التاريخ: 20.09.2024  التوقيت:12:51 غرينتش


تاريخ الإضافة : 15.06.2010 09:30:10

أحسي لعبيد مرضى في انتظار الموت


بعثة وكالة الأخبار _ أحسي لعبيد الحوض الغربي شرق موريتانيا(20)

يجلس العجوز موسى لد سبرو في انتظار الأجل بعد أن يئس من أي حالة للاستشفاء من من مرض ألم به ألزمه الفراش (تصوير الأخبار)

يجلس العجوز موسى لد سبرو في انتظار الأجل بعد أن يئس من أي حالة للاستشفاء من من مرض ألم به ألزمه الفراش (تصوير الأخبار)

يجلس المسن موسى ولد سبرو يصارع المرض بين جدراني بيت من الطين متهاو ينتظر الطبيب الذي يبدو أنه لن يكون سوى موت ينهي رحلة معاناة هذا الشيخ العجوز مع العديد من الأمراض.

موسى واحد من عشرات المرضى ومشاريع المرضى في "ادباي أحسي لعبيد" التابع لبلدية أم لحياظ بولاية الحوض الغربي حيث لا يختلف القطاع الصحي عن غيره من القطاعات الأخرى سوى أنه يتميز بانعدام كامل لأي اثر لشيء كان من المفروض أن يكون اسمه الصحة.


مواطنون لا يمرضون

قول سكان أدباي "احسي لعبيد" إن الدولة كأنها تظن إنهم لا يمرضون فليست لهم من المترادفات الصحية التي يسمعون عنها أي شيء فلا مستوصف ولا نقطة صحية ولا حتى رحلات علاج.

يقول العيد ولد دلبح إن أقرب نقطة صحية إليهم هي مركز أم لحياظ الصحي الذي يبعد عنهم قرابة 10 كلم و أن الطريق إليه وعرة جدا كما أن سيارات النقل غير متوفرة.
وتقول امبيركة وهي أم لعدد من الأطفال إن التنقل إلى أم لحياظ وفي بعض الأحيان إلى مدينة لعيون لأجل العلاج هو بالغ الصعوبة وتكاليفه باهظة لذلك فإن السكان لا يلجئون إليه إلا في الحالات التي يجدون أنفسهم مضطرين تحت وطأة المرض.
وتضيف امبيريكة حين أحمل أحد هؤلاء الأطفال إلى المستوصف فإنني أكون مقسومة الخاطر حيث أنا مضطرة لنقل المريض منهم للعلاج وفي نفس الوقت لا أرتاح للذهاب عن الصبية الصغار .


الحاجة أم الاختراع

تحمل هذه العربة مرضى إحسي لعبيد إلى بل لم يكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس (تصوير الأخبار)

تحمل هذه العربة مرضى إحسي لعبيد إلى بل لم يكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس (تصوير الأخبار)

يقول موسى ولد مسعود إن السكان اخترعوا سيارة إسعاف تقل المرضى إلى المستوصف هي عبارة عن حمار يجر عربة يقوده رجل متطوع من أبناء "أدباي" بعد أن عجزوا عن الحصول على سيارة إسعاف من وزارة الصحة ويبدي المواطنون هنا فرحتهم بسيارة الطوارئ التي يعمدون إليها عند الحالات الإنسانية القصوى لتقطع بهم وعورة الصحراء بين أحسي لعبيد ومركز أم لحياظ الصحي.


مرضى بالجوع

يتحدث السكان هنا عن الأمراض المنتشرة والتي يؤكدون أنها كلها مرتبطة بالجوع وسوء التغذية بسبب سوء الظروف الاقتصادية السيئة، ويقول العيد ولد امبيريك إن الأطفال هم في الغالب ضحايا سوء التغذية وضعف البنية الصحية بالإضافة إلى انتشار مرض "الملا ريا" في موسم الخريف الذي يخفي السكان قلهم من اقترابه هذه الأيام، رغم ما يحمله من فرحة ترتبط بالزراعة وتحسن أوضاع ماشيتهم.

ويأمل المواطنون في لحسي أن يحظوا بفلتة كريمة من "الدولة" توفر أقل الحاجيات الماسة في الجانب الصحي التي يلخصونها في مركز صحي أو سيارة إسعاف أو على الأقل تنظيم رحلات علاج لحيهم الفقير.

وفي انتظار أن تجد آمال سكان لحسي صدى في نفوس المسؤولين يبقى المسن (موسى ولد سبرو، والعجوز افيطمة، والصغيرة ،ما سبكوها) وغيرهم يعانون وطأة المرض والحرمان من حق العلاج.


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!