التاريخ: 21.09.2024  التوقيت:21:25 غرينتش


تاريخ الإضافة : 28.03.2008 17:14:53

رثاء لحال صالح ولد حننا

بقلم: السيد حمدي يحظيه

بقلم: السيد حمدي يحظيه

يرهن المغرب العلاقة مع موريتانيا في الوقت الحالي بالموقف السلبي من قضية الصحراء الغربية، وحتى إذا تصور أي موريتاني مهما كان نوعه ووزنه سياسي أو مثقف أنه يستطيع أن يذهب إلى المغرب في زيارة رسمية أو غير رسمية ولا يلتقي مع خليهن ولد الرشيد ولا يمتدح الحكم الذاتي فهو يسبح في بحر من الوهم.

هذه هي النظرة السياسية الثابتة للمغرب للعلاقة مع موريتانيا والموريتانيين، لا توجد علاقة مع موريتانيا مهما كان نوعها خارج إطار محاولة انتزاع اعتراف موريتاني سياسي أو ثقافي بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية، والمغرب يريد أن ينتزع هذا الاعتراف بالتي هي أحسن أو التي هي أسوأ سواء أراد الضيف الموريتاني أو لم يريد، سواء كان سياسيا صاحب مواقف أو سمعة أو كان مثقفا، المهم بالنسبة للمغرب هو صورة ذلك الشخص وصوته وهو يتبرأ من قضية الصحراء الغربية ويسير مع المغرب في سياسته، وحتى إذا حاول إن يتملص منها فالفخ موجود وجاهز.

هذه هي القاعدة، العلاقة مع موريتانيا من وجهة نظر المغرب تمر عبر طريق ضيق هو الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية، وهذا الطريق المذكور لا يسلكه من الموريتانيين إلا المهربين والخارجين عن إطار التاريخ وحقائق الجوار والثقافة، أما الذين منهم لا يريدون سلك هذا الطريق فعليهم أن لا يذهبوا للمغرب.

لقد رأينا على الشاشات المغربية في يوم 2 يناير من هذه السنة 2008م مجموعة ممن قدموا أنفسهم لخليهن ولد الرشيد على أساس أنهم رؤساء أحزاب موريتانية، وصرحوا بأعلى صوت يمكن أن يسمعه أحد أنهم يتفقون مع المملكة المغربية في منح الصحراء الغربية حكما ذاتيا، لكن حين بحثنا عن جوهر القضية عرفنا أن هؤلاء جاءوا إلى هناك فقط من أجل الظهور على الشاشات ومن أجل عطايا المغرب في الخفاء.

هذا النوع من "السياسيين" و" المثقفين" الموريتانيين معروف أنه تاجر مواقف ويبيع الدم والعرض والجوار، ولا أحد يرثي لحاله، لكن الذي يرثى لحاله هو السياسي أو المثقف الموريتاني الشريف الواهم الذي لا زال يظن أن المغرب بلد يمكن للموريتانيين الرسميين زيارته مثلما يزورون المشرق العربي أو أوروبا في أي إطار من العلاقات المعروفة في العالم والكثيرة دون إكراهات سياسية.

فالسياسي والمثقف الموريتاني الشريف صاحب المبادئ الذي يزور المغرب تحت أي غطاء لا بد له من الظهور على الشاشات في صورة محرجة يكرهها ويكره أن يراه الموريتانيون الشرفاء فيها، ولا بد له أن يقول ما تطرب له أذن خليهن ولد الرشيد من قبيل مدح "مخطط الحكم الذاتي في الصحراء الغربية". أحيانا نرثى لحال بعض الموريتانيين الذين نراهم على شاشات المغرب وهم يعرقون وينشفون يقولون ما لا يريدون مدحا للسياسة المغربية، وأحيانا نرى آخرين وهم في قمة " البهدلة" يتلعثمون في مواقف هم في غنى عنها.

فسياسي مثل صالح ولد محمد ولد حننا سيكون هو أكثر من يحس الموريتانيون الذين شاهدوه على شاشات التلفزة المغربية بالشفقة نحوه، فهذا السياسي الذي يصفه مؤيدوه في الشارع الموريتاني بأنه رجل جرئ في كل مواقفه، ويرى الكثير من الموريتانيين أن ضغطه الصريح في كل المنابر على حكومة بلاده بسبب وجود سفارة إسرائيل في نواكشوط كفيل بجعل هذه الحكومة ترضخ ذات يوم لمطلب الشارع الموريتاني وتغلق السفارة الإسرائيلية في نواكشوط.

ومن أخر أخبار جرأة صالح ولد حننا أنه ذهب إلى المغرب في زيارة. في البداية هو حر وحر وحر بالثلاث أن يذهب إلى أي بلد شاء، لكن الذي نتصور نحن الصحراويين أو حتى بعض الموريتانيين على ما أعتقد أنه استحق أن نرثى لحاله وقلة فطنته بسبب ما وقع له أثناء زيارته للمغرب، فالرجل صاحب مواقف موثقة في كل مكان، ولو كان استشار أي موريتاني بسيط هل ستنجح زيارته للمغرب أم لا فبدون شك سيحذره من عواقبها، وحري بصالح أن يكون أول من يعرف هذا الخبر اليقين .

ويصل الرثاء قمته حين رأينا صالح ولد حننا يقول بعد لقائه مباشرة بخليهن ولد الرشيد أكثر مما قاله كل الذين حجوا إلى المغرب قبله من "السياسيين" الموريتانيين وقبضوا ثمنه وهو "إن الحكم الذاتي مخطط جريء، وأنه أساس الحل وان قضية الصحراء الغربية تعيق التقدم في المنطقة."

وإذا كان فُرض علينا بسبب رثاء حال الأخ صالح وصورته وهو يعرق وينشف أمام الكاميرات المغربية، أن نتساءل هل أنه زار المغرب كسياسي موريتاني في مهمة ما شاملة دون حصر ذلك، أم أنه كان ذاهبا وفي برنامجه أن يلتقي خليهن ولد الرشيد فقط ويصرح ذلك التصريح الذي رأينا والذي جعلنا نحس بالأسف لحال الرجل وحال أمثاله ممن امتثلوا لإملاءت خليهن ولد الرشيد التي صار الجميع أن ثمنها المادي كبير جدا، وأن هذا الثمن يزيد كلما زادت أهمية الشخص وزادت خطورة تصريحاته ضد الصحراويين.

لقد وقع الرجل المسكين بسهولة فريسة الإعلام المغربي الذي لا يحترم أحدا، فالزيارة قد تكون دامت الكثير من الوقت وقد يكون صالح التقى مع فلان وعلان ووقع الاتفاقيات، لكن المغرب عتم عليها كلها ولم يشير إليها من بعيد ولا من قريب ما عدا الإشارة بالصورة والكلمة إلى حدث واحد هو الذي يريده المغرب من صالح ولد حننا وهو اللقاء مع خليهن ولد الرشيد والتصريح المخجل الذي سيعطينا من الآن فصاعدا صورة جديدة عن مواقف صالح ولد محمد ولد حننا.

إن من تابع الإعلام المغربي المريء والمسموع والمكتوب سيعتقد بدون شك أن الرجل جاء من أجل لقاء ولد الرشيد والتصريح إن مخطط الحكم الذاتي جريء، أما ما عدا ذلك فلم يظهر منه أي شيء. وفي الأخير domage يأخينا صالح ولد حننا.


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!