التاريخ: 20.09.2024  التوقيت:21:36 غرينتش


تاريخ الإضافة : 11.03.2010 09:20:24

حقوقيون يستنكرون الزج بالمساجد في الصراع بين السلطة ونشطاء حقوق الإنسان

استنكر نشطاء حقوقيون الزج بالمساجد في الصراع الدائر بين السلطة وبعض المدافعين عن حقوق الأرقاء السابقين قائلين إن توحيد خطب الجمعة في مواجهة مطالب عشبية بالتحرر يعكس مستوي "ضحالة وانحطاط الموجهين لرابطة الأئمة بموريتانيا".

وقال النشطاء المشكلون لمبادرة الإنعتاق في بيان شديد اللهجة تلقت وكالة "الأخبار" نسخة منه إن خطبة "النعصرية" الصادرة عن السلطة والممرة من قبل رابطة الأئمة شكلت مفاجئة للرأي العام مذكرين الأئمة بالصراع الدائر بينهم طيلة السنوات الماضية علي المكاسب الدنيوية وتهم الرشاوى والفساد التي ظلت تلاحق قادة الرابطة حتى الآن.

وقال المعنيون إن وزارة الشؤون الإسلامية أعادت تشكيل مشهد الإمامة في موريتانيا مفرزة قيادة بالغة العنصرية بل إن بعض أفرادها وفي مقدمتهم الرئيس ولد أمحود كانوا من المحرضين علي قتل الزنوج سنة 1989 وفق تعبير البيان.

وأضاف البيان " لقد تناست هذه الاتحادية ورئيسها، أن ليست في موقع يمكنها من تقديم خطب أو دروس عن الوحدة الوطنية ، ذلك أن التاريخ القريب ، يخبرنا ، أن رئيسها ، وبعض أعضاء مكتبها ، كانوا ممن يحرضون على قتل الزنوج خلال سنوات الجمر (89،91) فأين هم من الحرص على الوحدة الوطنية؟!!".

وكانت السلطات الموريتانية قد أمرت أئمة المساجد بموريتانيا بتوحيد خطبهم لمواجهة ما أسماه البعض بالفتنة التي يروج لها الناشط الحقوقي بيرام ولد الداه ولد أعبيدي بعيد دعوته لانتفاضة العبيد السابقين في موريتانيا في وجه مايسميه الإذلال المتعمد من قبل السلطة والمجتمع وبدعم من رجال الدين كما يقول.



وهذا نص البيان:


في يوم الجمعة 6/3/2010 فوجئت جماهير المصلين في موريتانيا ، بخطباء الجمعة ، وهم يقرؤون ( خطبة العنصرية ) ، الصادر ة عن المخزن ، وبتمرير مما يعرف باتحادية الأئمة بموريتانيا، تلك الرابطة الفاسدة التي تابع الرأي العام الوطني والدولي، الصراع المحتدم بين أقطابها، وما شهده ذلك الصراع من كشف للفساد والرشوة و الاختلاس داخل هذه الاتحادية و التي يفترض بها أن تكون بمنأى عن مثل هذه السلوكيات غير محمودة العواقب الخلقية والروحية، لقد تبين لجميع المصلين مدى ضحالة و انحطاط الموجهين لهذه الاتحادية، ولقد تكرست هذه الحقيقة المقنعة للرأي العام ؛ بعد إشراف وزارة أحمد ولد النيني على تجديد المكتب المذكور، وهو ما افرز تشكلة عنصرية غيب فيها تمثيل وإشراك بقية المكونات الوطنية من الفئات المظلومة؛ كالحراطين بصفة خاصة، والزنوج بصفة عامة!، ولا تسألهم عن إمامة لمعلمين؟!! وغيرهم ، وذلك لتنامي الدواعي التمييزية الواعية عند المدعو محمد لمين ولد أمحود؛ رئيس الاتحادية سيئة الذكر، والذي رافقت نظرته الدونية إلى المستضعفين في هذه الأرض تاريخ نشأته وحتى اعتلى منبر الخطابة والإمامة بتيارت بعد أسند ظهره إلى مخدات الوزارة المعنية بالشؤون الإسلامية .

لقد تناست هذه الاتحادية ورئيسها، أن ليست في موقع يمكنها من تقديم خطب أو دروس عن الوحدة الوطنية ، ذلك أن التاريخ القريب ، يخبرنا ، أن رئيسها ، وبعض أعضاء مكتبها ، كانوا ممن يحرضون على قتل الزنوج خلال سنوات الجمر (89،91) فأين هم من الحرص على الوحدة الوطنية؟!!.

كما أن التاريخ ، يخبرنا وإلى اليوم ، أن هؤلاء لم يشجبوا يوما ، الممارسات الاسترقاقية الجائرة والظالمة ضد العبيد والمستضعفين، بل إن بعضهم أفتي بشرعية العبودية في موريتانيا، ويملكون حتى اليوم العبيد في حواضرهم وبواديهم وأريافهم على الرغم من أنهم يعرفون عدم شرعية هذه العبودية ( أحمد و ولد لمرابط مثالا ).
فعن أي وحدة وطنية يتكلمون؟ ، أو يعظون !
لقد سمعنا و عايشنا هؤلاء "الأئمة" وهم يذرفون دموع التماسيح، على (غزة)، وتابعهم المسلمون في كل مكان وبذهول واستنكار وهم يشرعون العلاقة مع إسرائيل ويمجدون سياسات عمر البشير في قتل مسلمي (دار فور).
إن الخطبة المسعورة ، جاءت كرد مجرم للموفق النبيل والتاريخي والشرعي الذي عبرت عنه مجموعة من أئمة الهدى والحق، أو الأئمة المعيرون داخل قطاع الشؤون الإسلامية بأئمة لحراطين " المنحدرين من العبيد"، استخفافا وازدراء - عندما قدموا شهادة لله وللرسول ، وصرحوا، أن العبودية في موريتانيا ، غير شرعية ، وأن يد البطش والعبودية، والتهميش والعنصرية، قد بطشت بهم هم أيضا.

نعم لقد صرح هؤلاء غير ما مرة و أفتوا بعدم شرعية العبودية في موريتانيا وأن الإسلام براء منها أم أنكم يا أيها الإمام النابه تحتكرون الإفتاء أيضا إلى جانب الإمامة؟ إنكم لتعجبون!.
لقد صدح أئمة الحراطين بالحق حين تقاعستم، وتصاممتم عن هذه القضية المؤلمة، ولقد جسدوا بمواقفهم قول الصادق المصدوق ( أمتي لا تجتمع على ضلالة ) بينما كنتم تكتمون الحق وأنتم تعلمونه كما جاء في النص القرءاني الكريم.
لقد طال سكوت أئمة الاتحادية، على الظلم الاجتماعي والقهر الطبقي والاستعباد على أساس اللون والمنشأ والانتماء؛ الذي تعاني منه خاصة الطبقة الصابرة "الحراطين"، فجاء صوت ثلة من أئمة الهدى والحق مجلجلا، صادحا، خروجا على دين الشيطان وزبانيته، ومعلوم بالضرورة "أن الساكت عن الحق شيطان أخرس".
إن خروج مجموعة أئمة الأمة الصادقين قد جسد أعلى درجات الأمانة الدينية ولأخلاقية والعلمية، فهيهات، أن يكون أعضاء الرابطة مثلهم؟!
لقد جاء موقف مجموعة الأئمة تجسيدا صادقا وأصيلا لمنهاج النبوات، عبر التاريخ بالوقوف ضد الظلم والجور والاستعباد، ونصرة المستضعفين ، في الأرض والذين ما صدقهم غير المستضعفون في أقوام الكفر وهو ما بدأ به الإسلام وهو ما سيعود به وعلى أيادي أمثال هذه الثلة التي تسومونها اليوم سوء العذاب: "لقد بدأ الإسلام غريبا وسيعود قريبا" إنما على أيادي أبناء الضعفاء.
لقد كانت صفة خير البرية محمد صلي الله عليه وسلم، والدين الذي أتى به، هي خلاص المستضعفين، وتحرير العبيد، والصدع بالحق في وجه جبروت الإقطاع والطاغوت آنئذ، وهو المشهد النبيل الذي بعثته لنا في القرن الحادي والعشرين مواقف مجموعة أئمة الهدى القادمين من داخل الطبقة المحرومة، والتي برهنت مرة أخرى أنها لا تزال تنجب الرجال النشامى، المؤمنين بالحق، و المدافعين عنه، حتى ولو كانوا تحت سياط الترهيب والترغيب والضغط المسلطين عليهم من قبل طاقم وزارتكم، مجسدين، ذلك المنهج الوهاج؛ لبلال بن رباح، وصهيب، وخباب، وعمار إبن ياسر، وغيرهم من الصحابة الأجلاء، الذين صبروا وصمدوا وجاهدوا لإعلاء كلمة لا إله إلا الله، في وجه جبروت الإقطاع والطاغوت كما يحدث اليوم.
لقد بقيت وستبقى آهات وأنات هؤلاء المستضعفين، وهم تحت التعذيب في سبيل الحق مدوية في سماء الدنيا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، مجسدة تلك الحقيقة الخالدة وهي أن الحق منتصر، حتى ولو كان بطش الطاغوت وسدنته قويا.
إن أعداء الوحدة الوطنية، هم أنصار الاستعباد والاسترقاق والتهميش والإقصاء والعنصرية ،كما هو حال مكتب ( إتحاد أئمة موريتانيا ) ، وأمثالهم من الظلامين الذين يحاولون استخدام مساجد الله، ومنابر الهدى، للوقوف في وجه حرية وكرامة العبيد والمستضعفين من الأمة، تحت غطاء المواعظ الدينية التي لم تدخل يوما قلوبهم.

حرر في أنواكشوط، يوم 10/03/2010
مبادرة المقاومة من أجل الإنعتاق





Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!