تمر الآن سنة على استلام الرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله مقاليد الأمور في موريتانيا وهي سنة من أداء مؤسسات منتخبة بصورة اعتبرت أكثر دقة وشفافية مما كان عليه الحال في المسار الديمقراطي الذي انطلق مطلع التسعينيات وواجه تعثرات عميقة أفقدته الكثير من المصداقية وفشل ساعتها في بناء شرعية سياسية مقنعة مما أدخل البلاد في جو توترات سياسية واضطرابات قادت للعديد من المحاولات الانقلابية والصراع على السلطة.
حيث تجدد الأمل مع انتخاب المؤسسات الجديدة (2006-2007) في أن تكون تلك النقلة الانتخابية فاتحة عهد جديد من الاستقرار السياسي في ظل المؤسسات الدستورية الجديدة خصوصا وأن أحلام الرخاء الاقتصادي بدأت تداعب خيال الكثيرين.
الأخبار فتحت ملف السنة الأولى من حكم الرئيس سيد محمد ولد الشيخ عبد الله مع عدد من قادة الحركة السياسية في البلاد فكان لها اللقاء التالي مع رئيس حزب الاتحاد والتغيير الموريتاني صالح ولد حننا:

الأخبار : في إطار تقيم سنة من حكم الرئيس الجديد كيف تنظرون إلى الإجراءات التي أعلن عنها رئيس الجمهورية لمواجهة موجة الغلاء؟.
صالح ولد حننا: نعتبر أن هذه الإجراءات من حيث المبدأ مطلوبة وضرورية وتعتبر التفاتة لكن الآلية التي يتوقع أن تتم بها لاشك أنها إذا ما استمرت في هذا الاتجاه ستفقدها أية فائدة وستجعلها حفنة من الدراهم يلقى بها في جيوب المفسدين السابقين.

الأخبار : ما هو تعليقكم على أداء الحكومة والمؤسسات المنتخبة فيما يتعلق بالملفات التالية :
1- المخدرات؟
صالح ولد حننا: في الحقيقة أداء دون المستوى بكافة المقاييس فالمخدرات تتم مصادرتها وبكل الأصناف من حين لآخر بكميات خيالية ومع ذلك عدد المقبوض عليهم في هذا الملف محدود جدا ومن تم القبض عليه تم أيضا الإفراج عنه بحرية مؤقتة مما يعنى أن هناك فعلا عدم جدية في التعامل مع هذا النوع والحقيقة أن هذا الملف يعتبر من أخطر الملفات التي تواجه الدولة الموريتانية فإذا ما نمت عصابات المخدرات في هذا البلد وأخذت الوقت الكافي سيكون من المستحيل مستقبلا القضاء عليها.

2- ملف العنف؟
صالح ولد حننا : العنف في الحقيقة مشكلته هي تأكيد على غياب الأمن العام والكارثة الحقيقية أنه ليس هناك وعي ولا اعتراف من خلال السلطة بأن هناك أزمة في جهاز الأمن.
هناك أزمة حقيقية في جهاز الأمن فهذا الجهاز يفقد كل فاعليته وبدل أن يؤمن المواطن بدأ يشكل خطرا على المواطن ومع ذلك لا يتعامل مع هذا الموضوع بما يتطلبه الأمر من جدية.
واعتقد أن مراجعة هذا الجهاز ملحة ومسئولية كبيرة ملقاة على فخامة رئيس الجمهورية عليه أن يتحملها.

3- ملف العلاقات مع إسرائيل؟
صالح ولد حننا: ملف العلاقات مع إسرائيل ملف قديم جديد رغم أن كل القوى السياسية طالبت بقطع هذه العلاقات ورغم أن الرئيس تعهد بضرورة النظر في هذه العلاقات في حالة فوزه إلا أنه مع ذلك يجد نفسه عاجزا عن التعامل مع هذا الملف لماذا؟ الله أعلم.

4- ملف تصفية الإرث الإنساني؟
صالح ولد حننا : أيضا هذا الملف حتى الآن لم يتم الحديث عنه خاصة في إطار التشاور حول قضية المبعدين ونعتقد أنه ملف من أهم الملفات التي على السلطة الشرعية التعامل معه بما يتطلبه من مسئولية وبما يتطلبه من إعادة الحقوق إلى أصحابها وخلق جو من التراحم لايمكن أن يخلق إلا إذا عولجت هذه القضية.

5- مخلفات الرق؟
صالح ولد حننا: أيضا هذه المشكلة لا تقل خطورة عن الظواهر السابقة التي تحدثنا عنها هي واقع أليم تعيشه شريحة كبيرة من هذا المجتمع ورغم إصرارنا في كل المناسبات خاصة أثناء نقاش الميزانية بضرورة تخصيص جزء كبير من هذه الميزانية لمعالجة هذه الظاهرة إلا أن ما يقام به حتى الآن في هذا لاتجاه غير كاف ونرجو أن يتم توزيعه.