التاريخ: 20.09.2024 التوقيت:10:48 غرينتش
تاريخ الإضافة : 11.06.2010 14:54:52
حي "لكنيبة" الفقير بالعيون: نزاع على الاسم بسبب "توسعة للكهرباء"
بعثة الأخبار _ لعيون شرق موريتانيا (6)
حي لكنيبة جنوب مدينة العيون طالب أهله بتوفير الخدمات الأساسية للحياة، فلا ماء ولا كهرباء ولا مدارس ولا طرق (الأخبار)
"نطالب الدولة بتوفير خدمات أساسية، نريد سياجا لمزرعتنا التي تهددها المخاطر، والتي ضاع أكثرها بعد ضعف الوالد باك ولد احميده، نريد الماء نريد الكهرباء نريد مدرسة لأبنائنا".
هكذا تحدثت لالة بنت عبد الرحمن باسم ساكنة حي لكنيبة، محاولة تلخيص مشاكل الحي التي تراكمت أكثر من خمسة عقود، ترى بنت عبد الرحمن أنها كانت معقولة قبل ضعف المعيل، لكن غدت فوق طاقتهم بعدما أقعدت الشيخوخة منشئ الحي باك ولد أحميدة.
نساء حي لكنيبة تجمعن داخل ما كان يوما مزرعة لهن قبل أن تنضب الآبار التي كانت تمدها بالماء، وطالبوا السلطات بضرورة الإسراع في توفير الخدمات الأساسية (الأخبار)
سكان الحي المتواضع يقولون إن الإدارة المحلية لم تعاملهم يوما من الأيام بما يشعرهم بأنهم مواطنون، فالحي يشرب من آبار حفروها بأيديهم، وقد نضب أغلبها، مما أثر على المزارع التي كانت تؤمن قوت العشرات منهم، وهو بدون كهرباء ولا مدرسة.
سيدي ولد العربي رأى أن ساكنة حي لكنيبة يفتقرون لكل الخدمات من ماء وكهرباء ومدارس ومستوصفات فالدولة لم تقدم لهم ما يثبت شعورها بمواطنتهم (الأخبار)
تطورات الخلاف أدت لحضور السياسة وربما القبيلة في الخلاف، ومع ذلك هناك رغبة لدى أكثر من طرف لإبقائه في طور مدني خدمي، يترتب كحق على الدولة لمواطنيها وعليها توفيرها للجميع، لكن الخلاف ظهر بسبب التوسعة التي وصلت بالفعل لحي "لكنيبة لمدرمز".
اكنيبة "سعيد وامبارك"
يتخوف والد الصغير ابيب أن لا يجد هو وأخته المدرسة التي توفر لهم تلقي العلم، فأشقاؤه الأربع لم يتعلموا بسبب عدم وجود مدرسة قريبة من الحي كما يقول الوالد (الأخبار)
وحسب المتحدثين باسم السكان، فإن جهودهم وطلباتهم تم توجيهها وجهة أخرى غير التي جاءت من أجلها، وترك الحي لمصيره، بدون كهرباء ولا ماء ولا مدارس ولا طرق... "لكأننا غير مواطنين، ماذا قدمت لنا الدولة"، يقول سيدي ولد العربي، "فنحن نستجلب الماء على أيدينا من مسافة بعيدة، أطفالنا لم يدخلوا المدرسة لعدم وجودها، أحيانا نؤجر صهريجا لجلب المياه، ويكون ثمن البرميل 150 أوقية، على الدولة تحمل مسؤوليتها تجاهنا وتوفير الخدمات الأساسية، فنحن في القرن الواحد والعشرين".
اكنيبة لمدرمز
منسق عملية توصيل الكهرباء إلى اكنيبة لمدرمز ماء العينين ولد اليخ ولد امبارك (يمين) أكد شفافية العملية، قائلا: لقد طالبنا بالكهرباء بطرق متعددة، وحصلنا عليها (الأخبار)
وقد لجأ سكان الحي - يقول أحمد ولد ابيليل مؤسس الحي- إلى الإدراة مجددين طلب الحصول على الكهرباء، فأوصلوا طلبا إلى الحاكم وآخر إلى العمدة، وقد وعداهم ببذل ما يمكن من جهد في سبيل حصولهم على الكهرباء.
وأكد ساكنة الحي أن النائب البرلماني ورئيس حزب حاتم بذل جهودا هو الآخر في سبيل الحصول على التوسعة، وبعد الكثير من الانتظار، وفي العام 2009 اتصلت بهم شركة الكهرباء مؤكدة أن الحي حصل على توسعة طولها 1000 متر، وأن عليهم التنسيق مع إدارة الشركة لإنجاز التوصيل الكهربائي.
ماء العينين ولد الشيخ ولد امبارك أكد أنه هو من كان يتصل بالشركة لتنسيق الموضوع، قائلا إنهم يتمنون حصول كل الأحياء على الخدمات الأساسية، لكن التوسعة الحالية جاءت باسم حيهم بعد الكثير من الطلبات، وأكد ولد امبارك أن الشركة قامت بالكثير من التحقيقات للتأكد من أن الحي تتوفر فيه المواصفات، والمسافة التي جاء بها المشروع.
رأي البلدية..
عمدة بلدية العيون سعدنا ولد حمادي نفى تهم سكان حي لكنيبة له، مطالبا بتوفير الخدمات الأساسية لكل الأحياء الفقيرة والهامشية (الأخبار)
ونفى عمدة العيون الذي كان يتحدث من نواكشوط تهم سكان الحي له، طالبا من البعثة الاتصال على مدير فرع شركة الكهرباء، لكن هواتف الأخير كانت مغلقة.
وقال ولد حمادي إن الحي المستفيد من التوسعة قدم له طلب الحصول على الكهرباء "وقد بذلت جهودي معهم من أجل الحصول عليها، وقدمت طلبا إلى المدير العام لشركة الكهرباء الطالب ولد عبدي فال، وقد استجاب له ومنح عددا من أعمدة الكهرباء لساكنة العيون دون تحيد حي".
وأشار عمدة العيون في حديثه الهاتفي مع الأخبار إلى أن "بعض السكان تعودوا على استغلال الأمور سياسيا، لكن الأمور الحالية لا علاقة لها بالموضوع".
وقال العمدة "إن معلوماته الخاصة تفيد أن التعليمات صدرت بالفعل بتزويد كل الأحياء بالخدمات الأساسية في ظرف وجيز" مؤكدا مطالبتهم "في البلدية بتعجيل تنفيذ الموضوع".
مطالب موحدة...
من هذه البئر يشرب سكان حي لكنيبة والأحياء المجاورة له، ويتخوفون من أن ينضب ماؤها كما وقع لعدد من الآبار القريبة منهم (الأخبار)
وطالب سكان الأحياء بتوفير مدارس لأبنائهم، فأقرب مدرسة تبعد عنهم حوالي 2-4 كلم، كما طالب سكان حي اكنيبة لمدرمز بمسجد لساكنة الحي وبضرورة شق الطرق، في كل الأحياء وفك العزلة عن سكانها.
كما طالب سكان حي –أو أحياء- لكنيبة بمستوصف يضمن لهم الاستشفاء دون تنقل، وتوفر للمرضى الأدوية، قائلين إن الوضعية الحالية غير مناسبة، حيث يحتاج المرضى للتنقل لمسافات بعيدة.