بكرم ضيافة معروف، وأريحية فنية ورثتها كابرا عن كابر، ودون مقدمات فنية اعتادها زوار البيت الفني العريق، فتحت الفنانة الموريتانية الشابة منين بنت أيده قلبها لوكالة أنباء "الأخبار" المستقلة لتطل منها على جمهورها دون آلة عزف أو ضوضاء مسرح، لا لتغنى بصوتها العذب كما عودت الجمهور، ولكن للتحدث عن نفسها ورؤيتها للفن والفنان وعلاقتها بالجمهور وأولوياتها في الحياة.

منينه بنت أيده نجمة، تحبو في سنوات ما بعد العشرين، وجدت نفسها، ربما اختيارا، في وسط فني متميز لكنها رفضت العيش في "ملاحف الجدات" واختارت لنفسها مسلكا جديدا في الفن يأخذ من الأصالة روحها وقيمها ومن العصر أروع ما فيه، وهي في ذات الوقت تضحك بعفوية واستغراب، عندما تسأل عن تقاليع موضة الغناء التي تجتاح العالم العربي.
وتدرك "أن البقاء للأصلح" .

تعي بنت أيده أن للفنان دوره في الحياة الذي هو سر تميزه لكنها تعترف أيضا بأن الفنان مضطر إلى أن يجاري الجمهور ويحقق رغباته بالفن الهادف والأداء الراقي والممتع دون، ابتذال أو تفسخ فالفنان وكما تقول "هو قدوة للمجتمع من حيث التمسك بالأخلاق والقيم لأنه ببساطة قدوة لجمهوره".
الأخبار زارتها في بيتها وكان لها معها الحوار التالي:


الأخبار: متى بدأت مسيرتك الفنية؟ (فنانة بالتعلم أم بالوراثة؟)

منين بنت أيده: أنا الفنانة منين بنت أيده بدأت ممارسة الفن منذ الصغر وتلك عادة الأسر الفنية حيث إن جل أبنائها يتربون على تعاطي الفن منذ وقت مبكر ثم تطورت تجربتي وخبراتي التي اعتمدت فيها كثيرا على مواهبي الخاصة مع أني حرصت على تنميتها وتطويرها باستمرار .. شاركت في العديد من التظاهرات المحلية والدولية في المغرب ومالي والسنغال وأنا أحرص على الإطلاع على الثقافات الأخرى وتتبع التطورات التي يعرفها الفن عالميا وإنسانيا وكما يقول المثل كل غيبة تزيد هيبة ... .

الأخبار: من أثر فيك من الفنانين الموريتانيين؟

منين بنت أيده: تأثرت بكل الأصوات الجميلة والمؤثرة لكني لم أقلد أحدا من الفنانين فمنين نسيج وحدها وأنا أدرك أن مواهبي هي سر تميزي ونجاحاتي ولا أعتمد على أحد.

الأخبار: كيف تتعامل الأسرة الفنية مع واقع المدينة اليوم؟ وهل سجلتم عزوف بعض أفراد الأسرة عن الفن؟

منين بنت أيده: فيما يتعلق بأسرة أهل أيده فإنها ما تزال تحافظ على التقاليد الفنية والقيم الاجتماعية والثقافية التي تخصنا ونحن ندرك فعلا أنه توجد تحديات ومخاطر في الوقت الحالي تهدد القيم الفنية لكن البقاء للأصلح ونحن سنحافظ على أصالتنا وقيمنا الفنية وواثقون من أنها ستبقى "وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض" والجميع يدرك الدور الهام الذي قامت الفنون الهادفة والجادة ذات الرسالة الوطنية والأخلاقية تجاه الناس والحياة.

الأخبار: هل مازال الفنان أسير جمهوره (ما يطلبه المستمعون) أم للفن رسالة يمكن للفنان أن يؤديها ؟

منين بنت أيده: الفنان من وجهة نظري في الحقيقة لديه رسالة يجب أن يؤديها وإذا كان يؤدي هذه الرسالة التي وهبه الله إياها وهي سر دوره في الحياة والمجتمع فلا مانع أيضا من أن يجاري الجمهور ويحقق رغباته بالفن الهادف والأداء الراقي والممتع.
وأنا أرى أن الموقف من قيمنا المختلفة وثوابتنا الحضارية هو موقف يجيب أن يكون متفاعلا مع مختلف القضايا خصوصا الموقف من نصرة النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أحي فعلا كل الفعاليات الوطنية التي ترفض هذا الهجوم على قيمنا الروحية وثوابتنا الوطنية.
وأيضا أنا أعتبر أن الفنان يجب أن يكون قدوة للمجتمع من حيث التمسك بالأخلاق والقيم لأنه قدوة لجمهوره.

الأخبار: لما ذا تغلب روح الصراع على العلاقات بين الفنانين بدل التعاون ؟ ولما ذا لا توجد روابط مشتركة؟

منين بنت أيده: هنالك محاولات جادة لتوحيد الفنانين و أنا أؤيد هذه المساعي المشكورة وكل جهد جاد يحتاج إلى جهود منسقية أما الصراعات ففي الحقيقة الكثير منها هو تنافس إيجابي لكن النظرة الاجتماعية للفنان تضفي على روح التنافس هذه مسحة معينة (تضخيم) ومع ذلك أنا لا أنكر وجود مثل هذه الصراعات لأنها طبيعية تحدث في المجتمع ككل والشريحة الفنية ليست استثناء من مجتمعها.

الأخبار: ما هو موقعك من الرابطة الفنية التي نشأت مؤخرا وما هو الأمل الذي تعلقينه على هذه الروابط؟

منين بنت أيده: أنا عضو في "المكتب الموريتاني لترقية الموسيقى" وأنتظر من هذه الجهود الجديدة أن تنجز الأشياء التي قامت من أجلها وأتمنى لها التوفيق.

الأخبار: ما هي أخر أغنية سجلتها للجمهور ؟ وهل لديكم ألبوم خاص؟

منين بنت أيده: لدي الآن ألبوم أضع عليه اللمسات الأخيرة وسيكون هادفا وممتعا إن شاء الله أما آخر أغنية فإن لازمتها بعنوان : "أمن منين أشوينة" أما كالوا "مانك أزوينة من امنين أشوينة".
تظلم منين حشاه** فزوان أظليم شين
يمنين إن الله ** لا يحب الظالمين


أنتي من كيفن كمت** من هون أمليت وذنيين
لاغرو يكانك كلت ** ش زين أنتي منين

الأخبار: أين تجدين ذاتك ..السهرات العائلية ؟ الحملات الانتخابية؟ الأغاني العاطفية في جو مفتوح؟
منين بنت أيده: الأقرب لي في الحقيقة هو السهرات العائلية و الحملات الانتخابية الوطنية أيضا والأغاني العاطفية بالنسبة إلي ليست ذات أولوية.


الأخبار: تراجعت المدارس الفنية التقليدية لصالح أصوات قادمة من الغرب أو المشرق .. فهل أحسست بهذا الخطر؟ وهل انسقتم وراءه؟

منين بنت أيده: لا أبدا لم أغن أي أغنية مشرقية عربية وأنا في الحقيقة أعتمد بشكل أساسي على موسيقى "البيظان" الموريتانية وهذه لديها جمهورها وقواعدها الفنية المعروفة لدينا نحن وأنا أتميز بكوني أمتلك رصيدا في التلحين يخصني وعلى سبيل المثال كل بحر لدي من سبعة إلى ثمانية من الأشوار (المقامات) التلحينية.
وأنا لدي ثقة أن فن الموسيقى البيظانية في تطور وهو غني وقادر على المنافسة العالمية وله جمهوره الخاص ومتذوقوه.

الأخبار : شكرا