التاريخ: 20.09.2024  التوقيت:13:18 غرينتش


تاريخ الإضافة : 27.06.2010 13:05:58

عمدة نصفني للأخبار: أطالب بوضع حد لتهميش وإقصاء المجالس البلدية

عمدة بلدية نصفني سيداتي ولد ميني

عمدة بلدية نصفني سيداتي ولد ميني

دعا عمدة بلدية نصفني التابعة لمقاطعة لعيون عاصمة الحوض الغربي سيداتي ولد ميني السلطات الموريتانية إلى "وضع حد لتهميش وإقصاء المجالس البلدية، كما أطالبها باعتماد لامركزية حقيقية تمثل خيارا استراتجيا، وليست مجرد وسيلة لاستدرار المولين".وهذا نص المقابلة التي أجرتها معه بعثة "الأخبار" إلى الحوض الغربي..

الأخبار: كيف تقدمون بلدية أنصفني إلى القارئ الكريم

العمدة: بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد في البداية وقبل الإجابة على سؤالكم اسمحوا لي أن أتقدم إلى وكالة أنباء الأخبار المستقلة بجزيل الشكر، على تواصلها معنا في هذا الظرف الذي يعتبر ظرفا خاصا بالنسبة للسكان عامة وسكان المنطقة خاصة ، فالحرص على مقابلة السكان وأخذ مشاكلهم عن قرب سبق إعلامي و تميز نشكر كم عليه.

أما بخصوص الإجابة على سؤالكم فإن بلدية انصفني هي إحدى البلديات الريفية التابعة لمقاطعة لعيون بولاية الحوض الغربي بحيث تحدها البلديات التالية:

ـ من الجنوب : البلدية الحضرية للعيون والبلدية الريفية تنحماد
ـ من الجنوب الغربي : البلدية الريفية ادويرارة
ـ من الشمال الغربي : بلديتي الراظي والمبروك التابعتين لمقاطعة تامشكط
ـ من الشمال : مقاطعة تشيت(ولاية تكانت)
ـ ومن الجنوب الشرقي : بلدية أكجرت
يصل عدد السكان نحو تسعة آلاف نسمة (9000) موزعون مابين واحد وأربعين (41) قرية، وهي الأغلبية فيما توجد أقلية من البدو الرحل.


الأخبار: كيف تقيمون واقع العمل البلدي بعد ثلاث سنوات من ممارسته ؟

العمدة: واقع العمل البلدي واقع صعب للغاية حيث ينتظر المواطن من البلدية تقديم الكثير من الخدمات في الوقت الذي لا تتوفر لديها الإمكانيات لتقديم ما يطلب منها تقديمه إذ لا يتوفر للبلدية ما يلزم من وسائل وإمكانات فأنتم تدركون أن البلديات وخصوصا الريفية منها تعتمد بشكل شبه كلي في مواردها على المساعدة التي يقدمها الصندوق الجهوي للتنمية، وهي مبالغ زهيدة ومعايير توزيعها على البلديات غامضة، وإذا ما قارنت بين ما تنازلت عنه الدولة من اختصاصات للبلديات وما تقدمه من وسائل لتحقيق تلك الاختصاصات تدرك أن التنازل عنها إنما هو من باب التخفيف من وطأة الضغط على السلطة المركزية على حساب البلدية، فالبلدية من الناحية العملية بمثابة الحاجز الأمامي (دفانص) الذي يتحمل الضربات المؤلمة, وتلقي عليها تبعات عجز الحكومة عن تقديم الخدمات الضرورية للمواطن بحكم قربها من المواطن والتصاقها به، هذا بالإضافة إلى أن ممارسة العمل البلدي في مجتمع ضعيف الوعي مثل مجتمعنا يعتبر أمرا في غاية الصعوبة ..

الأخبار: ماهي الانجازات قمتم بتحقيقها حتى الآن في بلدية انصفني؟

العمدة: قبل الحديث عن الإنجاز أود الإشارة إلى أن الظرف الذي مرت به البلاد بسبب الانقلاب وما تبعه من تجاذب سياسي وتوقف للتمويلات الأجنبية أثر على العمل البلدي، فالبلدية تعتمد كثيرا على الشركاء الأجانب وهؤلاء وكما قلت لك أوقفوا تدخلاتهم بسبب عدم الاستقرار السياسي، وهو ما جعل البلدية تعتمد بشكل كامل على مساعدات الدولة تلك المساعدات التي تصل في بلدية أنصفني نحو(خمسة ملايين) موزعة بين الاستثمار والتسيير رغم كل هذه الظروف استطعنا بتوفيق من الله ثم بتضافر جهود المجلس البلدي تحقيق الكثير من برنامجنا أول خطوة قمنا بها بعد استلام العمل هي وضع تصور شامل عن البلدية وذلك من خلال انجاز مخطط تنموي تشاركي شارك فيه السكان تضمن أهم المشاريع المقترحة خلال خمس سنوات.
في مجال التعليم:
بنينا أربعة حجرات من الاسمنت المسلح وكانت فيها نسبة تعاون مقدرة من طرف التعاون الألماني، وقد بنيت في قري كان التلاميذ يجلسون في أقبية لا تتوفر فيها أبسط مقومات العملية التربوية، كما قمنا بترميم ثماني مدارس (بناء توسعة)؛ حيث كان السكان يضطرون لتأجير منازل يدرس فيها التلاميذ ، أيضا وفرنا طاولات لنحو 37 تلميذا، نحن إذا تدخلنا في نحو 65% في مجال التعليم حيث توجد بالبلدية 20مدرسة .

في مجال المياه:

أما المجال الثاني والذي قدمت فيه البلدية قدرا من الإنجاز فهو مجال المياه فقد استلمنا البلدية وليس بها سوى منشأتين مائيتين وقد تضاعف العدد الآن ليصل إلى أربعة، كما أن العمل جار في ثلاثة أخرى وبخصوص ما أنجزته البلدية على ميزانيتها فقد ساهمت في تعميق 10 آبار، و حصلت علي دعم لآبار أخرى من بعض الهيآت (معهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها و جمعية الإصلاح الاجتماعي )، هذا المجهود ساهم في التخفيف ولو جزئيا من حدة معانات السكان وإن بقيت أزمة الحصول على الماء الصالح للشرب قائمة بل وحادة في بعض المناطق، وهنا أدعو السلطات إلى اعتماد سياسة واضحة المعالم في مجال المياه ووقف التلاعب المشاهد في هذا المجال الحيوي.

في مجال الصحة

رممنا المركز الصحي لعاصمة البلدية وقد استلمناه متعطلا عن العمل بسبب عوامل التعرية، وكانت الأدوية مخزنة في أحد المنازل الخصوصية قمنا بترميمه وإعادة تأهيله ، هو الآن يعمل بصورة منتظمة ، أيضا استطعنا أن نحصل على افتتاح نقطة صحية جديدة في المنطقة الشرقية من البلدية وتحديدا في قرية(تارة)، وبنينا قاعة لها، والممرض يعمل الآن فيها، ونأمل أن تخفف من معانات السكان في تلك المنطقة إلا أنها لم تحصل بعد على بناية ملائمة، وهو الأمر الذي نسعى الآن جاهدين من أجل الحصول عليه، قبل مغادرة مجال الصحة لابد من الإشارة إلى أن بلدية انصفني بحاجة إلى عناية خاصة في هذا المجال فالبلدية شاسعة والطرق بينها وعرة ويتواجد عليها الكثير من البدو الرحل كل هذه العوامل تتطلب المزيد من النقاط الصحية وكذلك وتوفير العديد من القابلات.

وفي مجال المساجد :

قمنا ببناء بعض المصليات في القرى التي كان السكان فيها يصلون تحت الأشجار ونخطط هذه السنة لبناء المزيد من المصليات.
وفي المجال العون الاجتماعي :
وزعنا العديد من الأضاحي وبعض المساعدات الأخرى
هذا عن الإنجازات المادية أما الإنجازات المعنوية فمنها :
ـ تحقيق الانسجام التام بين الأطياف المكونة للمجلس البلدي وسيادة روح الفريق.
ـ تقديم نموذج في القرب من المواطن والبحث عن مصالحه وهو ما ساهم في تغيير النظرة السلبية المواطنين للمؤسسة البلدية
ـ تقديم نموذج في العمل المؤسسي .

الأخبار: ما هي أهم العوائق التي تواجه العمل البلدي بالنسبة لكم؟

العوائق كثيرة ومتشعبة نذكر منها:
ـ قلة الوسائل فلو أخذت المخصصات السنوية للاستثمار في بلدية أنصفني لا تكفي لحفر بئر عاد.
ـ ضعف الوعي لدى السكان ومعلوم أن التقدم والتطور مرتبط بمدى وعي ونضج المجتمع
ـ ضعف تعاطي السلطات مع البلديات، وعدم التعامل معها كشريك فعال بل يصل الأمر في بعض القطاعات إلى تعمد إقصاء البلديات وتهميشها عن قصد وسبق إصرار, وأحيانا يسلب العمدة صلاحياته ويتم السطو عليها من جهات تكون أحيانا هي الخصم والحكم .
ـ هناك عائق القوانين؛ حيث أنها عتيقة وبحاجة إلى التطوير وهنا أطالب بسن مدونة جديدة للمجموعات المحلية تواكب التطورات الحاصلة و تعزز اللامركزية وتخفف من وطأة الوصاية.
هذا عن العوائق أما المشاكل التي تعاني منها بلدية انصفني فمنها :
ـ مشكل الصحة: وقد ذكرنا سابقا معاناة السكان بسبب إهمال هذا الجانب
ـ مشكل الماء الصالح للشرب فأغلب قرى البلدية يشربون مياه لاتتوفر فيها المعايير الصحية.
ـ مشكل التعليم ويعاني من مشاكل حادة في كمه وكيفه ومبانيه .
ـ مشكل الجفاف؛ حيث تعاني بلدية أنصفني وعلى مدى سنتين متتاليتين من أزمة جفاف حادة أثرت على السكان تأثيرا بالغا حيث الاعتماد في أغلبه على التنمية الحيوانية.

الأخبار: بلدية "أنصفني" تعتبر من البلديات التنموية التي يواجه السكان فيها مرحلة صعبة في فصل الصيف، هل قامت السلطات بمساعدة المنمين بتقديم بعض المساعدات كأعلاف المواشي مثلا؟

العمدة: اسمح لي أن أقول لك إن السلطات تتجاهل معاناة السكان في هذه البلدية وهي معاناة مستمرة منذ سنتين بسبب موجة الجفاف الحادة التي ضربت المنطقة وشكلت خطرا على السكان ومواشيهم، وقد تجلى ذلك التجاهل في إقصاء البلدية من برنامج مفوضية الأمن الغذائي لهذه السنة (استفادت منه بلديات أحسن حالا من انصفني ) وعلى الرغم من أن كل التقارير تؤكد التشخيص الذي ذكرنا، فقد وجهنا رسالة بهذا الخصوص إلى السلطات المحلية بتاريخ : /04/ 04 /2010 و بذلت المقاطعة والولاية جهودا بهدف تدارك الأمر، لكن غياب الشفافية وانعدام المعايير الموضوعية في هذا القطاع جعل الأزمة تستمر.. اسمح لي هنا أن أشير إلى أن من بين طاقم رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز أناس يعملون ضد برنامجه المعلن وسياساته المتبعة ولازالوا يسبحون ضد التيار، ويسيرون ما ولوا من أمور بأساليب الحقب الماضية ،وأعتقد أنهم يشكلون خطرا على التغيير الذي ينشده الرئيس ويحلم به الشعب الموريتاني.

كلمة أخيرة:

في الأخير أود أن أعيد الشكر لهذه المؤسسة المحترمة (وكالة أنباء الأخبار المستقل)، أختم بكلمة أوجهها إلى السلطات أطالبها بوضع حد لتهميش وإقصاء المجالس البلدية كما أطالبها باعتماد لامركزية حقيقية أرجوا أن تكون اللامركزية عندنا خيارا استراتجي وليست مجرد وسيلة للاستدرار للمولين.


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!