التاريخ: 20.09.2024  التوقيت:17:54 غرينتش


تاريخ الإضافة : 18.12.2010 23:30:36

بيان لحركة الحر بتاريخ 18-12-2010

بسم الله الرحمن الرحيم

بـــــــيــــــان

انطلاقا من القيم الإسلامية الدالة علي العدل والمساواة التي وردت في الآيات والأحاديث الكثيرة. ونظرا للمبادئ العالمية لحقوق الإنسان التي تضمن الحقوق الأساسية للإنسان. ونظرا لدستور الجمهورية الإسلامية الموريتانية الذي يضمن المساواة بين كافة أفراد المجتمع في الحقوق و الواجبات ،لهذه الاعتبارات بدأ الإنسان الحرطاني يتطلع إلي الحرية والعدل والمساواة و الانعتاق، والعمل علي التخلص من الواقع المزري الذي يعيشه في المجتمع الموريتاني ، حينها بادرت نخبة من هذه الشريحة بإنشاء إطار اجتماعي وسياسي سموه منظمة تحرير وانعتاق الحراطين بموريتانيا، المعروف اختصارا بالحر relho بهدف الدفاع عن هذه الشريحة ومن أجل الحصول علي حقوقها الأساسية في الدولة الموريتانية ومكافحة الظلم والغبن والتهميش الذي طالما عاني منه الحرطاني بمرارة من المجتمع البيظاني

وما إن تأسست الحركة في 5 /مارس / 1978 م حتى سارع النظام آنذاك بالزج بأعضائها في السجون ومارس عليهم مختلف أنواع التعذيب والتنكيل لا لشيء إلا لأنهم تشبثوا بمبادئ الانعتاق والتحرر والمطالبة بالعدل والمساواة لشريحة الحراطين .وبالرغم من أن النظام أراد وأد الحركة في مهدها إلا أن ذلك لم يزد قادتها إلا صمودا وإصرارا واستمرارا في نضالهم ، ولم يقتصر تضييق الخناق علي الحركة من لدن النظام فقط بل إن القوي والحركات السياسية كانت لها ردة فعل قوية اتجاه الحركة ، إذ اعتبرتها خطرا يجب القضاء عليه،إلا أن كل هذه التحديات والعراقيل لم تثنيها عن مواصلة مسيرتها النضالية الهادفة إلي تحرير وانعتاق الحرطاني أينما كان وخلق شخصيته ، من هذا المنطلق لعبت الحركة دورا كبيرا في خلق الوعي السياسي والاجتماعي في صفوف أبناء هذه الشريحة من جهة ومن جهة أخري في إرساء القيم المثلي بين المواطنين ومساواة الجميع من أجل العمل علي بناء دولة قانون تضمن الحقوق الأساسية للجميع وتحمي الفرد من كافة أنواع الظلم والاضطهاد

وفي هذا السياق أظهرت الحركة قدرة فائقة خلال الممارسة السياسية مع القوي السياسية الوطنية ، حيث لعبت أدوارا بارزة منها :

- عدم رضوخ الحركة لرغبة النظام سنة 1986م بقصد قمع الزنوج عندما حاول النظام تشكيل بعثات من كوادرها لتعبئة الحراطين ضد الزنوج.

- في سنة 1989م إبان أحداث موريتانيا مع السينغال تكرر السيناريو حيث حاول النظام تعبئة قيادات الحراطين في مواجهة الزنوج ، فلم يتم التجاوب مع ذلك المطلب حيث عملت الحركة علي صون السلم المدني و كيان الدولة ، وبعد تلك الأحداث المؤلمة التي أحدثت جرحا عميقا في الوحدة الوطنية ،لعب قادة الحركة دورا بارزا في مواجهة سياسات النظام المدمرة، حيث بادروا بجمع مختلف المجموعات الوطنية في تشكيلات سياسية، كالجبهة الديمقراطية الموحد من اجل التغيير(FDUC) واتحاد قوي الديمقراطية UFD مع الفاعلين من القوميتين العربية والزنجية واللتان بلغ الحقد بينهما مداه ،وفي نفس السياق رفضت قبول رغبة الزنوج في التحالف معهم والانتقام من البيظان،وكانت الحركة تشكل اللحمة بين القوميتين،ورغم ما لعبته من أدوار ايجابية علي المسرح السياسي لم يمنع الآخر من استهدافها، ففي سنة 1992م رفضت هذه القوي بإجماعها قبول ترشيح مسعود ولد بلخير الذي كان يعتبر الشخصية المحورية في الحزب آنذاك لا لشيء إلا لأنه حرطاني، بعد هذه الصدمة الموجعة والتي لم تثبط من عزيمة الحركة ، حيث واصلت نضالها السلمي منفتحة علي القوي السياسية الأخرى، آملة من الآخر والأنظمة أن يتفهموها ،حيث تعاطت معها بشكل مرن وبنضج عال حرصا منها علي استمرار الوئام الوطني والتعايش السلمي.

وخلال هذه المسيرة واصلت نضالها بالرغم من التضييق التي عانت منه ،حيث اضطرت إلي الخروج من حزب UFD والتي كانت الفاعل الرئيسي في تشكيلته ، ورغم شح مواردها ووسائلها في تلك الفترة فقد عملت الحركة علي إنشاء حزب جديد هو حزب العمل من أجل التغيير AC، حيث أظهرت الحركة قدرتها الفائقة علي تحمل الصعاب وتجاوز الأزمات الكبرى ومواجهة التحديات الجمة ، إذ تمكنت من تحقيق نتائج هامة ومعتبرة فاجأت الجميع و تمكنت من تنمية قدراتها مما أقلق النظام آنذاك ، فاضطر إلي حل حزب العمل من أجل التغيير وكان ذلك عملا استفزازيا غير مبرر كان من الممكن أن يؤدي إلي ردة فعل قوية عنيفة ، إلا أن رغبة الحركة الجادة في السلم المدني والوئام الاجتماعي دفعها إلي مواصلة خيارها السلمي الذي كان من أبرز محطاته ، اندماجها مع حزب التحالف الشعبي التقدمي فأصبح صورة مصغرة لموريتانيا بمختلف مكوناتها .

هذه المشاهد التاريخية كلها كانت معبرة عن مدي صدقية الحركة وقادتها في التعاطي مع مشروع الحراطين بموضوعية وبمسؤولية ومرونة ، لكنه مع الأسف الشديد لم تجني الحركة من ذلك إلي التعنت والتنكر من طرف الآخر، ونعتت بالتطرف والعنصرية ، حيث لا يراد للحراطين إلا أن يكونوا ذيلا تابعا أوعصا غليظة تستخدم ضد الآخر، وهذا ما ترفضه الحركة لهذه الشريحة ، وهي التي تريد لنفسها دورا وسطيا من اجل بناء دولة للجميع خالية من الإقصاء والتهميش والغبن والظلم ،

أخي الحرطاني أختي الحرطانية

بناءا علي ما سبق من عرض لمسيرة الحركة النضالية بشكل مقتضب ، يصبح جليا لنا أن المرحلة تستدعي منكم أينما كنتم الوقوف في صف واحد من أجل المحافظة علي المكتسبات التي تم تحقيقها من خلال النضال والتضحيات الجمة التي ساهم كل واحد منكم في انجازها من قريب أو من بعيد ، إن هذا الجهد الجماعي يجب مواصلته بكل حزم وعزم في هذه المرحلة الحرجة من أجل إفشال جميع المؤامرات الهادفة إلي النيل من مشروعكم وقضيتكم المشروعة في الوقت الذي كثرت فيه القوي الظلامية التي تجمع علي تدمير مابنيناه خلال مسيرتنا النضالية ، إن تلك القوي تهدف إلي بقائنا تحت وصاية الآخر وأداة طيعة في يده.

أخي الحرطاني أختي الحرطانية

إن المنعرج التاريخي الخطير الذي يشهده نضالنا اليوم يتطلب منا تدعيم المرجعية والإطار الحركي لأن مسوغات ودواعي وجود الحركة مازالت قائمة ، حيث مازالت أوضاع الحراطين مزرية وتزداد سوءا يوما بعد يوم .

أخي الحرطاني أختي الحرطانية

إن الحراطين مهمشون ومقصيون من مراكز القرار السياسي، انظر وابحث لتعرف كم عدد الوزراء منهم وكذلك الولاة و السفراء الخ ، وهذا هو حالهم في جميع قطاعات الدولة ، رغم أنهم يشكلون الأغلبية الساحقة في البلاد ، والأمر من ذلك أنهم مازالوا يرضخون لأبشع ممارسات الاستعباد والاضطهاد ، ومقصيين من التوظيف حتى من أبسط الأعمال المهنية والإدارية العادية وذلك لتضييق الخناق عليهم.

وعلي الصعيد الاقتصادي والمزايا والمصالح التي توفرها الدولة ، مازال الحراطين محرومون من الولوج إلي مصادر الثروة بسبب السياسة الممنهجة ضدهم ، وهذا ما نلمسه في منح القروض والعقارات لذوي النفوذ من رجال الأعمال وشيوخ القبائل من البيظان ، مما مكنهم من بسط نفوذهم علي الأراضي وحرمان شريحة الحراطين منها ، أما الأجراء من العمال اليدويين فبالكاد لايقبضون ما يسد رمقهم ، وليست فئة الحمالة إلا احدي الصور البشعة للظلم والاحتقار التي تعانيه هذه الشريحة في الدولة الموريتانية ، زد علي ذلك أن قراهم ومدنهم لاتتوفر علي بني تحتية أومشاريع تنموية كالتي تحظي بها مدن وقري غيرهم ، ولا يخفي ما للإدارة من دور في هذا المجال ، وكل هذا من أجل تجسيد سياسة التمييز والإقصاء الممنهجيين.وكل ما اتخذ ويتخذ من إجراءات وقوانين وسياسات في اتجاه تسوية مشكلة الرق والقضاء علي الظلم و التمييز ليست إلا ذر الرماد في العيون ، وتلاعبا وتضليلا للرأي العام ، كما تنم أيضا عن غياب الإرادة الحسنة والصادقة لدي الأنظمة في التعامل مع هذه القضية الهامة

علي الصعيد الثقافي

نلمس إهمال الخصوصية الثقافية للحراطين في المناهج التربوية والإعلام والمنتديات، بالإضافة إلي اللامبالاة من طرف الدولة بالتعليم في مناطق ادوابه والمدن التي غالبية سكانها من الحراطين ، وفي الأخير فإننا ندعو كافة القوي الحية وأصحاب النوايا والضمائر الحية محليا ودوليا والداعمين لقضية الحراطين من أجل نيل حقوقهم المشروعة ،أن يتحملوا كافة مسؤولياتهم اتجاه واقع الحراطين ، من أجل بناء مجتمع موريتاني موحد متساو في الحقوق والواجبات، خال من الظلم والتمييز، لأن هذا وحده يمكننا من تلافي الوضع وتعزيز الوحدة ، وذلك قبل تفاقم الأوضاع كما هي عليه.

يــحــــــي النــــــــــضــال
ELHOR حركة الحر
اللجنة المركزية

انواكشوط بتاريخ 18/12/2010


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!