التاريخ: 20.09.2024  التوقيت:15:28 غرينتش


تاريخ الإضافة : 28.02.2010 13:23:59

كريم معتوق ل"لأخبار": المهرجانات الشعرية ليست للبيانات السياسية

قال أمير الشعراء في النسخة الأولى الشاعر الإماراتي كريم معتوق الذي كان في زيارة للعاصمة الموريتانية نواكشوط خلال الأسبوع المنصرم للمشاركة في مهرجان موريتانيا الشعري إنه ينتقد الشعراء الذين يتخذون المنابر الشعرية من أجل عرض البيانات السياسية وتسجيل المواقف.

وقال كريم معتوق في حوار أجرته معه وكالة أنباء "الأخبار" المستقلة قبل مغادرته نواكشوط إنه يتمنى من الشعراء أن لا يهتموا بالسياسة على حساب الشعر مضيفا أنه هو لا يرفض الحديث عن السياسة في الشعر تماما لكن إذا كان لا بد فليكن شعرا لا نظما على حد تعبيره.

كما أكد كريم معتوق في المقابلة أنه سيحمل معه إلى الإمارات صورة مضيئة عن موريتانيا كما حملها في العام الماضي أيضا.

وقال إن مسابقة أمير الشعراء التي تعقد في دولة الإمارات العربية المتحدة أظهرت للعالم أن موريتانيا بلد شعر بامتياز مبرزا أنها تتميز بوفرة الشعراء من حيث العدد في المسابقة عن باقي الدول العربية.



الأخبار: كيف رأيت مهرجان الشعر:

كريم معتوق: من حيث التنظيم ومن حيث الشكل والديكور والمطبوعات والإعلام كان جيدا ومرضيا، فهناك الكثير من الكوادر التي يمكن أن نسمي أصحابها الجنود المجهولين تعبوا في سبيل إخراج هذا المهرجان إلى النور. والحكومة حقيقة وقفت وقفة جيدة مع المهرجان لكن ما لاحظته أنا لا يعني المنظمين بقدرما يعني الشعراء الذين يشاركون في مثل هذه المهرجانات إذ لم يعجبني حقيقة استغلال الكثير من الشعراء لهذا المهرجان من أجل عرض البيانات السياسية وتسجيل المواقف السياسية على حساب الشعر. هذا مهرجان الشعر ليس مهرجانا تضامنيا مع بلد أو ضد حرب أو دولة معينة . المواقف السياسية نحن نحترمها ونحترم كل إنسان في أي موقف يقفه. لكن المهرجان الشعري يجب أن يستمع فيه إلى الشعر ، يجب أن يأتي كل شاعر بأجمل قصائده لأن هناك جمهورا من الشعراء والمتذوقين للشعر ومن النقاد وقد تطبع هذه القصائد في المواقع أو في الكتب مثلما يحدث في كثير من الدول وما أتمناه أنا هو أن تجمع هذه القصائد دائما وتطبع في كتاب ليصبح هذا الكتاب أرشيفا وتاريخا لكل دورات المهرجان يجمع ما قيل فيها من قصائد . ثم إن الطريق الآن إلى أرشفة هذه القصائد هو الحصول عليها أولا وبقدر جمعها سيكون ذلك مفيدا للمهرجان.أخي الكريم المشكلة أن بعض الشعراء يظنون أن مثل هذه المنابر للسياسة، بعضهم كان يقول مقدمات نثرية أطول من القصائد تتحدث عن بطولات ونضالات ليست في محلها أغلبها كذب. نحن لسنا في معرض تكذيب أو تصديق الناس . نحن جئنا لنستمع إلى الشعر ، إلى شعراء وليس إلى البيانات السياسية وشتائم للقادة العرب كأن الكل يبحث عن التصفيق بل أكبر قدر من التصفيق. الذي يصفق لك على مجرد ذكر اسم بلد هذا لا يصفق لشعرك ولمستواك الشعري. إن مثل هذا التصفيق ليس مهما. كنت أتمنى أن أستمع إلى الشعر، حضر الكثير من الشعراء الجيدين لكن الذي حضر من الشعر الجيد كان قليلا جدا.

الأخبار: كيف تبلورت لديكم في الإمارات فكرة مسابقة أمير الشعراء حتى جسدتموها؟

كريم معتوق: أبو ظبي مسرح للثقافة العالمية من خلال اتفاقها مع معرض اللوفر ومن خلال استحداث قاعات للثقافة واستحداث أكاديمية السينما والتعامل مع أكاديمية نيويورك من أجل إنشاء أفلام ووجود الموسيقى وبيت العود العربي. حقيقة مجالات الاهتمام بالثقافة فيها لا تحصى فأبوظبي ريادية في الثقافة على مستوى الوطن العربي ولا نقول أن هناك شبيها لها. أما مسابقة أمير الشعراء فقد جاءت استكمالا لهذه الحلقات الثقافية المتصلة التي تجعل اسم أبوظبي رائدا في هذا المجال. يا أخي يجب على كل مثقف أن يدعم أي دولة أو أي مؤسسة أو منظمة تساهم في الاهتمام بالشعر والشعراء لا أن نسلط أسيافنا للبحث عن النقد فهذا لا ينبغي وتقول العرب "من بحث عن عيب وجده" فنحن يجب أ لا نبحث عن العيوب بقدر ما نشد على أيدى أي دولة تقدم المسابقات والجوائز وأسرد لك معلومة عابرة هي أن الإمارات بها أكثر من 27 جائزة ثقافية من ضمنها أغلى جوائز على مستوى العالم العربي جائزة الشيخ زايد للكتاب ، جائزة السلطان لعويسي بالإضافة إلى مليون درهم لأمير الشعراء. وخمس ملايين درهم لشاعر المليون. هناك فعلا جوائز كثيرة تؤكد أن ما تقوم به الإمارات ليس نبتا غريبا شيطانيا فهناك تأسيس على مستوى كل الإمارات، هناك الشارقة لديها خطوات كبيرة في مجال الثقافة وكذلك دبي وجميع الإمارات تسعى إلى أن يكون لها أيضا تميز ثقافي بالإضافة إلى التميزات الأخرى الخدمية كالصحة وما شابه ذلك للشعب . برنامج أمير الشعراء يكفي أن نلتفت فيه إلى أن هيأة أبو ظبي للثقافة حينما أقامت هذا البرنامج جعلت فردا واحدا من أعضاء لجنة التحكيم من الإمارات والبقية من خارج الإمارات من الدول العربية الأخرى . إن هذه المسابقة لو أقيمت في أي دولة عربية آخر لكانت لجنة التحكيم كلها من أفراد نفس البلد ونحن لا نعيب عليهم إذا فعلوا ذلك. غير أن ما تقوم به أبو ظبي هو إنكار للذات وخدمة للعرب. فأبوظبي بهذه المسابقات وهذه البرامج لا تحرص على محلية إنجازاتها بل تعتبر أنها جزء من العرب والعربية فهي تقدم مثل هذه المسابقات والأنشطة.

الأخبار: هل ستطرأ طريقة جديدة على تنظيم هذه المسابقة مسابقة أمير الشعراء؟

كريم معتوق : لا أعرف أنا كنت متسابقا فقط في الدورة الأولى ولا علم لي بما عدا ذلك فكلما يحدث وما نراه من أشكال وتصورات تقوم به لجنة عليا لهذه المسابقات وهذه البرامج التي تختار الطريقة الأنسب سنة بعد سنة محاولة أن تتلافى عيوب ما حدث بغية عدم تكراره . فتحاول أن تجعل الجوانب الجديدة تشويقية. وحقيقة لا أعرف أنا أي شيء فيما يتعلق بمستقبل وخطط هيأة أبوظبي للثقافة. أنا فقط شاعر شارك في الدورة الأولى.

الأخبار: ما هو انطباع الأمير كريم معتوق عن الشعراء الموريتانيين من خلال أمير الشعراء؟

كريم معتوق: حقيقة هناك تفاوت في المستويات وهذا شيء طيب جدا وعادي جدا لكن الملاحظة التي يجب أن نركز عليها هي وفرة عدد الشعراء الموريتانيين الذين يتقدمون للمسابقة فدائما ما يرشح للأدوار قبل النهائية 13 أو 14 شاعرا ثم يتم اختيار 3 أو 4 شعراء للمسابقة وهذا شيء طيب إذ أن هناك دولا تأتي بشاعر واحد فيتم أخذه فمثلا لبنان تحديدا في دورته الأولى كان تقدم منه شاعر واحد وأخذ وفي الثانية تقدم شاعر واحد وأخذ وفي الثالثة تقدمت شاعرة واحدة وأخذت هذا ليس لمستواها ولكن لأنه ليس هناك غيرها، تخيل هناك دولة تقدم شاعرا واحدا وأخرى ما يزيد على العشرة. إن ما يميز الشعراء الموريتانيين هو وفرة عدد الشعراء وهذا طيب.

الأخبار: لكن من يعجبك أنت بالتحديد من هؤلاء الذين شاركوا في المسابقة؟

كريم معتوق: يعجبني الكثير منهم حتى من أولئك الذين لم يوفقوا في الحصول على مراتب متقدمة مثلما وفق سيد محمد ولد بمب ومحمد ولد الطالب، فتعجبني تقليدية أبوشجة فقد كانت متميزة . هناك أيضا الشاعر أدي ولد آدبه كان متميزا والشاعر ولد بونه كان جيدا أيضا رغم أني أنا حقيقة توقعت أن يقدم أحسن مما قدم ولكنه لم يحسن الاختيار إنهم مجموعة من الشعراء حقيقة وكانوا رائعين وكنت أعرف بعضهم قبل المسابقة.

الأخبار: ما السبب في سقوط الموريتانيين في العام الماضي قبل وصولهم إلى المراكز المتقدمة من المسابقة ؟

كريم معتوق: هناك الكثير من الشعراء يتحدثون عن تمثيل البلد ويرون أن الشعراء يمثلون بلدانهم وبالتالي سقوطهم سقوط لبلدانهم ونجاحهم نجاح لبلدانهم أنا لا أحبذ هذه النظرة فسيد محمد ولد بمب مثلا كان يمثل تجربته الشعرية في نظري ولم يكن يمثل موريتانيا. ولد الطالب كذلك كان يمثل تجربته الخاصة أيضا. ليلى منت شغالي أيضا تمثل تجربتها الشعرية فمن الخطأ بحق الدول أن نقول فلان يمثل الدولة كذا، إن الدولة لم ترشحه ولم تقل هذا يمثلنا إن هذا ليس منتخب كرة القدم. ولا ينبغي أن نقرن ترشح الشعراء ببلدانهم هذه قضية أساسية أردت أن أوردها لكم أما شعراء الموسم الماضي فإن كانوا لم يصلوا إلى الأدوار الأخيرة فهم قد قدموا قصائد في المرحلة الأولى رضيت عنها اللجنة وأجازتهم إلى الصعود إلى مسرح شاطئ الراحة غير أنهم بعد ذلك لم يحافظوا على نفس المستوى الذي بدأوا به.


الأخبار: ما ذا يعني لك لقب أمير الشعراء؟

كريم معتوق : إنه يحمل الشاعر مسؤولية كبيرة في الوطن العربي فالمؤسسات الثقافية ستحرص على استقطابه ،والدول في مهرجاناتها ستحرص على استقطابه وهذه المؤسسات والدول تحاول دائما أن تجلب النجوم لتظاهراتها واليوم نحن نعاني من نقص في النجوم لكننا نرى الشعراء الذين خرجهم برنامج أمير الشعراء ه نجوما في الشعر بعد رحيل محمود درويش ونزار فبعد هؤلاء بقي شعراء كبار في السن ليسوا بأهمية كبيرة فاحتاج الوطن العرب إلى نجوم جدد.

الأخبار: ما هي الصورة التي سيعود أمير الشعراء كريم معتوق إلى الإمارات يحملها عن موريتانيا ؟
كريم معتوق: والله أنا حملت في الدورة الأولى صورة جميلة جدا عن هذا البلد . ثم إن هذا المهرجان في دورته الثانية ينضاف إلى المشاهد الجميلة التي شاهدتها في الساحات العربية في الشعر وإن كان بقي أن نقترب من موريتانيا البلد ليس موريتانيا المهرجان الشعري ولن يتحقق لي ذلك إلا عبر زيارة خاصة وليس من خلال مهرجان. أتمنى أن أكتشف موريتانيا، أن أكتشف الصحراء الموريتانية والبحر الموريتاني والقرى الموريتانية هذا ما تمنيته حقيقة.

الأخبار: هل زرت البحر خلال زيارتك العام الماضي وتعرفت على بعض الأماكن السياحية في موريتانيا؟

كريم معتوق: لا! زرت البحر هذه السنة لكن بالليل حيث الظلام وكنت أتمنى أن أزوره في النهار لكن قصر فترة المهرجان وارتباطنا بالأمسيات هو الذي منعنا من ذلك

الأخبار: هل وردت عليك أي أبيات جديدة خلال هذه الزيارة التي تقوم بها لموريتانيا؟

كريم معتوق: والله كتبت أبياتا متفرقة لم تتح لي الفرصة لقراءتها في المهرجان بسبب أني وجدت هناك مزايدات كثيرة في السياسة وليس في الشعر أنا كنت أتمنى أن تكون المزايدات في الشعر ليبدع الشاعر ويتألق الشاعر. الشاعر الجيد حقيقة لا يمكن أن يقرأ شعرا جيدا ويحسن من إلقائه إلا بوجود شعراء جيدين معه ولا نقول أنه لم يكن هناك شعراء جيدين في المهرجان كانوا هناك ولكنهم لم يقدموا في غالبيتهم الشعر بل قدموا خطابات سياسية هذا ليس مكانها. إن المثقفين ينبغي أن يشتغلوا بما يعنيهم الذي هو الثقافة ويتركوا السياسة للسياسيين هذا هو الأفضل .

الأخبار : ما الذي حدث بينك وبين الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد في الأمسية



أنا أحترم عبد الرزاق عبد الواحد هو شاعر له تاريخ طويل نحترم تجربته لكني أنا رفضت الشعر السياسي في المهرجان وأردت أن أقرأ قصائد غزلية لأنني أردت أن أقدم شعرا وليس موقفا سياسيا . الأستاذ عبد الرزاق اعترض واعتبر أن هذا موجه إليه. أنا أحترم موقفه لكني أتمسك بموقفي وأظل أطالب بأن هذه المنابر ينبغي أن لا تكون للسياسة . نحن لن نحرر بغداد من موريتانيا ومهرجان موريتانيا لم ينظم من أجل دعم بلد أوقضية سياسية فهكذا كانت وجهة نظري . إذا اختلف معي البعض فأنا أحترم وجهة نظره وهذا لا يفسد للود قضية لكن خروج أبوخالد من القاعة وعودته لا يشكل حدثا يتم الحديث عنه أو التعليق عليه هو رأي شخصي لقد قال رأيه الشخصي بخروجه وعودته في نفس اللحظة حينما التف حوله الإخوة المنظمون . ثم عاد واستمع إلى الشعر وما يقرأ واستمع إلي أنا شخصيا . أيضا انسحاب أبو خالد لا يشكل حدثا سيئا هو حدث قد ينبه الشعراء فقط في المستقبل إلى أنه ينبغي ألا تكون هناك مزايدات في السياسة والقشور. من منا لا يحب أن تعود بغداد كما كانت ومن منا لا يحب أن يعود جنوب لبنان ، من منا لا يتمنى تحرير فلسطين. كلنا نتمنى هذه الأشياء . من أراد أن يعبر عن هذه الأشياء فليقل. لكن ليقل شعرا هذا هو المحك ، من يريد أن يتحدث عن بغداد فليتحدث شعرا أغلب المشاركين كانوا يتحدثون في شكل بيانات سياسية وشتيمة للعرب والقادة العرب . نحن لم نسمع شعرا .. نحن لسنا ضد الشعر السياسي لكننا نريد شعرا. أغلب الذين شاركوا لم يقولوا شعرا . الذين اعترضت عليهم في أمسيتي لم يقولوا شعرا وإنما قالوا فقط مجرد شتائم. ولو كانوا قالوا شعرا لرضينا عنهم.


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!