شكلت محلات متابعة كرة القدم، أو "كنالات" كما يطلق عليها شعبيا، أحد أهم الفضاءات الكبيرة التي تستقط متابعي دوري أبطال أوروبا في العاصمة الاقتصادية أنواذيبو، حيث يرتادها العشرات من الشباب من كل أنحاء المدينة لمتابعة المباريات الرياضية ذات الصبغة الأوربية.

"كنالات" باتت قبلة العديد من الشباب ومحبى الرياضة وهواتها فى أنواذيبو لمتابعة دورى الكؤوس الأوربية ودورياتها المحلية حيث يتداعى الشباب من كل حدب وصوب للاجتماع في هذه المحلات لمتابعة المباريات الرياضية وهو المشهد الذي يروق للكثيرين رغم وجود بدائل أخرى في المنازل" وفق تعبير أحد الشباب.

لكن سخونة الأجواء في "كنالات" وتفاعل جماهيرها مع مختلف محطات المباراة هو السر في تفضيل البعض متابعة المباريات فيها على غيرها.

يقوم على هذه المحلات الرياضية مجموعة من الشباب في تسييرها ويهيئون قاعات كبيرة تحوى التلفاز ويفرضون رسوما على متابعي المباريات، ويقول مم ولد الناجي وهو أحد مرتادى هذه المحلات إن ثمن تذكرة المباراة الواحدة هو مائة أوقية، ولكنه يتضاعف في مباريات "الكلاسيكو " ليصل إلى مائتي أوقية للشخص الواحد .

ويضيف ولد الناجي إن هذه المحلات تجمع مختلف الشرائح العمرية فهناك ابن الأربعين إلى جانب ابن السابعة والكل في التشجيع سواء، ويهتف باسم ناديه المفضل طيلة المباراة في جو يتسم بالحيوية ويطغى عليه التفاعل الرياضي .

ويقول مم إنه وبالرغم من توفر مقاهي الإنترنت وقنوات الجزيرة الرياضية في المدينة إلا أن العديد من الشباب يحبذ متابعة المباريات في مثل هذه الأماكن لكي يستمتع بالأجواء الرياضية السائدة في القاعة التي يعيش متابعوها على أنغام المباراة.

وعلى الرغم من كونها قبلة لكل الشرائح العمرية من مختلف الفئات إلا أن للأطفال حضورا بارزا بحكم عشقهم للكرة التي تشغل جل أوقاتهم ولأنهم ألفوا متابعة هذه المباريات وأصبحوا يعرفون أسماء كل المعلقين الرياضيين وبرز من ضمن الأطفال من يحاكى المعلقين الرياضيين صوتا وأداء.

"حماد" طفل في الثامنة من عمره وتلميذ في الصف الثالث الإبتدائى ولأنه من مرتادى هذه المحلات الرياضية بات احد المحاكين الممتازين للمعلق الرياضي عصام الشوال.

زملاء حماد ومن عرفوه أصبحوا يطلبون منه تقليد ومحاكاة معلقهم الرياضي في الاستراحات بين الأشواط وبعيد انتهاء المباراة وحتى في الشوارع بات "حماد" مشهورا بين أقرانه بتقليده للمعلق الرياضي عصام الشوال وربما هو أحد مخرجات هذه المحلات الرياضية.

ويرى العديد من الشباب ممن التقتهم "الأخبار" أن مثل هذه المحلات الرياضية تمكنهم من متابعة المباريات الرياضية الهامة وبأسعار رمزية خصوصا أن قنوات الجزيرة كلها مشفرة وتتطلب شراء بطاقة تزويد ب: 3500 أوقية قد لا تسمح بها ميزانيات أسرهم، ولم يعد أمامهم من خيار سوى اللجوء إلى هذه المحلات التي باتت قبلتهم المفضلة لمتابعة أهم بطولات أوروبا ودورياتها المختلفة.