من اليوم الأول الذي رأى فيه الموريتانيون السيارة أو "الموبيل" وهم يعتبرونها وسيلة نقل تسرع بهم إلى مقاصدهم وتحمل أثقالهم إلى بلد لم يكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس.

غير أن عبقرية أبناء الريف الموريتانيين أبت إلا أن تطور استخدامات "جمل النصارى" الذي لا يصيبه قتر ولا نصب فاتخذوا منها مركبا ومسكنا آمنا وسراجا منيرا يضيئ حلكة الليالي المظلمة.

آخر صيحات الموضة في استخدام السيارة هذه الأيام في نواكشوط تحويلها إلى مراكز ثابتة أو متنقلة لبيع الرصيد لمشتركي شركات الاتصال.

فلا تكاد تمر من أي من أحياء العاصمة نواكشوط إلا وصادفتك سيارات تتخذ من ملتقليات الطرق أو أطراف الأسواق المركزية مراكز تستقطب الزبائن وتنادي عليهم بمكبرات الصوت للتنبيه على وجود خدمة تحويل الرصيد التي تتيح الاستفادة من زيادات على الرصيد لا يوفره الشحن المباشر من بطاقات الشركات.

إبراهيم ولد محمد (36 ) عاما عامل في سيارة لتحويل الرصيد يغدو باكرا من منزل أهله في الطرف الشرقي للعاصمة نواكشوط باتجاه سوق العاصمة (كبتال) حيث يركن سيارته من نوع تويوتا كورولا عند ملتقى الطرق الواقع شرق السوق ويحول السيارة في لحظة إلى دكان لبيع وتحويل الرصيد لمختلف الشبكات العاملة في موريتانيا (موريتل ماتل وشتقيتل.)

يبدي ولد محمد نشاطا كبيرا في مهنته فيركب بسرعة مكبر الصوت ثم يقوم بدفع الشريط الذي يردد على مسمع المارة وكل رواد السوق باللغتين العربية والفرنسية وبمختلف اللهجات الوطنية أن هلموا إلى نقطة تحويل الرصيد كما يقدم عرضا عن الفرص والزيادات التي توفرها كل شركة لجلب أكبر عدد من الزبائن.
لا يخفي ولد محمد سعادته بهذه المهنة ويعتبرها مهنة مربحة خصوصا لأصحاب رؤوس الأموال الكبيرة والمتوسطة فولد محمد يعمل ضمن طاقم من 12 فردا يتوزعون على مناطق مختلفة من العاصمة يتقاضى كل واحد منهم راتبا شهريا قدره 70000 أوقية مقابل دوام يومي من 12 ساعة من السابعة صباحا وحتى السابعة ليلا.

وحول مستوى الإقبال يقول ولد محمد إن فترات الإقبال الذهبية تكون في الأيام الأخيرة للزيادة حيث يصل متوسط الدخل اليومي 150000 بين يتراجع في أيام الزيادات التي تعلن عنها الشركات إلى نحو 50000 أوقية.

وحول الهدف من استعمال السيارة في هذه المهنة يقول ابراهيم إن هذه الفكرة مفيدة فهي من جهة حانوت إلى جانب السوق غير أنه لا يرهق صاحبه بالإيجار الشهري كما أنه في ظروف حملات المطاردة لمكافحة فوضى الأسواق يسهل الانتقال بها من مكان إلى آخر دون مشاكل.

غير أن ولد محمد تذمره من بعض المشاكل المصاحبة لهذه المهنة فمثلا عند حدوث أي خطأ في التحويل إلى رقم الزبون فإن العامل يتحمل ضريبة ذلك فيدفع من جيبه كما أن بعض الآخر يقوم بعمليات نصب يصعب معها متابعته خصوصا أن بعض الشركات لا توفر خدمة متابعة هؤلاء.

و إلى جانب ولد محمد يركن أحمد ولد محمود سيارة من نوع مرسيدس 190 ركب على ظهرها مكبر صوت تماشيا مع نفس الفكرة السابقة ولد محمود يقول إنه جديد على هذه المهنة حيث تم تأجيره من طرف أحد التجار وهو مالك السيارة مقابل مبلغ 20000 أوقية ومصاريف يومية ب 500 أوقية يقدر ولد محمود الدخل اليومي ب 40000 أوقية حسب تجربته القصيرة ويعتبر مهنته عملا ير شاق وإن كان يأخذ كثيرا من الوقت كما أنه قد يتعرض للاحتيال في الكثير من الأحيان من طرف بعض الأشخاص أو يخطئ في التحويل ويصعب عليه الاسترجاع فيتم اقتطاع ذلك من حسابه.
أواه ولد محمد أحد زبناء باعة تحويل الرصيد اعتبر أنهم يقدمون خدمة مهمة للمواطنين تمكنهم من الحصول على الزيادة في غير الوقت الذي تعلن عنه الشركات بالإضافة إلى تيسر الحصول عليها.