التاريخ: 20.09.2024  التوقيت:12:42 غرينتش


تاريخ الإضافة : 15.06.2010 07:21:23

بلدية انصفني: حين تنعدم الصحة مع كل الظروف

بعثة الأخبار _ "انصفني" ولاية الحوض الغربي شرق موريتانيا


علي بعد ثلاثين كلم شمال غربي مدينة "العيون" (عاصمة ولاية الحوض الغربي)، تترائي لمنظرك مع تلك الصحاري والسهول المتحركة بلدية "انصفني"، ذات الكثافة السكانية العالية، حيث ناهز عدد سكانها الثمانية آلاف نسمة يتوزعون على واحد أربعين قرية هي مجمل القرى المشكلة للحوزة الترابية لبلدية "انصفي"، التي يعيش مواطنوها على معاناة صحية مستمرة، حيث لا يتجاوز عدد النقاط الصحية سوى اثنتين لا يزال أحدهم بحاجة إلي التفعيل في مواجهة أمراض مختلفة يعاني منها السكان في كل فترة وخصوصا في فصل الخريف المطل على الأبواب".


وراء هذه الجدران المتهالكة يحلم مرضي "انصفني" بتوفير الدواء رغم أن حال المركز الصحي يكشف حجم معاناته مع نقص الأدوية والمستلزمات (تصوير الأخبار)

وراء هذه الجدران المتهالكة يحلم مرضي "انصفني" بتوفير الدواء رغم أن حال المركز الصحي يكشف حجم معاناته مع نقص الأدوية والمستلزمات (تصوير الأخبار)

يجلس الطبيب أحمد ولد محمد على كرسيه في المركز الصحي الوحيد في قرية "انصفني" عاصمة البلدية وهو يتأمل الوضعية الصعبة التي يمر بها المركز الصحي الذي يتولى إدارته في وقت يقترب فيه فصل الخريف وتعرف فيه المناطق الريفية (وخاصة الولايات الشرقية من الوطن)، انتشارا كبيرا لمرض حمى الملا ريا إضافة إلي الأمراض الأخرى التي تعصف بالمواطنين في كل فصول السنة الأربعة، مع صمت مطبق من قبل السلطات الصحية على المستوى الوطني حيث لم تحظي بلدية "انصفني" بأي حملة صحية من شأنها أن تذهب الخوف عن المواطنين وتمنحهم ثقة بوطنهم لا تزال غائية حتى اليوم ".


واقع مزري


يفق أحمد ولد محمد حائرا أمام واقع مزر في مركز صحي يحاول تغطية بلدية مترامية الأطراف (تصوير الأخبار)

يفق أحمد ولد محمد حائرا أمام واقع مزر في مركز صحي يحاول تغطية بلدية مترامية الأطراف (تصوير الأخبار)

يجلس الطبيب أحمد ولد محمد على كرسيه في المركز الصحي الوحيد في قرية "انصفني" عاصمة البلدية وهو يتأمل الوضعية الصعبة التي يمر بها المركز الصحي الذي يتولى إدارته في وقت يقترب فيه فصل الخريف وتعرف فيه المناطق الريفية (وخاصة الولايات الشرقية من الوطن)، انتشارا كبيرا لمرض حمى الملا ريا إضافة إلي الأمراض الأخرى التي تعصف بالمواطنين في كل فصول السنة الأربعة، مع صمت مطبق من قبل السلطات الصحية على المستوى الوطني حيث لم تحظي بلدية "انصفني" بأي حملة صحية من شأنها أن تذهب الخوف عن المواطنين وتمنحهم ثقة بوطنهم لا تزال غائية حتى اليوم ".


ويزداد قلق ولد محمد كل ما تذكر اقتراب فصل الخريف، ويقول في حديثه مع موفد وكالة أنباء "الأخبار" المستقلة "نحن الآن نتلقى ثلاث استشارات يومية، وفي الخريف سيزداد عدد المرضي وتقترب الاستشارات من العشرين يوميا في مثل هذا المركز الصحي الذي لا يمتلك سوى سريرا واحدا وطبيب رئيسي وقابلة وأدوية تتعرض في معظم أوقاتها لدرجة حرارة كبيرة تقلل من مفعول بضعها وتفسد البعض الآخر".


ميزانية لا تصدقها العقول


في يوم من أيام سنة 2009، حل الطبيب أحمد ولد محمد خلفا للطبيب يحي صار الذي كان حينها يتولى إدارة المركز الصحي ببلدية "انصفني"، وهو راض وقتها عن تولى إدارة المركز الصحي، إلا أنه اندهش عندما أخبره الطبيب المغادر بمبلغ ميزانية المركز الصحي قائلا إنها لا تتجاوز 63 ألف أوقية، وهو ما زاد من قلق ولد محمد الذي يقول ـ للأخبار ـ إنه يأمل أن تنتبه السلطات الصحية إلي الواقع المزري الذي يعيشه المركز الصحي في البلدية قبل أن يحل الخريف وتتشعب الأمراض ويكثر زوار المركز الصحي، الذي لا يستوعب الكثير من المرضى مع التذكير أنه يستضيف فقط الحالات المرضية الأولية أما المرضي من النوع الثاني أو الثالث فعليهم أن يبحثوا عن مستشفي في تلك الصحاري القاحلة ليكون ملاذهم في رحلة بحث عن استشفاء ستطول داخل الحيز الترابي لبلدية "انصفني" التابعة لولاية الحوض الغربي شرق موريتانيا ".


رأي المواطنين


أخليفة ولد عبد الله يأمل أن يحظى سكان بلدية "انصفني" بنظرة من لدن السلطات الإدارية في ولاية الحوض الغربي (تصوير الأخبار)

أخليفة ولد عبد الله يأمل أن يحظى سكان بلدية "انصفني" بنظرة من لدن السلطات الإدارية في ولاية الحوض الغربي (تصوير الأخبار)

يجمع سكان بلدية "انصفني" على حاجة القرى المنتشرة في أرجاء البلدية لمراكز صحية تقيهم التنقل بالمرضي في الحالات الأولية التي يمكن للنقاط صحية احتوائها، مع العلم أن البلدية بكاملها تتوفر على نقطتين صحيتين إحداهما في مركز البلدية و الأخرى في قرية "تارة" لكنها لا تزال شبه معطلة".

ويقول أخليفة ولد عبد الله إن العديد من قرى البلية لا يزال تحت خط الإهمال من لدن السلطات الموريتانية، مشيرا إلي أن غياب قابلة في بعض القرى ترك معاناة كبيرة للسكان وتسبب في تعسر العديد من حالات الولادة في قرية "البر باره" التابعة لبلدية "انصفني" ، وهو نفس الحديث الذي قاله سكان جميع القرى التابعة للبلدية مشددين على ضرورة أن تستجيب السلطات الموريتانية إلي واقعهم الصحي المتردي قبل فات الأوان".


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!