التاريخ: 20.09.2024  التوقيت:12:41 غرينتش


تاريخ الإضافة : 02.10.2010 12:49:40

الساموري ولد بي: لحراطين لم يعودوا يملكون الإيمان للدفاع عن الوطن

الساموري ولد بي واحد من أكثر المناهضين للاسترقاق في موريتانيا يشتهر بالجرأة في الطرح إلى درجة الحدة أحيانا سياسي محنك ونقابي متمرس انتظم في صفوف حركة الحر التي تمثل أكبر تنظيم للأرقاء السابقين بموريتانيا وظل يتدرج في "مدارج السالكين" إلى أن أصبح اليوم واحد من أشهر قيادات الحركة.

يغلب على اهتمامه العمل النقابي حيث قاد أكبر تنظيم نقابي في البلد هو الكونفدرالية الحرة لعمال موريتانيا وخاض بها لجج المعارك مع مختلف الأنظمة الموريتانية في أحلك الظروف حمل على عاتقه الدفاع عن الشريحة العمالية المستضعفة وظل عصيا على الذوبان في أحضان الأنظمة عضو تجمع المنظمات غير الحكومية في موريتانيا عضو اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان - أمين عام سابق للمرصد الوطني للانتخابات في 2007 -ومؤسس لعدة مبادرات.

ينظر إلى ولد بي اليوم باعتباره الوجه الجديد بين الأرقاء السابقين الذي يطرح طرحا جديدا يرتكز مقاربة جديدة تعتمد تبني قضية لحراطين بنظرة شمولية لا ترتكز على مناهضة الاسترقاق فحسب و إنما تتخطاه لتطرق القضية من منظور أشمل يستهدف التعريف بقضية شريحة يعتبر أنها تعرضت لمؤامرة استهدفت طمس هويتها وعملت على تذويبها لتظل قابعة في قيود الذل والحرمان ولابد من معالجة مشكلتها في محاور ثلاث سياسية واقتصادية واجتماعية.

الأخبار حملت إلى ولد بي أسئلة عديدة حيث استقبلنا بأريحية كبيرة في داره في حي "كرفور" ودار النقاش حول الرسالة التي وجهها للأمين العام للأمم المتحدة والمضامين والواردة فيها وعلاقته بمبادرة الإنعتاق التي يقودها بيرام ولد أعبيدي ومصير أزمة الحمالين التي اندلعت في الأشهر الأخيرة بنواكشوط ونظرته لتصريحات بيجل وولد ابيليل وإستراتيجية حركة الحر ورؤيته للورقة التي تقدم بها حزب "تواصل" الإسلامي حول الرق وعلاقته بالناصريين في حزب التحالف الشعبي والشروط التي إذا توفرت يعتبر فيها أن شريحة "لحراطين" لم تعد مهمشة.

كان ضيفنا صريحا خلال أجوبته على أسئلتنا وأثناء حديثه إلينا لم يتوان في الرد بصراحة على أي من أسئلتنا هذه السمة لم تفارقه إلا عند ما سألناه عن علاقته ببيرا م ولد أعبيدي حيث أنكر معرفته بالأساس.
نص المقابلة:

الأخبار : بعثتم برسالة أخيرا إلى الأمين العام للأمم المتحدة البعض يتساءل عن توقيت ومضامين هذه الرسالة؟

الساموري: الرسالة التي بعثنا بها والوثيقة التي أعقبتها جاءت بالنسبة لنا بعد مرحلة الإحباط من تعاطي النخبة والمجتمع والنظام معنا وحول الرد لم نتلق ردا من الأمم المتحدة ولكنني شخصيا عقدت لقاء مع ممثلية الأمم وأجرينا دردشة حول الموضوع أما بالنسبة للتوقيت فإنه بعد أزيد من 30سنة من العمل المفتوح مع مختلف القوى السياسية والذي ظننا أنه سيكون كافيا من أجل أن القوى الوطنية تستوعب مطالبنا وتتأكد من حسن نيتنا في الطرح ومن أجل التطرق لبعض المواضيع التي كان الكلام حولها ممنوعا كما أننا عملنا على اتخاذ المواقف التي تطمئن ورغم كل هذا فإننا لم نلاحظ أي تقدم ملموس لا من خلال النظام ولا كذلك من خلال المؤسسات الديمقراطية ولا من خلال الفاعلين كل ما يمكن استخلاصه من جميع المواقف من طرف الجميع هي أمور هدفها الأساسي هو تهدئة الموقف ولي الأذرع بطريقة ذكية والعمل على عدول الناشطين من أبناء هذه الشريحة عن مطالبهم وحتى محاولة تحطيم البنية التي تعتبر مكسبا للبعض والعمل على جعل هذه الشريحة تقبع في قيود الذل وحرمانهم من استنشاق فضاء الحرية الحر سواسية مع جميع المواطنين وهذا بالنسبة لي كان مصدر قلق ويأس و إحباط و مما زاد الطين بلة ما نعيشه يوميا و نباشره من إقصاء وحرمان ممنهج والتمييز الممارس من طرف نظام الدولة التي يفترض أن تكون دولة الجميع و أن تعمل على حماية الجميع والمساواة بينهم من أجل حماية الفرد وحماية الجماعات إلا أنها في الواقع أصبحت أداة كبيرة بيد من يعتبرون مصالحهم في الحفاظ على الواقع كما هو و أن يظل النظام في شكله و أن يظل الناس في تبعية مطلقة ويعملون على تمتين قبضتهم على الوضع دون أن تكون هناك أي بوادر نرى فيها أمرا بإمكانه أن يخلق بالنسبة لنا شيئا مقبولا أو يعمل على صيانة كرامة ومصالح الناس.

الأخبار: قلتم في الرسالة إن "لحراطين " يمثلون أغلبية بنسبة 48% على أي أساس بنيتم هذا القول؟

الساموري: هذا الأمر مبني على أساس الواقع وعلى أساس معطيات واقعية و إن لم تكن رسمية فإنها معززة بمعرفتنا للواقع ومعرفتنا لمختلف المجموعات فموريتانيا أقل من أن تكون غير معروفة.

الأخبار : تحدثتم عن ظلم كبير في الثروة والعقار نتساءل هنا عن رؤيتكم لشكل تقاسم الثروة وكذلك النظام العقاري الذي تقترحون؟

في البداية لا بد أن أنبه على أن الثروة بالنسبة للشعوب هي شيء أساسي وجميع الحروب إنما تكون بسبب عدم العدالة في الثروة فإن الإنسان إذا منع من الأكل والشرب فإنه حتى في الشرع يصبح له الحق في كل ما هو متاح من أجل الحصول على المأكل والمشرب ونحن نعتبر أن الثروة الموجودة في البلد بصفة مدبرة حصرت على مجموعة واحدة من بين جميع المجموعات إذا بقيت وراءها فضلة تكون لشريحة أخرى غير شريحة ل"حراطين " وبالنسبة لنا فإن الثروة هناك صفة يتم بها توزيعها كان من المفروض أن تكون هذه الطريقة مفتوحة من أجل الاستفادة أشمل والفرص متساوية وللتوضيح أكثر أقول إنه إذا كانت تراخيص الصيد محتكرة لشريحة معينة وتحتكر المقاولات الكبيرة و كل ما هو ذا قيمة محتكر لها وتوفر لها شروط الحصول عليه و عندما تحتكر معايير التوظيف في حين أن الدولة تسهر على أن يظل هذا الخلل قائما لصالح مجموعة معينة فإن هذا يشكل خللا كبيرا .

بالنسبة لكم ما هي الخطوات العملية لتقاسم الثروة والنظام العقاري ؟

الساموري: بالنسبة لنا فإنه بشكل خاص يجب أن يتم ضمن سياسة تمييز إيجابية تخصيص جزء أساسي من هذه الثروة لإعادة بناء هذه المجوعة التي تعاني من سياسات التهميش والإقصاء الممنهج و بعد ذلك يكون هناك شكل معروف يضمن استفادة الجميع من الثروة الموجودة.

وفيما يتعلق بالنظام العقاري فإننا لا نعتبر أنه يشكل أداة لحل مشكل معين لأنه لأننا رأينا أنه كان فيه من الأمور التي انعكست سلبا على من كان مطلوبا حمايتهم بحيث أن شريحة "لحراطين" سحب منهم كل ما كان بأيديهم من أراضي وسدود وعقار اعتبارا أنهم موروثون من جهة الرق و أنهم لا يملكون لأن الأرض للأسياد وهذا المنطق تعمل الدولة على تثبيته من خلال الوالي والحاكم وتتقبله بشكله هذا وتقف من أجل تطبيقه كسياسة و أيديولوجيا فلسفية هدفها معروف ومن خلال هذا سنرى أن هدفهم هدف عدائي لأننا عند ما نرى أن هذه الشريحة تواجه بسياسات الظلم والتجهيل والتجويع والتفقير ويراد بها أن تكون بلا مستقبل وبالتالي فإننا نعتبر أن كل الخطابات الموجهة لهذه الشريحة مجرد خطابات سياسية لا تمس من الجوهر لأننا نعتبر أن هناك ثلاثة محاور : اجتماعي واقتصادي وسياسي وأي حل لا يأخذ في عين الاعتبار حل هذه القضايا كلها ويأخذ في عين الاعتبار كل الأمور التي من الضروري أن تنجز في هذه المحاور فإن أي كلام من دون هذه الأمور يكون بلا جدوائية.

الأخبار: في الشهور الماضية انفجرت أزمة الحمالين حتى إن البعض نظر إليها باعتبارها بداية ثورة ثم خمدت إلى أين انتهت هذه الأزمة؟

الساموري: بالنسبة لأزمة الحمالين هي مجرد جزء من كل وهي لا تزال قائمة لكنها كامنة ونحن من عمل على تهدئتها بناء على اتصالات وتعهدات من الجهات الرسمية وشبه الرسمية وأزمة الحمالين مشكلة كبيرة ومن خلالها تظهر الصورة واضحة فمن خلالها نرى أن المجتمع الموريتاني ليس فيه تكافؤ في الفرص وتثبت زيف من يدعي أنه لا معني للحديث عن إقصاء أو تهميش فكيف والواقع إن الآلاف بل مئات الآلاف من شريحة واحدة هم وحدهم الذين يزاولون عملا معينا مشينا وغير لائق وليس معهم غيرهم في هذا الميدان المشين هذه وحدها مذلة وعار ويعني أن هناك عقلية سلبية تتطلب حلا جذريا فعندما يكون آلاف الناس يعيشون في ظروف كهذه ولا يملكون لقمة العيش فإن ما تمارسه يكون بمثابة تكريس الاستعباد والاسترقاق والعمل على جعل هذا الأمر نمطا جديدا لتطويع الناس ووضعهم في الفصل .

هذه أمور نحن نعتبر أنها مجحفة وتسبب ما تسببه من ردود فعل سيسميها تصرفا طائشا لكننا نحن سنسميها تصرفا من أجل البقاء ومن أجل الحياة فنحن عندما يعتبر البعض أنه ليس عندنا حق في المطالبة بأكثر من حقنا اليوم فإننا نعتبر أن نظرته لنا نظرة عدائية وسنواجهه بكل ما نمكلك وهنا لابد أن أؤكد أنه ليست عندنا نية في خلق أي مشكل في الوحدة الوطنية والوئام الوطني وهذا مهم عندنا لأن 30 سنة من الععمل والتعبير كنا نتصور أنها كافية لطمأنة الآخر لكن عندما يكون هذا الأمر لا يعيره البعض اهتماما وبالنسبة له غير مهم ولا مجدي ويفرض علينا أن نظل في واقعنا ولا يتاح لنا عنه بديل بل لا يجب أن نتصور بديلا عنه هنا يصبح أمامنا خيارين إما أن نرضى بالقبوع في هذا الواقع أونفكر في كيفية تغييره والتخلص منه وهذا بالنسبة لناهو الواقع اليوم .

الأخبار: بالنسبة لحركة "الحر" ماذا قدمت لشريحة "لحراطين" البعض يعتبر أنها لم تجلب لهذه الشريحة سوى الصدام مع الدولة؟
الساموري: حركة الحر قدمت الكثير لهذه الشريحة مع ملاحظة أنها ليست دولة ولم تحلم بأن تقوم بمهمة الدولة ومع ذلك قدمت الوعي وقدمت التأطير وعملت على التنديد بالممارسات المشينة وهو ما كان من نتائجه تغيير الكثير من العقليات والممارسات بصفة هادئة وبصفة ديمقراطية و مسؤولة لكن عندما يعمل البعض على حصر كل ما قامت به حركة الحر في أنه لم يجر لهذه الشريحة سوى الصدام مع الدولة فإن ذلك يدخل في إطار عدم الاعتراف بما تقدمه لهذه الشريحة فنحن كان بالإمكان طوال هذه السنين أن نعمل على تحضير ثورة أو التهيئة للانتقام أو تشجيع الناس على ردود فعل أكثر قساوة لكننا لم نأخذ بهذا ولا يمكن لأحد أن يدعي أننا ألحقنا أي أذى بأحد في نفسه أوماله مع أننا نملك القدرة على ذلك لكن توجيهنا كان توجيها ديمقراطيا وهادئا وسلميا و مسؤولا يخدم الوحدة والوئام الوطنيين لكن ينبغي أن يكون هدف هذا كله هو العدالة والمساواة والاعتراف المتبادل و ضمان حقوق الجميع والتعايش السلمي لكن حين لا تجدي هذه الطريقة شيئا يلزم التفكير في بدائل أخرى ونحن كان بمقدورنا أن نعمل صدامات مع الدولة أكثر عمقا وتكون جراحه كبيرة لكن ذلك لم يكن يوما هدفا عندنا لأننا كنا ننتظر الحلول التي نطمح لها أن تحصل بشكل تفاهمي وأن تكون القضية قضية وطنية مقبولة ومعتبرة و يعطى لها من الاهتمام ما تستحق لكن هذا مالم يحصل حتى الآن، إذا حركة الحر تعتبر المنقذ لهذه الشريحة وتمثل اليوم عمق هذه الشريحة و أولوياتنا اليوم تتوجه نحو تحقيق التحرر والانعتاق والاندماج ما يعني القضاء على الرق و إعادة بناء شخصية وخصوصية هذه الشريحة وإعادة الاعتبار لها ودمجها في المجتمع دون أن تظل في الدرجة الثانية أو الثالثة وكذلك تحقيق التوازن الاجتماعي إذ لا معنى أن يظل "لحراطين" الذين يمثلون هذه النسبة الكبيرة دون تمثيل في الحكومة و إذا مثلوا كان تمثيلهم ضعيفا جدا لا يبلغ ثلاثة وزراء وهذا كان نتيجة تمالؤ ما بين شريحتي البيظان والزنوج عشية الاستقلال لإقصاء "لحراطين" وهو التحالف الذي لا يزال قائما على حساب شريحة "لحراطين" يتقاسمون الثروة والسلطة من الاستقلال إلى اليوم وهذا بالنسبة لم يعد مقبولا ولن نسكت عليه.

الأخبار: دائما ما تصدر بعض التصريحات من بعض المنتمين لهذه الشريحة تعتبر الكلام عن التهميش مجرد مزايدة ومنها التصريح الأخير لوزير الداخلية كيف تنظرون إلى هذه التصريحات؟

الساموري: بالنسبة لتصريحات وزير الداخلية وتصريحات بيجل وتصريحات الأطر الذين توظفهم الدولة وتكلفهم بهذه المهام هي تصريحات لا تستحق التعليق لأنها مدفوعة الثمن نحن نتكلم عن الواقع الذي يعرفونه نه والكل يعرفه وهذه التصريحات لا تمثل حلا لهذه المشكلة تصريحات بيجل وولد ابيليل لا تمثل حلا للمشكلة ولن تغير شيئا على أرض الواقع ولن تغير قناعتنا عما نحن سائرون فيه وإنما هي عوائق في الطريق و أنصح أصحابها بالابتعاد عن تكريس الواقع من خلال هذه التصريحات وهؤلاء إنما هم أدوات يستخدمون في هذه السياسة.

الأخبار: يتساءل البعض عن علاقتكم بالناصريين في الوقت الذي تطرحون فيه هذا الطرح وكذلك بالنسبة للرئيس مسعود ولد بلخير؟


الساموري: بالنسبة للناصريين فليس عندي معهم مشكلة وفيه احترام متبادل و فيهم أصدقائي بل هم جميعا أصدقائي لكن عند ما يحاول شخص أن يثنيني عما أعتبره حقا لي فهذا ما لن أقبله أنا لي قضيتي الخاصة المرتبطة بهذه الشريحة قضيتي القومية الأولى و أعتبر أن مسؤوليتي تقتضي الدفاع عنهم وعدم المجاملة في ذلك فإذا كنت أنا أعتبر أن لكل أحد الحق في الدفاع عن قضيته التي يعتبر أنها مصالحه الجوهرية والقومية فعليه هو أن يعترف لي أنا بهذا الحق.

أما بالنسبة للعلاقة بالرئيس مسعود فنحن نعتبره زعيما لنا وهو قائدنا وقدم الكثير مما يعجز من هو في سنه أن يقدمه لكن ما أؤكده أننا في هذه الدعوة لا ننسق معه ولا نتشاور حوله بل هي رؤيتنا الخاصة بنا ومن العادي أن تتباين وجهات النظر في أي قضية معينة.
الأخبار: تمثل مبادرة الإنعتاق التي يرأسها بيرام ولد الداه ولد أعبيدي عند البعض الجناح الأكثر تطرفا في المدافعين عن هذه الشريحة أين تقع منكم هذه المبادرة؟

الساموري: بالنسبة لبيرام لد الداه ولد أعبيدي أنا ليست لي به معرفة شخصية كما أنه لا صلة تربطني به وحسب ما أرى في الإعلام فهو يمثل واحدة من المبادرات التي انتجها واقع هذه الشريحة وإذا كان البعض يعتبر أنه يمثل طرحا متطرفا فإن آخرين يعتبرون أن خطابه هادئ إلى درجة كبيرة وعلى العموم هذه مسألة نسبية.


الأخبار: ما هي الشروط التي إذا توفرت يعتبر الساموري أن شريحة لحراطين لم تعد مهمشة؟

الساموري بالنسبة للشروط التي إذا توفرت اعتبر أن "لحراطين" لم يعودوا مهمشين أولا لابد أن يحصل توازن سياسي من خلال محاصصة تضمن حصص الفئات في تعيينات الحكام والولاة والوزراء بحيث يعطى لشريحة "لحراطين" حصتهم في كل هذه التعيينات بالإضافة تعيينات السفراء و الشرائك وغيرها هذه مسائل أساسية لماذا يحرم "لحراطين" من الفرص في الرفاه في بلدهم لا بد من تصنيف سياسات لمعالجة هذه القضية ولا بد من فتح المجال الاقتصادي أمام الفئات المهمشة وبالنسبة لي أنا فالبيظاني ليس حرطاني والحرطاني ليس بيظاني فلضمان قاعدة ثقة لا بد من العمل على ضمان كرامة الجميع فإذا حصل هذا ستحصل الصداقة والوئام والثقة بين مختلف الشرائح أما إذا ظل الواقع على ما هو عليه فإن هذه الشريحة المهمشة لن تملك من الروح ما تدافع به عن هذا البلد.
هل ترى أنه هناك نموذج إقليمي تعتبر أنه مثال يحتذى به في هذا المجال ؟

الساموري: للأسف لا يوجد مثال فكل الدول المحيطة توجد بها شريحة كبيرة من لحراطين لكنها مهمشة ومضطهدة كما هو الحاصل في موريتانيا أو أشد، لا يمكننني أن أقول إن العرب نظرتهم للآخر دائما هي هذه التي تقوم على الاستحقار والاستعباد ولكن الواقع هو هذا ومع ذلك يمكن أن نقول "لحراطين" في السنغال ومالي يتمتعون بحقوق كبيرة تتمثل في الإعتراف بالهوية ولبهم حصص في الإعلام الرسمي.

الأخبار: قدم حزب تواصل قبل أشهر وثيقة حول رؤيته للرق كيف تنظرون إلى هذه الوثيقة؟

الساموري: هذه الوثيقة لا تعدو أن تكون جزءا من المؤامرة التي يقوم بها النظام المجتمعي لتفويت الوقت وتجميل الواقع إن أي حل لا يأخذ في الحسبان المحاور الثلاثة الاقتصادي والسياسي والاجتماعي لا يعدو أن يكون محاولة لتجميل الوجه و لتثبيت الواقع ولي اذرع من يطالبون بتغييره بالنسبة لنا قد تعبنا بعد ثلاثين من الصبر من مبادرات وندوات حزبية ومدنية هنا أو هناك هذه القضية باتت أكبر من مبادرة مدنية أو حزبية لهذا الطرف أو ذاك إنها تحتاج مبادرة من الدولة والمجتمع و أن تنظم لها أيام تشاورية على غرار ما حصل في تسوية مشاكل الفئات الأخرى و إلا فإن الوقت سيفوت دون جدوى.
كلمة اخيرة
أريد في النهاية أن أؤكد أنم من يتصور أن الواقع لن يتغير فهو مخطئ إلى أبعد الحدود فما كان قائما لن يبقى إلى الأبد لقد تغيرت اليوم أشكال كثيرة كانت قائمة بالأمس كما أؤكد أننا لن نعمل أبدا على ما من شأنه الإضرار بالوحدة أو الوئام الاجتماعي لكن على العقلاء من هذا البلد أن ينتبهوا إلى أن الوضع بات بالغ الصعوبة ونحن لن نقبل باستمراره أبدا.


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!