انتقل إلي رحمة الله المغفور له ماموني ولد المختار أمبارك نهاية الأسبوع المنصرم بالمستشفي الوطني بنواكشوط.

وبذلك تفقد موريتانيا أحد أبرز أطرها من جيل الاستقلال الذين ساهموا فى قيام الدولة وتوطيد أركانها خلال فترة عصيبة من تاريخها حين بقي على كاهل الرعيل الأول بناء وتشييد بلد ناشئ يفتقر إلى كل شيء عقد أول اجتماع لمجلس وزراء حكومته إذ ذاك تحت الخيمة بعد الجلاء الفرنسي عام 1960.

كان المغفور له ماموني ولد المختار أمبارك أحد أطر البلد الشابة الذين تخرجوا قبل ذلك بقليل والذين كان الوطن يفتح لهم ذراعية لحاجته الماسة لمثلهم.

ورغم أنه تخرج طبيبا إلا أن الإدارة في تلك الفترة ما لبثت أن اكتشفت فيه قدرة نادرة في القيادة وإدارة الأمور بكفاءة فلجأت إليه في الإدارة الإقليمية حيث كان أول وال فى موريتانيا يتم تعيينه من طرف الحكومة.

ولم يخب ظن الإدارة حيث برهن في الميدان على كفاءة عالية وحنكته في إدارة الأمور الشائكة وتسوية المشاكل الصعبة حتى أصبح رجل المهام الصعاب وكانت الحكومة كلما استعصت مشكلة في مكان ما من الوطن بعثته إلى ذلك المكان.

خدم البلاد بجدية وإخلاص وحصل على تقديرات من حكومة المختار ولد داداه على الجهد الكبير الذي بذله في خدمة وطنه إبان مرحلة تأسيس الدولة.

مامونى ولد المختار أمبارك سياسي محنك انخرط بعد تقاعده في العمل السياسي حيث كان لحزبه الذي يترأسه وهو حزب الوسط الديمقراطي مساهمات بارزة في الحياة السياسية للبلد وناضل من أجل التعددية السياسية وتكريس مفهوم الديمقراطية وتوسيع دائرة الحرية السياسية.

وبفقدانه يكون البلد قد ودع أول وال موريتاني كرس شبابه فى خدمة شعبه وكان دوما فى طليعة أطره المكافحة من أجل البناء والتنمية ولعب فيها دورا أساسيا كما ودع أحد سياسييه البارزين الذين ناضلوا من أجل أن تظل موريتانيا بلد حرية وديمقراطية.

فإننا لله وإنا إليه راجعون وإِنَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ وَلَهُ مَا أَعْطَى وَكُلٌّ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمًّى فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ ونسأل المولى عز وجل أن يسكن الفقيد أعلى جنانه مع الذين انعم الله عليهم من النبيئين والصديق والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وان يلهم ذويه الصبر والسلوان.


أحمد سالم ولد المختار السالم