طالبت النيابة في أسبانيا بالسجن ثلاثة وعشرين عاما لمواطن موريتاني متهم باختطاف طائرة في 2007 ومحاولة تغيير اتجاهها تحت تهديد السلاح.

وقد اعترف الموريتاني بأنه أقدم، في 15 فبراير 2007، على اختطاف طائرة كانت في رحلة من نواكشوط إلى لاسبالماس مرورا بانواذيبو مبررا الأمر بأن جهات في موريتانيا كانت تريد "قتله" وأنه كان يريد تحويل وجه لطائرة إلى باريس من أجل طلب اللجوء السياسي.

وقال الموريتاني "و.م.أ.ب" والبالغ من العمر 35 عاما إنه "ليس إرهابيا ولا ينتمي إلى أي منظمة إرهابية" حسب تصريحاته أمام هيئة المحكمة الإقليمية في لاسبالماس بإقليم الكناري.

وقال المتهم إنه قام بالفعل بالسيطرة على طائرة بوينغ 737 مملوكة للخطوط الجوية الموريتانية وعلى متنها 74 راكبا وثمانية من أفراد الطاقم وأجبر قائدها على تغيير مسارها إلى باريس، بيد أنها هبطت في النهاية في مطار لاسبالماس حيث تمت السيطرة على الخاطف.

ويطالب دفاع الموريتاني بالإفراج عنه، وتثير تصريحاته شكوكا حول تمتعه بقواه الذهنية. فقد أكد أنه كان يشغل منصبا ساميا في البرلمان الموريتاني وبعد الانقلاب العسكري في موريتانيا منحته السلطات مهلة 12 ساعة "لكي يختفي عن الأنظار" حسب تعبيره، فيما تلقى تهديدات وتلقت عائلته تهديدات مماثلة.

وقال المتهم إنه اشترى مسدسين (أحدهما من عيار 9 ملم وآخر من عيار 6.35 ملم) من شخص سنغالي باعه أيضا كمية من المخدرات استعمل منها "عشرة أقراص" حسب تصريحه.

واعتبر في تصريحاته أمام المحكمة أنه كان يعتقد أن الطائرة "خالية من الركاب"! نافيا أن يكون هدد الركاب أو الطاقم أو صوب السلاح نحوهما.

وادعى المتهم أنه لا يعرف استخدام السلاح ولا كيف يتم وضع الرصاص داخل المسدس وأنه لم يكن على علم بأن المسدسين كانا في وضع الجاهزية لإطلاق النار.

وقال المتهم إنه كان ينوي تسليم نفسه للشرطة بمجرد هبوط الطائرة في لاسبالماس وأنه كان يخاف من أن يلاحظ أفراد الشرطة وجود السلاح معه! نافيا أن يكون الركاب هم من سيطروا عليه وانتزعوا منه قطع السلاح.

غير أن عنصرا في الحرس المدني الأسباني استبعد إمكانية أن لا يضع المتهم في الحسبان وجود 82 شخصا على متن الطائرة كاشفا عن جوانب من تفاصيل الاختطاف.

وقال العسكري الأسباني إن ربان الطائرة لاحظ أن الخاطف لا يتكلم أي لغة أجنبية وأنه يعمل وحده كما لاحظ من طريقة إمساكه بالسلاح أنه غير محترف.

وقد أقنع ربان الطائرة الخاطف بضرورة التزود بالوقود من لاسبالماس من أجل مواصلة الرحلة إلى باريس كما يطلب الخاطف لكن الربان توجه في ذات الوقت إلى الركاب محدثا إياهم باللغة الفرنسية حيث اتفق معهم على خطة للسيطرة على الخاطف.

وتمثلت الخطة في أن يكبح الربان الطائرة على المدرج حتى يسقط الخاطف على الأرض ومن ثم انقض خمسة من الركاب وسكبوا ماء ساخنا على وجهه وانتزعوا منه السلاح قبل تسليمه للشرطة.

وتطلب النيابة سجنه 20 عاما بتهمة الاختطاف ونظرا للأضرار التي لحقت الشركة والركاب والمقدرة بـ 794.881 أورو وثلاث سنوات أخرى بتهمة ارتكاب جنحة حيازة السلاح بطريقة غير شرعية.
(أوروبا بريس)
__________
متعلقات: