التاريخ: 20.09.2024  التوقيت:17:46 غرينتش


تاريخ الإضافة : 09.06.2010 13:20:20

مطاعم كيفه: قصة مأساة يسردها المعنيون على استحياء

بعثة الأخبار - كيفة وسط موريتانيا (2)

 أحد المطاعم بمدينة كيفه يوجد به أفراد قلائل كانت سيارتهم تعاني من عطل منذ أمس الأول (تصوير الأخبار)

أحد المطاعم بمدينة كيفه يوجد به أفراد قلائل كانت سيارتهم تعاني من عطل منذ أمس الأول (تصوير الأخبار)

الزمان الساعة الثامنة صباحا المكان مدينة كيفه (عاصمة ولاية لعصابة وسط موريتانيا)، الوقت لا يزال باكرا وصاحب المطعم (رستوراه)، محمد محمود يجلس وسط مقره (بجانب طريق الأمل الذي يشق مدينة كيفه باتجاه مدينة النعمة أقصي ولايات الوطن)، ينظر محمد محمود يمنة ويسرة عل احدي السيارات التي نادرا ما تمر عبر الطريق تحمل إليه بعض المسافرين القادمين من العاصمة نواكشوط وهم قلة أو من احدي المناطق الداخلية الأخرى وهم لا يكثرون من السفر عادة في الصيف".


ترقب وتذمر

 أحد الشبان يمارس صناعة الشاي بمطعم في كيفه أبدي للأخبار استغرابه من قلة المسافرين هذه الأيام (تصوير الأخبار)

أحد الشبان يمارس صناعة الشاي بمطعم في كيفه أبدي للأخبار استغرابه من قلة المسافرين هذه الأيام (تصوير الأخبار)

لا يخفي وجه محمد محمود، كثيرا ما يحل به من تذمر وصدمة نتيجة قلة المسافرين باتجاه أي قرية أو مدينة في العالم فهو لا يهمه اتجاهك بالضبط بقدر ما يهمه أن تشير إليه حينما تصل إلي المطعم (رستوراه)، لتخبره بحاجتك إلي غذاء أو كأس من الشاي خصص لها أباريق ذات حجم كبير تظهر مستوي الأمل الذي كان محمد محمود يعول عليه من المسافرين القادمين من كل مكان".

يرجع محمد محمود نقص عدد المسافرين في هذه الآونة (وإن كان لا يرغب في الحدث عن مأساته قبل الآخرين) إلي شح فصل الصيف وما يخلفه من متاعب على الموريتانيين وخاصة في المناطق الشرقية التي يشتد عليها وقع الصيف قبل مناطق الوطن الأخرى، فحسب (محمد محمود) فالأرض قاحلة والحيوانات متعبة والمواطنون غير قادرين على تحمل الصعاب نتيجة ما تعانيه المواشي التي يعتمدون عليها في حياتهم المعيشية وتعلقهم بها في كل الفصول، هذا حينما يتذكر محمد محمود أن المواشي هي المزود الأول لمشرعه الذي تشكل مادة للحوم عموده الفقري".


آمال بغد أفضل

 أحد مطاعم المدينة خال تماما من أي مسافرين و صاحبه يراقبه عن بعد ترقبا لأي قادم جديد (تصوير الأخبار)

أحد مطاعم المدينة خال تماما من أي مسافرين و صاحبه يراقبه عن بعد ترقبا لأي قادم جديد (تصوير الأخبار)

يقول محمد محمود لموفد وكالة أنباء "الأخبار" المستقلة إنه يسعد لذلك اليوم الذي تنتهي فيه مأساته وتعود فيه المياه إلي مجاريها، وهذا اليوم ـ يضيف محمد محمود ـ لما تكتسي أرض كيفه بالنباتات الخضراء ويصبح الأمر منطبق على مناطق الوطن بشكل عام فهذا اليوم ستكون مطاعم كيفه في نظر ـ محمد محمود ـ مليئة بالمسافرين والزوار والكل مقبل على شراء المواد الغذائية ناسيا ومتناسيا كعادته مأساة فصل الصيف التي نعيشها اليوم".

ويحمل محمد محمود في حديثه الاستحيائي عن "مأساة مطاعم كيفه" على السلطات الموريتانية عدم إيفاد بعثات إلي داخل الوطن لتقصي أخبار المواطنين ومن أجل أن تظل هذه البعثات مصدر دخل لأصحاب المطاعم في وقت لم يقدر المواطن على توفير الدخل بسبب أزمة فصل الصيف".


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!