التاريخ: 21.09.2024  التوقيت:00:15 غرينتش


تاريخ الإضافة : 06.04.2010 13:25:10

المؤتمر الثالث عشر... وليته كان الأول !

احمد ولد الحامد

احمد ولد الحامد

احمد ولد الحامد
ماستر الدراسات السامية
المغرب- فاس
[email protected]

احضر مؤتمر اتحاد الطلبة والمتدربين الموريتانيين بالمغرب حاملا معي رسالة من الطلاب تذكيها آرائي الشخصية المستمدة من تجربتي الدراسية ومساراتها في المغرب...
احضره متلهفا لأشهد مستوى من التنظيم والجدية والموضوعية والمسؤولية والمهنية...حضرته لأني كنت مقتنعا بأنه مؤتمر تنظمه خيرة أبناء موريتانيا ، احضره لأنه في نسخته الثالثة عشر (بعد 12 عاما على تأسيس الإتحاد) معولا فيه على ثمار تجربة ومراس وحراك الأطر المثقفين، احضره لأني مولع ومتحمس لكل ما له صلة بالشأن الوطني من قريب أو من بعيد...
ببساطة أحضره لأني كنت إذ ذاك أحد المناديب عن مدينة فاس المدينة الثانية بعد الرباط من حيث تعداد المسجلين بها، وليتني ما حضرته...

كانت اللجنة المنظمة قد حددت توقيتا لانطلاقة فعاليات هذا المؤتمر في يوم السبت (10.04.03) فتحمسنا واستيقظنا الساعة الخامسة ووصلنا عين المكان قبل مسئولي اللجنة التنظيمية... فانتظرنا إلى أن أرغمتنا الظروف على دخول مقهى فاخر ما كان لنا ونحن طلبة أن ندخله ! وقد كادت أخطاء اللجنة التنظيمية أن تفقدنا ما هو أغلى من الدريهمات... وقد فهمنا فيما بعد - من مجريات الأمور -أن ذلك التأخير كان مقصودا لحاجة في نفس يعقوب...
بعد الكثير من المداولات والجلوس على "مقاعد من الإسمنت" اخبرنا أن المدرج الذي كان مخصصا للمؤتمر يشهد ترميما وبالتالي تم احتجازنا في مدرج يكاد يضاهي المدرج رقم 2 في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة نواكشوط...

بدأت فعاليات المؤتمر عند الساعة 15:12 وذلك بجلسة افتتاحية فهمنا من مديريها أن الأمور ستجري على ما يرام مع العلم أنها شهدت مظاهر من عدم النظام وظهرت اللجنة التنظيمية فيها عاجزة عن ضبط القاعة وعن التفريق بين المدعوين والمؤتمرين...

كان المجلس الطلابي هو مدير هذه الجلسة التي شهدت مداخلة لممثلي الوكالة المغربية للتعاون الدولي الذين شكروا الأمين العام السابق احمد ولد احمد سالم أعقبتهم مداخلات ممثلي نقابات معظمها مجرد أندية تابعة للإتحاد... لتختتم هذه الجلسة بانتخاب لجنة بصورة ارتجالية دون معرفة مؤهلاتها لتسيير مجريات الأمور حتى انتخاب أمين عام جديد، هذه اللجنة هي الأخرى ظهرت في كثير من الأحيان عاجزة عن ضبط فقرات المؤتمر فقد شهدت القاعة فوضى عارمة وأصوات متضاربة في موقفها من الأداء...كانت لجنة أقل ما يقال عنها أنها كانت لجنة عسكرية يشهد لأعضائها بالبراءة لكن لا يشهد لهم بالموضوعية...

وقعت هذه اللجنة في الفخ الذي نصبته لها اللجنة المنظمة وهو "ضيق الوقت" لم تكن هذه اللجنة تعرف قواعد ولا أهداف المؤتمرات إذ أنها أدارت فقرات هذا المؤتمر بنوع من "الأوتوماتيكية" أو"المكننة" إن جاز التعبير...

فحددت هي بنفسها 45 دقيقة لمداخلات ما يزيد على100 مؤتمر لعدم وعيها بأهمية المندوب والرسالة التي يريد إيصالها بل إنها حرمت بعض المنادين من الكلام بدعوي أنهم لم يسجلوا أسمائهم متناسية أنها نصبت من اجل المناديب ومصلحة الطلاب ونقاش قضاياهم، وقد يزيد المرء استياء من تسيير هذه اللجنة لهذه المؤتمر كونها حرمت فتاة مندوبة عن مدينة فاس وهي مشهود لها بالتفاني في خدمة الطلاب من اجل تمثيل موريتانيا في الوسط الجامعي في فاس...

ربما لهذه اللجنة مشاغلها الجمة فاضطرت لحرمان المؤتمرين من الكلام...وربما لكونها لم تعثر في النظام الأساسي على أي مادة تمنعها من هذا التصرف، وربما لأنها فهمت أن المناديب قد أصابهم اليأس من جدوائية المكوث في المدرج الوسخ...وبعدان عبثت بهم اللجنة المنظمة...وربما لأن هذه اللجنة حديثة عهد بتسيير هذا النوع من المؤتمرات ولاعتقادها بأن الأغلبية تضمن العدالة والموضوعية...

وربما – وهو ما أرجحه- إن هذه اللجنة مجرد طرف في مؤامرة مع اللجنة المنظمة لإقصاء بعض الطلاب الغير محابين المتحررين من الطابع العام الذي ظهرت فيه اللجنة المنظمة وهو الميول إلى تيار سياسي ايدولوجي معين... وهو الطابع الذي وقفنا على ما يؤكده حين حرمت هذه اللجنة بعض الطلاب القادمين من مدينة فاس من دخول القاعة بل إن مسئولي هذه اللجنة أحجموا عن إخبار هؤلاء الطلاب عن الجهة المسئولة عن بطاقات الدعوة... مع العلم أن هذه اللجنة عملت على انتقاء مشاطريها التوجه والإيديولوجية وهو ما يتنافى والموضوعية والحيادية...بل واحترام الدين الإسلامي الذي يتوسم المرء حضوره في شخوص هذه اللجنة...

وربما لأني شخصيا غريب الأطوار، وربما لأن الإتحاد كله لا يستند إلى أي إطار تنظيمي يحترم المعايير الصحيحة لإنشاء النقابات والاتحادات و يستوجب منا انتظار الكثير منه وهو محصور في حقيبة لدى الأمين العام وأدائه...

بدأت المداخلات ولكل مندوب دقيقتان وكانت الصرامة إلى درجة الإهانة مشهودة فيما يخص التقيد بهذه المدة التي لم يقع الإجماع عليها...

تحدث اغلب المؤتمرين بالثناء والشكر للأمين العام السابق، الذي يستحق بالفعل الشكر والثناء لأنه ابلي بلاء حسن في التفاني لخدمة الطلاب لكن فات عليه أن يهتم بالإطار التنظيمي المؤسساتي للإتحاد وهو الاهتمام الذي لو كان هذا الإتحاد قد حظي به لما كان مؤتمره الثالث عشر بمستوي الارتجالية والفوضوية التي شهدنها فيه...

البعض الآخر تحدث عن ضعف التنسيق بين الإتحاد المركزي والمدن الأخرى، وتساءل آخرون عن معايير دعم فروع الإتحاد في المدن..فيما تساءل آخرون عن وضعية الموقع الإلكتروني للإتحاد وركوده وعدد الرسائل الجامعية الذي لا يتجاوز رسالة واحدة...وتطرق آخرون إلى ظاهرة تمس هيبة الدولة ومصداقية شهاداتها وكفاءة أبنائها العلمية وهي ظاهرة تدخل السفارة باتصالها برؤساء الوحدات لتسجيل الطلاب وهو تدخل زاد من عدد المسجلين لهذه السنة الأمر الذي تباهي به مسئولو المكتب السابق على حساب الهيبة والمستوي الأكاديمي...والمعلوم أن التسجيل ينبغي أن يسير وفق النظم الأكاديمية المتبعة عالميا وفي المغرب وليس عن طريق علاقات بين السفارة و مسئولي الإتحاد عززتها ظروف سياسية يدركها الموريتانيون المتابعون لزوار القصر وأنصاره...

وتعرض آخرون إلى ضرورة تأجير منازل تسع عدد الطلبة الوافدين خاصة أن هذه السنة شهدت اكتظاظا كاد أن يؤذي صحة الطلاب وهو تواجد ما يزيد على اربيعن طالبا لدرجة أن الطلاب تناوبوا على المطبخ مبيتا لهم ( مقال سابق "وينامون في المطبخ" الأخبار)حين أجر الإتحاد منزلا واحدا.

فيما تطرق آخرون إلى ضرورة لا مركزية الأنشطة الكبرى واختيار المدن بالداخل بالتناوب كمدن مستضيفة لدوري أو تظاهرة تجمع الطلاب...
فيما تطرق آخرون إلى ضعف أداء الإتحاد على مستوى النضال والكفاح فلم تسجل سوى وقفة ثلة قليلة أمام السفارة عند بداية نشاطات هذا المكتب السابق من اجل إقناع الطلاب بضرورة مساندة الإتحاد لسواد عيون الإتحاد... وأخرى عند نهاية مأموريته لإبراز الشخص المرشح للانتخابات القادمة...
وهكذا أصبح كل مكتب تنفيذي يختار من بين أعضائه أمينا عاما مسبقا يستمد الشهرة من مكانته في الإتحاد واستخدامه لوسائل هذا التنظيم وبالتالي يمن على الطلاب بخدماته في أول فرصة فينتزع أصواتهم حياء وتستمر اللعبة...

في الأخير وهي اللحظة التي أثارت استغرابي وجعلني اشكك في مشروعية تسمية هذه التنظيم" اتحاد الطلبة والمتدربين الموريتانيين" لأطلق عليه اتحاد المدربين) اسم المفعول) ، فلأول مرة في حياتي اشهد مدة لا تتجاوز 10 دقائق هي المدة الممنوحة لاستقبال ملفات الترشح لمنصب الأمين العام ولا تمنح الفرصة للمناديب في التعرف على ما يزيد على 14 عضوا إلا في 30 دقيقة فهل هذا يعقل أناشدكم بالله يا أيها القائمون على ما يسمى باتحاد الطلبة والمتدربين الموريتانيين بالمغرب أو المدربين...هل ترضون بأن يكون اتحادنا أو اتحادكم"لم اعرف بعد" لا يضاهي ناد لتلاميذ بولاية تكانت (نادي شموع الرشيد رقم الترخيص 000193) لم يمض على تأسيسه 5 سنوات وفي نظامه الأساسي يمنح أسبوع لدراسة ملفات الترشح وقبولها وأسبوعين للمنح المنخرطين لاتخاذ القرار الصائب...

ما يزعزع ثقة المرء في هذا الإتحاد ويفاقم استيائه من هذه المؤتمر الذي ينظم من اجل تدارس مشاكل الطلاب وقضاياهم وانتخاب مكتب جديد، كون اللائحة التي فازت لم تقدم للطلاب المؤتمرين سوى ورقة واحدة تشمل 23 سطرا بينا قدمت لائحة الوحدة التي لم تفز برنامجا (5صفحات)لا يرقي إلى مستوي البرنامج لكنه ينبأ عن احترام للمؤتمرين وجدية في التعاطي مع قضاياهم..مع العلم أن العبرة بالعمل لا بالكلام...إلا أن احترام الطلبة وقضاياهم يتطلب تقديم تصور لهم عن البرنامج المزمع تنفيذه، فيما من حق الطلاب معرفة أسماء أعضاء اللوائح ومؤهلاتهم وان يمنحوا الفرصة لإنتخاب الخيرة بين القوم...

وحسبي أني ولشدة استيائي من هذا المؤتمر تمنيت لو كان هو الأول لأجد مسوغا للفوضى وعدم الإتظام والاموضوعية والامهنية ...وربما يكون كل ذلك راجع إلى هشاشة النظام الأساسي لهذا الإتحاد وهو النظام الذي كان من المزمع أن يناقش لولا أن أوعز أحد أقران اللجنة التنظيمية إلى اللجنة العسكرية بعدم نقاشه فقررت هذه الأخيرة عدم نقاشه مستندة في ذلك على الأغلبية والمعلوم أن النظام الأساسي نفسه لا يحظر على الأقلية مناقشة مواده...

وحسبي أنى كنت أول من يكلف الأمين العام بخدمة إذ سلمته نسخة من تسجيل طالب في مسلك الدكتوراه (قبل إعلان النتائج) يصارع من اجل الحفاظ على منحته، وكنت قد أوصيته أن يسلمها لمنافسه إن هو لم يفز...في إشارة منى له ولمنافسه أنى اقبل النتيجة على علاتها...

قد يقال بأني متحامل على الإتحاد، لكني اقبل كل ما يقال سبيلا إلى تطوير العمل النقابي أيا كان نوعه وان يرقي إلى مستوى من المهنية يتماشي والمستوى الأكاديمي الذي نحن فيه...ولعل الطلاب في فاس يعرفون مدى مصداقية ما أقول بالفعال لا بالأقوال...


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!