التاريخ: 20.09.2024  التوقيت:03:53 غرينتش


تاريخ الإضافة : 03.10.2010 13:24:42

إصدار جديد في التاريخ الموريتاني

مؤلف الكتاب هو:
الحسين ولد محنض من مواليد 1968 بنواكشوط (موريتانيا)
- تلقى المعارف الشرعية في عدد من محاظر البلاد العريقة.
- ورث الاهتمام بالعلوم والآداب والتاريخ عن جده لأمه العلامة المؤرخ المختار ولد حامدن صاحب موسوعة حياة موريتانيا.
- درس على عدد من العلماء وأخذ عنهم إجازات من بينها إجازة في صحيح البخاري أخذها عن الفقيه حمدن ولد أتاه
- من مؤلفاته
*اختصار صحيح البخاري
*اتحاف اللبيب بصفة النبي الحبيب
*تحرير الموازين الإسلامية وردها إلى المقاييس العصرية
*ظاهرة الديمين من خلال كلام وعادات أولاد ديمان
- يعمل حاليا المدير الناشر لصحيفة الأمل الموريتانية.

ازدادت المكتبة الموريتانية والعربية بكتاب "تاريخ موريتانيا القديم والوسيط والحديث" صدر أخيرا في جزأين لمؤلفه الباحث الحسين ولد محنض.
الجزء الأول:
يسلط الكتاب في جزئه الأول "تاريخ موريتانيا القديم والوسيط" الضوء على تاريخ موريتانيا القديم في فترة ما قبل التاريخ التي ابتدأها الباحث من سنة 125000 قبل الميلاد، وصولا إلى التاريخ الوسيط الذي اعتبر وصول الإسلام للمنطقة بدايته.
الكتاب الذي وصفه مؤلفه بأنه "أول توثيق منهجي لتاريخ بلاد شنقيط" يقع في 300 صفحة من الورق المتوسط. أما غلاف الكتاب الذي جاء متوسطا بين النوع الغليظ والرقيق فيبرز منظرا شبه أثري أو تارخي على واجهة الكتاب ويبدو الغلاف عاضا على الورق.

المقدمة:
أثار الباحث في مقدمته نقطتين ركز عليهما:
الأولى: أن التاريخ الموريتاني لم يؤلف فيه بالشكل الكافي والمطلوب داعيا إلى تحقيب هذا التاريخ تحقيبا يأخذ في عين الاعتبار كل الأطوار التاريخية مشيرا إلى أن أغلب المتناولين لهذا التاريخ يبدءون من مقدم الإسلام معتبرين أنه لا يوجد لهذه البلاد تاريخ قديم، وهو ما يرفضه هو.
الثانية: رأى أن الولاء القبلي والانتماء العرقي مثل عائقا كبيرا أمام الدارسين والباحثين الموريتانيين دون كتابة تاريخهم. وقال إن هذه الحساسية مازالت قائمة حتى اليوم خصوصا في مجال الأنساب والانتماء العرقي أو الطبقي داعيا إلى كسر جدار هذه الحساسية والخروج عليها.

تأطير تاريخي.. الهوية والذاكرة
بعد المقدمة قام الباحث بتأطير تاريخي حاول فيه أن يضع القارئ في صورة عن بداية الوجود الإنساني للبشر على شواطئ المحيط الأطلسي والمنطقة بشكل عام مبرزا أن هذه الأرض كانت موئلا لشظايا بشرية متنوعة.
وقال إنه عبرت أولى الأجيال من هذه الشظايا مضيق السويس وسارت بمحاذاة الشاطئ المتوسطي بعدما اختلطت بأفواج من سكان حوض الأبيض المتوسط ومن المصريين حتى وصلت إلى هنا. كما تحدث عن هجرات موازية زنجية حط أصحابها على ضفاف نهر السنغال.
ثم رأى أن البربر شعب تشكل من هذه الهجرات القادمة من حوض الأبيض المتوسط وجهات أخرى مختلفة حيث شكلت في النهاية بحلول خمس آلاف سنة قبل الميلاد شعبا
أطلقت عليه الحضارتان الإغريقية والرومانية اسم البربر ويعرف اليوم باسم الأمازيغ.
وتحدث الباحث عن خلافات المؤرخين حول أصول هذا الشعب. موضحا أن العلم الحديث وأبحاث الأنتربولوجيا الأخيرة أخذا يميلان باتجاه تأكيد أنه كان ضمن الهجرات إلى المنطقة ما هو عربي.
وأضاف أن المؤرخين يؤكدون أن صنهاجة عرب ينتمون إلى حمير بينما يرون أن بقية أبناء البربر أبناء حام بن نوح.
ثم تحدث عن نزحات قبطية باتجاه إفريقيا عبر بلاد البربر حيث يعتقد السنونكيون أنهم ينحدرون من هجرة مصرية يقودها قائد فرعوني بينما يرى الفلان أن جدهم صحابي يدعى عقبة بن ياسر بن فلان - ومنه اشتق اسم الفلان- جاء إلى هذه البلاد غازيا مع جيش لعمرو بن العاص.

اليهود سكنوا شنقيط
وتحدث الباحث عن هجرات عبرانية يهودية إلى المنطقة قديمة سبقت الإسلام الذي قال إن الاسلام الشيعي والخارجي هما أول ما وصل من الإسلام إلى هذه البلاد.

وسجل الباحث في هذا الجزء من الكتاب – بعد أن عاد من التنقيب في التاريخ البعيد -القضايا التالية:
- أن قدوم بني حسان وسيطرتهم على البلاد وحملة التعرب الشاملة التي واكبت هذا التعرب أتاحت الفرصة لتاريخ البلاد ألا يندثر من جهة ودفعت إلى أدلجة الانتماء القبلي للبيظان ومن هنا تحدث عن بروز إشكالية تمثلت في أن كل القبائل أضحت أنسابها عربية حسب ادعاء هذه القبائل وهو ما رأى أنه شكل عائقا أمام كتابة التاريخ.

- وطرح قضية مثيرة للجدل هي أن بعض القبائل أعادت صياغة نسبها أكثر من مرة خلال فترات متقاربة لتتبنى أنسابا جديدة أنصارية أو قرشية في مقدمتها النسب الشريف مستغلة حسب قوله هجرات الأشراف المتعددة التي وصلت في أزمنة متفاوتة ولأسباب مختلفة إلى بلاد شنقيط.

- كما أثار أن قبائل البلاد عاشت لعشرات القرون في فضاء أمومي النسب (ينسج أهله قراباتهم وعلاقتاهم السلالية على أساس أمهاتهم) ثم أضاف أنه مع مقدم بني حسان وتأقلما مع الواقع الجديد "الذي لا بد من التأقلم معه" حاولت القبائل أن تعيد تأسيس بنياتها فلذالك يعود عصر معظم الآباء المؤسسين للقبائل الحالية إلى القرنين التاسع والعاشر الهجريين حسب قوله.

- وقال إنه حتى القبائل القليلة التي استطاعت أن تحتفظ بأسمائها التاريخية القديمة (كدالة، مسومة، مسوفة) بدورها قامت بتجديد إما آبائها المؤسسين وإما الآباء المؤسسين لفروعها الداخلية. وأوضح أنه لم يحل القرن الحادي عشر الهجري حتى استوت في انتشار ظاهرة النسب الأبوي الجديد في البلاد كل القبائل البربرية الخالصة وتلك التي تتوفر على أصول عربية صحيحة.


دخول الإسلام للبلاد:

أورد الباحث أن الإسلام وصل إلى شنقيط في عهد يزيد بن معاوية الذي جعل عقبة بن نافع على ولاية إفريقية سنة 62ه فجعل ينشط نشاطا عظيما ويسجل انتصارات كبيرة على حاميات الروم وجيوش البربر حتى دخل الإسلام هذه البلاد آنذاك.
امبراطوريات:

ثم تحدث الباحث عن أهم الممالك والدول التي حكمت في الأقليم بعد وصول الإسلام ودخول العصر الوسيط متوقفا عند عدد منها بالدرس والتحليل. مثل مملكة "آوكار" ومملكة "غانه" الشهيرة، ودولة "المرابطين"

أما الجزء الثاني من الكتاب فيحمل عنوان "تاريخ موريتانيا الحديث" وسنفرد له قراءة.


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!