قام هواة موريتانيون بدبلجة مقاطع من الفلم الأمريكي الشهير "300" إلى الحسانية عابثين بسيناريو الفلم ومستبدلين شخصياته بأسماء من عالم الإجرام في موريتانيا.

وقام الهواة الذين أطلقوا على أنفسهم "موفايريم" بنشر المقتطفات التي تناهز مدتها ربع ساعة والتي دبلجوها بلغة شبابية موريتانية على موقع "الفيسبوك" التفاعلي وأيضا على موقع "اليوتوب".

ويحكي الفلم في الأصل ، وهو من إخراج زاك سنايدر وبطولة جيرار بولتر، حرب "ترموبيلاس" التي وقعت بين الإمبراطور الفارسي "جرجس" وملك أسبرطه الإغريقي ليونيداس في القرن الخامس قبل الميلاد وهزم فيها الإغريق هزيمة نكراء غير أنهم أبانوا عن مقاومة بطولية حيث لم ينج من مقاتليهم غير واحد من أصل ثلاثمائة من خيرة رجال أسبرطه، و700 من حلفائهم.

وسيرا على ذات المنوال لعب الشبان الموريتانيون بأحد مشاهد استعدادات الجيش الإغريقي وأظهروا الملك الذي كان يتحدث إلى جنوده، كما لو كان رئيس شلة من الشباب يستعدون للذهاب إلى رياضة "اتكسكادي" ويطلبون منه إعارة سيارات تلائم المهمة!

وأظهر الهواة براعة كبيرة في تركيب الأصوات الحسانية على الحوار في الفلم الأمريكي الشهير، وضمنوا نسختهم العديد من المواقف المضحكة التي نالت إعجاب رواد الإنترنت، لكن الحوار تضمن "في نسخته الحسانية" الكثير من العبارات السوقية التي انتقدها المتصفحون.

ويثير فلم "300" جدلا سياسيا كبيرا إذ تتهم إيران صناعة الدراما الأمريكية بالسعي عمدا إلى تشويه الفرس وإظهارهم على أنهم متعطشون للدماء والتدمير، وذلك في سياق دولي يتميز بالتوتر في العلاقات بين طهران وواشنطن.

ويقول المؤرخون إن الإغريق، رغم هزيمتهم الساحقة في الحرب ضد الفرس، فإن تلك الحرب شكلت بداية الوعي الذي وحد الإغريق وساهم في تأسيس أول حكم ديمقراطي في العالم.

وبغض النظر عن مدى شرعية عمل الهواة الموريتانيين، والذي يسهل إدراجه في مجال القرصنة الفكرية، فإن عديدين رأوا في الأمر فرصة للانتباه إلى المواهب الفنية الموريتانية الشابة وتوجيهها الوجهة السليمة واحتوائها في مشروعات فنية جادة.