التاريخ: 20.09.2024  التوقيت:10:30 غرينتش


تاريخ الإضافة : 18.12.2010 12:46:08

محمد عبد العزيز: القتال مطلب شعبي والأمم المتحدة "خانت" الصحراويين

عبد العزيز: قيادة البوليزاريو تواجه ضغطا شعبيا باتجاه القتال (الأخبار)

عبد العزيز: قيادة البوليزاريو تواجه ضغطا شعبيا باتجاه القتال (الأخبار)

اعتبر الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز أن حالة من "خيبة الأمل" باتت تسود الصحراويين مشيرا إلى أنهم باتوا يشعرون أن الأمم المتحدة "خانتهم". وحذر عبد العزيز من أن موضوع الحرب "بات مطلبا جماعيا لكل الصحراويين" الذين يرون أن الأمم المتحدة إما "ضعيفة أوغير موجودة أو هي متواطئة" حسب قوله.

وقال زعيم جبهة البوليزاريو في مقابلة مع وكالة "الأخبار" المستقلة "من هنا سندافع عن حقوقنا، وأصارحكم أننا كقيادة على مستوى جبهة البوليساريو تحت ضغوط شديدة من طرف شعبنا" راجيا أن "تشعر الأمم المتحدة بتعقيد الوضع وصعوبته وتحاول أن تنقذ ما يمكن إنقاذه من أجل السلام".

إلى ذلك نفى عبد العزيز أن تكون السلطات الموريتانية قد اعتقلت صحراويين على الحدود، مضيفا أنه "شخصيا لا علم له بهذا الموضوع. كما نفى عبد العزيز في هذه المقابلة أن تكون رحلة اختطاف الإسبان الثلاثة في موريتانيا (نوفمبر 2009 من طرف تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي) قد انطلقت من الأراضي الصحراوية.

نص المقابلة:

الأخبار: لنتحدث في البداية عن رؤيتكم للعلاقات بينكم وبين الحكومة الموريتانية؟
محمد عبد العزيز: كما تعلمون فالعلاقات الموريتانية الصحراوية علاقات طبية وضاربة في التاريخ ، تقاليدنا واحدة، وهناك تشابك في العلاقات الاجتماعية بيننا وموريتانيا، ومن الناحية السياسية تعرفون أن موريتانيا تعترف بالجمهورية الصحراوية، ونحن نسعى لتعزيز هذه العلاقات من أجل تنمية بلدينا وتعزيز الأمن في المنطقة بشكل عام.

الأخبار: هناك من يتحدث أن ما تسمونه المناطق المحررة أ أصبحت منطقة لتنامي الجماعات المسلحة ومنطقة عبور كيف تفسرون ذلك؟

محمد عبد العزيز: المناطق تتواجد معنا فيها الأمم المتحدة ومراقبوها ، وهي مناطق تقوم عليها الإدارة الصحراوية والجيش الصحراوي ، ولم يحدث فيها أي فعل يدل على إرهاب أو عدم استقرار أو فوضى أو فقدان السيطرة، منذ 1991 أي سنة وقف إطلاق النار بين الجيش الصحراوي والمغربي، وبالتالي هي مناطق آمنة، وهذا الادعاء هو ادعاء مغربي تروج له الأجهزة المغربية لمحاولة ذر الرماد في عيون الرأي العام الدولي.

وفي تقديري مصدر عدم الاستقرار الرئيسي في منطقة شمال غرب إفريقيا بشكل عام هي المغرب، لسبب واضح أنها بلد من أوائل بلدان العالم المنتجة للمخدرات وتصدرها في كل الاتجاهات سواء إلى أوروبا أو حتى موريتانيا عبر الصحراء الغربية.

كما أن مساعي المغرب لضم الأراضي الصحراوية بالقوة هو كذلك مصدر توتر دائم في المنطقة ومصدر لسوء التفاهم بين دول المنطقة، وسبب رئيسي في عدم اتحاد دول المنطقة لمواجهة المشاكل الموجودة، أما فيما يتعلق بالصحراء الغربية فنحن ضد الفوضى والإرهاب ومع احترام الدول وقوانينها ومدافعون عن القانون الدولي، وبالمناسبة ندعوكم كصحفيين لزيارة الأراضي المحررة لتحسموا بين الإشاعة المغربية والحقيقة على أرض الواقع.

وعموما يمكنني أن أقول إن علاقاتنا على الأقل بموريتانيا علاقات ضاربة في القدم وممتازة، لكننا كسياسيين بحاجة إلى تطوير تعاوننا وتنسيقنا حتى نستجيب لطموح شعبينا، رغم احترامنا لمستوى التنسيق الحالي وتقديرنا له، وموريتانيا كدولة معنية بالملف الصحراوي ومفاوضات السلام التي تقودها الأمم المتحدة، يتحتم عليها أن تلعب دورها في إحلال السلم وبناء الاتحاد المغاربي والسعي لتنال الصحراء حقها المشروع.

ويمكن أن أجزم أن ما يعقد المشكل الصحراوي حاليا أن المغرب يرفض المقترح الصحراوي، ويرفض حتى الدخول في مفاوضات جدية، لكننا نحن متمسكون بمقترحنا في هذا الصدد، ومتمسكون أيضا بتحرير أرضنا.

الأخبار: هل لديكم تنازلات في الاجتماع الذي سيعقد الأسابيع المقبلة تحت إشراف الأمم المتحدة؟

محمد عبد العزيز: جوهر الصراع الأساسي حول السيادة على الصحراء الغربية، والقانون الدولي يحصر هذه السيادة في الشعب الصحراوي، ونحن مستعدون أن نتنازل بصفة مؤقتة عن الجمهورية الصحراوية، ونسأل أصحاب السيادة الشرعيين أي الصحراويين، نسأل هل السيادة لأصحاب الأرض وهم الشعب الصحراوي، أم هي للمغرب؟ وعموما القيادة في الصحراء تبرهن على أنها قابلة للحياة وتمثل ما يطمح له الشعب الصحراوي، ولها علاقات بحوالي 80 دولة عبر العالم ومشهود لها باحترامها للقانون الدولي، ومع ذلك نحن مستعدون أن نضع سيادة الجمهورية الصحراوية في الثلاجة بصورة مؤقتة من أجل إعطاء فرصة للسلام وهذا اعتقد أنه تنازل جوهري.

ونحن مستعدون أيضا في حال نال الشعب الصحراوي استقلاله، أن نناقش مع المغرب في جو من الانفتاح انشغالاته السياسية والأمنية.

الأخبار: هناك بعض المعتقلين الصحراويين في السجن المدني بموريتانيا هل لديكم فكرة عن هذا الملف ؟

محمد عبد العزيز: ليس في علمي نهائيا أن السلطات الموريتانية اعتقلت عسكريين صحراويين على الحدود على الإطلاق، لكن إذا اعتقلت موريتانيا أي شخص مخالف لقانونها فلها الحق في ذلك مهما كانت جنسية ذلك الشخص، لكن لا علم لي أن السلطات الموريتانية تعتقل صحراويين لا عسكريين ولا مدنيين.

الأخبار: في رحلة اختطاف الإسبانيين في موريتانيا يقال إن هذه الرحلة انطلقت من الأراضي الصحراوية هل هذا صحيح وهل لديكم تفاصيل في هذا الشأن؟

محمد عبد العزيز: أظن أن هذا الموضوع تم تجاوزه، السلطات الموريتانية قامت بالتحقيقات اللازمة ووقفت على الحقائق، وفي علمي لم تستخدم الأراضي الصحراوية لا قبل تنفيذ الجريمة ولا بعد تنفيذها على الإطلاق في هذه العملية.

الأخبار: لما قررتم الاستمرار في المفاوضات في "منهاتن" بعد ما حصل في "أكديم أزيك" وماذا عن خيار المواجهة العسكرية؟

محمد عبد العزيز:الاعتداء على "أكديم أزيك" جاء قبل 8 ساعات تقريبا من انطلاق المفاوضات في "منهاتن" وكنا حقيقة تحت ضغط قوي، حيث الهواتف من لعيون تبلغنا عويل النساء والجرحى، ومن جهة أخرى مدعوون للتفاوض في "منهاتن" كان هناك تجاذب بين أن نتصرف انطلاقا من العواطف أو نتصرف بالعقل، لأن توقيت الاعتداء جعلنا نحتمل أن المغرب يريد التملص من المفاوضات ويحملنا المسؤولية، وبالتالي تأكدنا أنها مجرد خديعة وقررنا الاستمرار في المفاوضات.

أما موضوع الحرب، هذا الموضوع أصبح مطلب جماعيا لكل الصحراويين، لأنهم يعيشون خيبة أمل من الإدارة السياسية في المغرب وأيضا يسود شعور لدى الصحراويين أن الأمم المتحدة خانتهم، وكما تعلم المغرب ينتهك اتفاق وقف إطلاق النار، والأمم المتحدة لم تقم بتحقيق في موضوع "أكديم أزيك" ولم تدنه، والشعب الصحراوي يقول إن الأمم المتحدة ضعيفة وغير موجودة، أو هي متواطئة.

ومن هنا سندافع عن حقوقنا، وأصارحكم أننا كقيادة على مستوى جبهة البوليساريو تحت ضغوط شديدة من طرف شعبنا، نسأل الله أن تشعر الأمم المتحدة بتعقيد الوضع وصعوبته وتحاول أن تنقذ ما يمكن إنقاذه من أجل السلام.

الأخبار: يتهمكم المغرب رسميا بأنكم من حرض على الأحداث التي شهدها "اكديم أزيك" ؟

محمد عبد العزيز: حوالي 30 ألف مواطن صحراوي خروج عن مدينة لعيون، وقاموا ببناء 30ألف خيمة وأقاموا هناك مسالمين، ليس لديهم سلاح ولا إرادة في استعمال عنف، وخرجوا حتى لا يعرقل احتجاجهم الحياة في المدينة وحتى لا يحس المستوطنون من المغرب أن الاحتجاج الصحراوي يشكل لهم نوعا من الإحراج أو نوعا من الاستفزاز، ورفعوا مطالب مشروعة، مثلا حق تقرير المصير، الحق في الشغل، الحق في السكن، ونادوا العالم أن يكون شاهدا، لكن تم الاعتداء عليهم فجر 8 نوفمبر، وما يقوله المغرب مجرد دعائية وإشاعات من معتد يحاول أن يحمل المعتدى عليه المسؤولية، لكن لماذا لم يسمح المغرب بإنشاء لجنة تحقيق مستقلة في الموضع للوقوف على الحقيقة حتى ينتهي الجدل في هذا الموضوع؟ ولماذا المغرب لم يفتح المنطقة للمراقبين الدوليين والصحافة الدولية؟ إن المغرب يخفي الجريمة.

الأخبار: شكرا لكم.


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!