التاريخ: 20.09.2024  التوقيت:21:45 غرينتش


تاريخ الإضافة : 15.04.2010 18:48:17

رؤية الاتحاد الوطني "حول أحداث الجامعة"

من أجل طــلاب موحديـن.. لــــوطــن واحـد
تــمــهـــيد:
- انطلاقا من قوله تعالي: [ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم] وقوله [واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا]، وقوله صلى الله عليه وسلم: "لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا...."الحديث.
- وتأسيسا على دستور الجمهورية الإسلامية الموريتانية وخاصة المادة 1 التي تقول: "موريتانيا جمهورية إسلامية لا تتجزأ، ديمقراطية واجتماعية. تضمن الجمهورية لكافة المواطنين المساواة أمام القانون دون تمييز في الأصل والعرق والجنس والمكانة الاجتماعية. يعاقب القانون كل دعاية إقليمية ذات طابع عنصري أو عرقي." والمادة 5 التي تنص على أن: "الإسلام دين الشعب والدولة"، والمادة 6 القاضية بـأن"اللغات الوطنية هي العربية والبولارية والسوننكية والولفية. اللغة الرسمية هي العربية".
- وبناء على الرؤية النقابية للاتحاد وتطبيقا لنظامه الأساسي وبخاصة المادة 4 التي تنص على أن من أهم أهداف الاتحاد "تعزيز الوحدة الوطنية" و"الدفاع عن هوية وثوابت البلد".
- واستشعارا للمسؤولية التاريخية للاتحاد في الوقوف أمام كل ما من شأنه أن يعكر صفو التآخي الطلابي والوطني وخاصة في ظل الأحداث الأخيرة التي شهدتها الجامعة وما نجم عنها من ردات فعل ميدانية وإعلامية.
فإننا في الاتحاد الوطني لطلبة موريتانيا نضع بين يدي جماهيرنا الطلابية في الداخل والخارج والرأي العام الوطني عموما رؤيتنا لأسباب وعلاج ما يحدق بوحدتنا الوطنية ويهددها من أخطار تمس انسجام الصف الطلابي وتعرقل مستقبله ووحدته.
أخطاء متراكمة
رغم أن السبب المباشر لما جرى هو التصريحات الرسمية حول تعريب الإدارة، وهو ما فهمه البعض على أنه تهديد لمستقبله الوظيفي، إلا أن للأمر أسبابا أعمق، فثمة أخطاء تراكمت أدى تجاهلها المستمر إلى تفاقم المشكل وتعقيده لعل أهمها:
1. النظام التربوي: فبدل أن يكون نظامنا التربوي وسيلة لتخريج أجيال موحدة التصور والمعارف، ظل وللأسف طيلة العقود الماضية يخرج أجيالا مختلفة التكوين والتربية ومتباينة الهوية والخطاب، وكرس انفصاما حقيقيا بين خيرة أبناء هذا الوطن (الطلاب)؛ نتيجة القرارات الارتجالية والمزاجية، والتعديلات الفجة التي حاولت الإدارات المختلفة أن تحدثها على المنظومة التربوية، كلما بدا لها ذلك، دون سابق دراسة أو تصور.
2. غياب الإرادة الحكومية في تطبيق الدستور: حيث دأبت الأنظمة المتعاقبة على خرق الدستور، وتغيبه في ممارساتها الإدارية والعملية، والاكتفاء برفع الشعارات الجوفاء التي تفسد أكثر مما تصلح، وهكذا غابت السياسات الحكومية الممهدة لترسيم اللغة العربية واللغات الوطنية؛ البولارية والسوننكية والولفية.
3. التجاذب السياسي: لقد ظلت الهوية الوطنية موضع تجاذب شديد من قبل أطراف سياسية أدخلتها في صراع إيديولوجي، أدى إلى تعميق الشرخ الاجتماعي وكرس حالة من التشنج حيال أي نقاش جاد لمعالجة للمشكل.
تلك بعض الأسباب التي تنذر بالوصول إلى مستقبل مجهول لوطن غال يستحق من كل أبناءه العمل على وحدته وانسجام مكوناته، انطلاقا من الإسلام الجامع وترسيما للغة العربية واللغات الوطنية كلغات دستورية واعترافا بأن التنوع الثقافي مصدر إثراء لا سبب فرقة، وانفتاحا على اللغات العالمية للاستفادة من حضاراتها المختلفة.
علاج لازم... لمستقبل واحد
إن أي علاج جاد لمشكل الهوية لا بد أن يمر عبر الاعتراف بالتنوع الثقافي والتعدد العرقي لبلدنا، وأن يعتمد على إرادة جادة للقيام بخطوات عملية نحو إصلاح شامل ومتدرج يبتعد عن تصريحات الاستهلاك الإعلامي والتخندق السياسي...ومن أجل ذلك فإننا في الاتحاد الوطني لطلبة موريتانيا نقترح ما يلي:
1. دعوة كافة الأطر والفاعلين الطلابيين إلى الابتعاد عن تسييس مسألة اللغة والهوية، والتحاكم إلى الموضوعية في الطرح والنقاش ومعالجة القضية باعتبارها أزمة نظام تربوي في المقام الأول.
2. الاعتراف المتبادل والتسليم بأن موريتانيا جمهورية إسلامية عربية إفريقية متعددة الثقافات موحدة الهوية والمصير.
3. ندعو جميع الأطراف إلى المطالبة بترسيم اللغة العربية ترسيما يبوئها مكانتها الدستورية، في إطار إصلاح إداري متدرج، يتبني إصلاحا تربويا شاملا يقوم على دعم اللغات الوطنية الأخرى (البولارية والسوننكية والولفية) وإلزامية تدريسها في جميع مراحل التعليم؛ ونناشد الجميع أن يساعد في تهيئة الأجواء الضرورية لذلك.
4. خلق مناخ تربوي ملائم يحقق مواكبة العصر وتعزيز الوحدة الوطنية والانفتاح على الآخر و ينمي في نفوس الطلاب تقديم المصلحة العامة، و يضمن حماية الهوية الوطنية.
إن الاتحاد الوطني لطلبة موريتانيا إذ ينشر هذه الرؤية اليوم ليهيب بجميع الطلاب إلى الاجتماع على كلمة سواء تقدم المصلحة الوطنية على المطامح والمطامع الشخصية والفئوية وتدعوا إلى إصلاح جاد وشامل ومتفق عليه يستجيب لمقتضيات الدستور ومتطلبات التنوع.
عاشت موريتانيا إسلامية عربية إفريقية موحدة
عاش الاتحاد الوطني لطلبة موريتانيا


المكتب التنفيذي:
نواكشوط بتاريخ: 15/04/2010


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!