف الانتساب إلي غاية إبرام تفاهمات أو تدخل جديد للرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بعد أن فشل المجتمعون في التوصل إلي حل.


وتقول مصادر "الأخبار" إن قادة الحزب اتفقوا علي نقطة واحدة وهي اعتماد خطاب الرئيس الموريتاني في قصر المؤتمرات حول أهمية الحزب ،وضمان الشفافية فيه كوثيقة حزبية ملزمة للقمة والقواعد الشعبية والعمل علي تطبيق تلك التوجيهات في المسار المستقبلي للحزب والذي يلفه الكثير من الغموض بفعل التراكمات التي عاني منها منذ تأسيسيه قبل سنة ونصف.

ويحتدم التنافس بين القوي السياسية داخل الحزب من أجل الهيمنة علي القرار بداخله بعد أن باتت ملامح الحزب القادم هي الأساس الذي قد يعتمد عليه الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز في تحديد المقربين منه بعد أن تعهد بتقريب من تختارهم القواعد الشعبية وهو ما أسال لعاب الكثير من الطامحين للتوزير أو الاستشارية ودفع بمجمل الأطراف إلي الاستفادة من الوضعية الحالية لترسيخ أقدامها في المشهد السياسي القادم من خلال تحالفات تبني في الأساس قبل انطلاقة الانتساب.


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!