التاريخ: 20.09.2024  التوقيت:12:46 غرينتش


تاريخ الإضافة : 12.10.2010 12:10:47

ولد حننا: لا بد من توحيد الجبهة الداخلية في مواجهة القاعدة

صالح ولد محمدو ولد حننا رئيس حزب الاتحاد والتغير الموريتاني "حاتم" أرشيف الأخبار

صالح ولد محمدو ولد حننا رئيس حزب الاتحاد والتغير الموريتاني "حاتم" أرشيف الأخبار

قال رئيس حزب الاتحاد والتغيير الموريتاني "حاتم" صالح ولد محمدو ولد حننا إن التهديد الذي يشكله تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي هو تهديد جدي ويطرح تحديات مختلفة، يتعين النظر إليها من مختلف جوانبها ومستوياتها، ويحتاج أي قرار بشأنه إلى دراسة عميقة وتشاور واسع,وذلك ما لم يتأخر عليه الوقت لكونه موضوعا في غاية التعقيد.

و اعتبر ولد حننا أن الجيش الوطني الموريتاني هو من حيث جاهزيته أصبح على مستوى جيد،وذو جاهزية عالية ويمتلك ما يكفي من الشجاعة والإقدام والخبرة أيضا، ولكن الأمر لا يتعلق بمستوى جاهزية الجيش الوطني وإنما يتعلق بطبيعة الميدان الذي تخاض فيه المواجهة وطبيعة الطرف المواجه، فمن جهة الميدان هو مفتوح ومتحرك بدرجة تصعب السيطرة عليه، ومن جهة الطرف المواجه هي عصابات تنتشر عبر صحراء شاسعة تعرف تضاريسها بشكل دقيق،وتتعايش مع سكانها بشكل ملتبس، وتتداخل فيها أطراف عديدة ومصالح مختلفة وأجندات متنوعة وسيكون من الصعب لطرف واحد، مهما كانت جاهزيته، أن يحسم المعركة بشكل كامل، دون تنسيق وتعاون مع دول الجوار.

و أضاف ولد حننا في مقابلة مع "الأخبار" تنشر لاحقا إن المواجهة العسكرية ليست وحدها كافية لمواجهة تهديد القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ، بل لا بد من اتخاذ إجراءات مصاحبة منها توحيد الجبهة الداخلية والعمل على تجفيف منابع الفكر المتطرف من خلال رعاية الشباب وترشيدهم والحوار معهم .

واعتبر ولد حننا وهو عسكري سابق إن المؤسسة العسكرية كانت في وضع يحتاج إلى التحسين والإصلاح، وبالفعل فإن السلطات الحالية حسنت من تلك الأوضاع، وأكدت أكثر من مرة حرصها على مواصلة التحسينات وعلى توفير الشروط المناسبة لتلك المؤسسة ، ولست مطلعا على التفاصيل المتعلقة بهذا الجانب ، ولكن من غير شك تم حصول تطور جيد في هذه المؤسسة التي تستحق الرعاية والعناية وأن تكون في أولى الأولويات .
نص المقابلة:
الأخبار : بداية السيد الرئيس يقع حزبكم الآن ضمن الأغلبية ما مستوى الانسجام داخل هذه الأغلبية ومستوى التمثيل فيها في ظل عدم الشراكة في الحكومة ؟
ولد حننا: شكرا جزيلا لكم على دوركم الإعلامي المتميز، وجوابا على سؤالكم فلقد قرر حزبنا مساندة السيد محمد ولد عبد العزيز الذي نال ثقة أغلبية الشعب الموريتاني ، من أجل تنفيذ برنامجه الانتخابي، معتقدين أن في ذلك مصلحة للبلاد ولمستقبل تنميتها واستقرارها، لذلك حرصنا على أن نكون عنصرا فاعلا ومنسجما ضمن فريق الأغلبية الداعمة له، أما فيما يتعلق بمدى انسجام الأغلبية فإنها تعمل بشكل مشترك وبتناغم تام في إطار ائتلاف يتولى رئاسته، بشكل دوري، أحد الأحزاب الأعضاء، وبالنسبة لمستوى التمثيل في الحكومة ، فصحيح أنه ليس لدينا أي تمثيل لا في الحكومة ولا فيما دونها، لكن الحزب لم يربط قرار الانخراط في الأغلبية بعضوية في الحكومة.
الأخبار : تستعد موريتانيا بعد شهرين من الآن لتخليد خمسينية الاستقلال ما هي نظرتكم لموريتانيا بعد خمسين عاما من الاستقلال وما مدى تقييمكم للاستعدادات الجارية لتخليد هذه الذكرى ؟
ولد حننا: على الرغم من مضي نصف قرن على استقلال البلاد، وعلى الرغم من تعدد الأنظمة التي توالت، وضخامة الأموال التي أنفقت وتنوع الموارد التي استنزفت، وأهمية الفرص التي أتيحت، فإن المحصلة كانت هزيلة للغاية، ليس فقط على مستوى نتائجها المباشرة وإنما هي سيئة على مستوى تأثيراتها على آليات صناعة المستقبل أيضا ، ذلك لأن الأمر لم يقتصر فقط على الفشل في إحداث التنمية ، بل تخطى ذلك حتى جعل أداة التنمية، أي الإنسان، في حالة إعاقة شبه كاملة بسبب سيطرة الفساد بجميع أشكاله التي ضربت أطنابها في كل المستويات ، أما بالنسبة للاستعدادات الجارية لتخليد الذكرى الخمسينية للاستقلال فيبدو أن الحكومة تحضر بشكل جيد الأمر الذي حول العاصمة إلى ورشة عمل متواصلة على مستوى البنية التحية ، مع أن هناك تقصيرا ـ فيما أرى وقد لا يكون متعمدا ـ في مجال تعبئة مختلف عناصر المشهد الوطني ليكون التحضير جامعا وشاملا .
الأخبار : أدت الأمطار التي تهاطلت خلال موسم الخريف لبعض الأضرار في العديد من المناطق ما هو تقييمكم لحجم هذه الخسائر ومستوى تدخل السلطات وهل هناك تدخل من طرف الحزب للتخفيف على المواطنين المتضررين؟
ولد حننا: لقد خلفت تلك الأمطار بالفعل أضرارا بالغة في معظم أنحاء البلاد، وكان من أكثرها تأثيرا ،بعد الأضرار البشرية وتساقط المنازل ، هو أن معظم السدود والحواجز الرملية في أغلب الولايات قد انهارت حيث كان السكان يعتمدون عليها لزراعتهم المطرية التي تمثل المصدر الأساسي لمعيشتهم.
وقد حرصت السلطات على التدخل العاجل لمؤازرة المتضررين، وبذلت جهودا كبيرة في ذلك، لكن حجم الأضرار وسعة مجالها الجغرافي وتنوعها، جعل تلك الجهود تبدو قاصرة إلى حد ما عن الوفاء بما هو مطلوب .
أما بالنسبة لدور حزبنا فقد انخرطنا إلى جانب بقية أعضاء منسقية العمل القومي الإسلامي، في جهود المؤازرة المعنوية والفنية للسكان، وطلبنا من جميع مناضلينا مواصلة العمل الداعم للسكان المتضررين أينما كانوا، وسيرنا بعثات للاطلاع الميداني على الأضرار وكنت شخصيا على رأس إحداها،وطلبنا من أصدقائنا الإسراع في تقديم الدعم للمنكوبين الأمر الذي تم بالفعل.
الأخبار: بوصفكم عضوا في منسقية العمل القومي الإسلامي ما مدى تقييمكم لنجاح هذه المنسقية في وضع خطاب إسلامي قومي موحد ؟
ولد حننا: منسقية العمل القومي الإسلامي مبادرة سياسية وفكرية تسعي إلى إعادة صياغة العلاقة بين القومي والإسلامي وفق رؤية إجرائية تجتاز بهما معا وضعا أنجبته ملابسات تاريخية كان من اللازم أن تبقى محدودة بزمانها ومكانها وسياقها ولكن تلك الملابسات تحولت بكل أسف إلى ما يشبه الشجرة التي لم تحجب الغابة فقط وإنما حجبت الرؤية أيضا، وهي مبادرة لا تزال في بدايتها والقائمون عليها عاكفون حاليا على صياغة خطاب منسجم مع متطلبات تلك الرؤية التوحيدية التي لا تكتفي بالخطاب والتنظير وإنما تنخرط في الممارسة العملية اليومية، باعتبارها الآلية الأكثر أهلية للتقارب والتحاور والاندماج، وليس هناك من شك في أن غالبية المعنيين بهذين المرجعين يتفقون معنا في أهمية المبادرة وضرورتها، وإن كان بعضهم قد لا يوافقنا في الآلية التي اعتمدنا أو في التوقيت الذي اخترنا أو في السياق الذي اندرج فيه نشاطنا ولكننا نعتقد أن هناك متسعا من الوقت ومن الرغبة الصادقة في اجتياز مختلف العقبات التي تعيق جمع شمل الساحتين على كلمة سواء تأخذ في الاعتبار مختلف المعطيات والمتغيرات وتتجه إلى المستقبل ببصيرة مستقبلية منفتحة ولكنها متحركة بخطوات جدية إلى الإمام.
الأخبار: شهدت البلاد تزايدا في نشاط القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ما هو تقييمكم لجحم التهديد الذي يطرحه هذا التنظيم ومدى جاهزية القوات الأمنية والعسكرية لمواجهة هذا التهديد؟
ولد حننا: هو تهديد جدي ويطرح تحديات مختلفة، يتعين النظر إليها من مختلف جوانبها ومستوياتها، وجيشنا الوطني هو من حيث جاهزيته أصبح على مستوى جيد،وذو جاهزية عالية ويمتلك ما يكفي من الشجاعة والإقدام والخبرة أيضا، ولكن الأمر لا يتعلق بمستوى جاهزية الجيش الوطني وإنما يتعلق بطبيعة الميدان الذي تخاض فيه المواجهة وطبيعة الطرف المواجه، فمن جهة الميدان هو مفتوح ومتحرك بدرجة تصعب السيطرة عليه، ومن جهة الطرف المواجه هي عصابات تنتشر عبر صحراء شاسعة تعرف تضاريسها بشكل دقيق،وتتعايش مع سكانها بشكل ملتبس، وتتداخل فيها أطراف عديدة ومصالح مختلفة وأجندات متنوعة وسيكون من الصعب لطرف واحد، مهما كانت جاهزيته، أن يحسم المعركة بشكل كامل، دون تنسيق وتعاون مع دول الجوار. ثم إن المواجهة العسكرية ليست وحدها كافية لمواجهة هذا التهديد ، بل لا بد من اتخاذ إجراءات مصاحبة منها توحيد الجبهة الداخلية والعمل على تجفيف منابعه من خلال رعاية الشباب وترشيدهم والحوار معهم .انه موضوع في غاية التعقيد ويحتاج أي قرار بشأنه إلى دراسة عميقة وتشاور واسع,وذلك ما لم يتأخر عليه الوقت..
يضع النظام الحاكم في صلب أولوياته كما يؤكد دائما تحسين أوضاع المؤسسة العسكرية وبسط الأمن بوصفكم عسكريا سابقا كيف تنظرون إلى أوضاع هذه المؤسسة وهل لمستم تحسنا حقيقيا في أوضاعها؟.
ج. لقد كانت هذه المؤسسة في وضع يحتاج إلى التحسين والإصلاح، وبالفعل فإن السلطات الحالية حسنت من تلك الأوضاع، وأكدت أكثر من مرة حرصها على مواصلة التحسينات وعلى توفير الشروط المناسبة لتلك المؤسسة ، ولست مطلعا على التفاصيل المتعلقة بهذا الجانب ، ولكن من غير شك تم حصول تطور جيد في هذه المؤسسة التي تستحق الرعاية والعناية وأن تكون في أولى الأولويات .

الأخبار : هل من كلمة أخيرة؟
ولد حننا: إن الوطن للجميع وعلى كل أبنائه وعي و إدراك تلك الحقيقة سواء في المولاة والمعارضة حاكمين ومحكومين.على أن يستفيد من أخطاء أسلافه وتجربة ونصح الصادقين من أبناء الوطن مهما كان موقعهم وموقفهم.ان الوطن بحاجة إلى كل أبنائه فالتهميش و الإقصاء تعطيل لقدرات نحن في أمس الحاجة إليها والظلم ظلمات..


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!