أخببة غارقة في برك مائية، ومستنقعات متعفنة في القمامة، انتشار للباعوض بشكل ملفت في الليل وشمس حارقة في النهار وأطفال يتضورون جوعا ... تلك صورة مقربة لحي الاتحادية الواقع بمقاطعة دار النعيم بالعاصمة الموريتانية نواكشوط.

أهالي الحي غمرتهم مياه الأمطار التي تهاطلت مساء أمس مسببة أضرارا مادية كبيرة حيث غمرت السيول معظم منازل الحي وأمضت بعض الأسر ليلتها في العراء .

إحدى سكان الحي، مله بنت التويجر، قالت في تصريح لموفد "الأخبار" إن الأمطار تسببت في عزلة تامة للحي الفقير وإن عشرات الأسرة مهددة بالأوبئة بفعل المياه التي غمرت المنازل، مضيفة أنهم مجبرون على التعايش مع المستنقعات لعدم وجود بديل لحد الساعة.

وقالت فاطمة بنت التباخ إن بعض أفراد الحي فقدوا بطاقات تعريفهم الوطنية ووثائقهم المدنية الأساسية نتيجة السيول التي غمرت كل أكواخ الحي تقريبا، مطالبة الجهات المشرفة على الحالة المدنية بتسهيل إجراءات حصولهم على أوراق مدنية جديدة.

وطالب سكان الحي المتضرر بتحرك عاجل من السلطات المختصة لمساعدة الأسر المنكوبة في الحي من خلال توفير صهاريج لامتصاص البرك المائية المنتشرة بين أزقة وأكواخ الحي وتعويض الأسر الفقيرة عن ممتلكاتها المتواضعة أصلا، ثم التفكير بعد ذلك في آلية جديدة لترحيل الحي إلى جهة أخرى أو تخطيطه حتى يتسنى للأسر تشيد منازل باستطاعتها تحمل أمطار بهذا الحجم.

وعبر سكان الحي عن امتعاضهم مما اعتبروه تجاهلا واضحا من السلطات لحيهم الذي وصفوه بالمنسي، وأضافت المتحدثة باسم الحي مله بنت أتويجر "حي الاتحادية منسي من كل شيء ولعل حرمان هذه الأسر الفقيرة من دكاكين رمضان ومن التخفيضات التي تقوم بها الدولة خير دليل على ذلك".