التاريخ: 20.09.2024  التوقيت:10:43 غرينتش


تاريخ الإضافة : 06.01.2011 11:34:15

منسق تنظيم "من أجل موريتانيا" في مقابلة شاملة مع "الأخبار"

قال المنسق العام لتنظيم من أجل موريتانيا لمرابط ولد المصطفى السالك إن "الوضع السياسي للبد يظل غير مريح في غياب حوار صريح وبناء بين الموالاة والمعارضة حول القضايا الكبرى التي تهم الشعب الموريتاني"

مضيفا أن هذا يجعل الحكومة الموريتانية "تعيد إنتاج ديمقراطية الحزب الجمهوري بنفس الطريقة وبنفس الأسلوب دون أن تشعر أنها تسير في الاتجاه الخطإ".

وأشار ولد مصطفى السالك في مقابلة مع "الأخبار" حول الانضمامات الأخيرة إلى الأغلبية إلى أن "الشخصيات السياسية والأحزاب الموريتانية مطالبة اليوم بكثير من الأناة والتؤدة قبل اتخاذ قرار بالرحيل هنا أو هناك لأن الشعب الموريتاني مل من كثرة تقلب مواقفها وتعود على أن انضمامها للأغلبية يكون دوما بهدف الحصول على غنائم السلطة وانضمامها للمعارضة لا يأتي إلا بعد حرمانها من المناصب والامتيازات".

وفيما يتعلق بحادثة عرفات الأخيرة واعتقال الناشط الحقوقي بيرام ولد اعبيدي قال ولد مصطفى السالك " نرى أن من يرفع لافتة الدفاع عن حقوق الانسان عليه أن يكون نزيها وأمينا في مهمته فيبتعد عن التلفيق وإثارة قضايا غير موجودة حتى لا يضر بأخرى واقعية، كما أن الدفاع عن حقوق الإنسان لايبرر لصاحبه الخروج على القانون وإثارة الفوضى ولا استخدام خطاب عنصري فهذا ما تتفق القوانين والأعراف العالمية على رفضه في جميع الدول بلا استثناء"


وحول موقف تنظيم من أجل موريتانيا من الحرب على الإرهاب قال ولد مصطفى السالك: " نرفض حربا غير واضحة المعالم على الإرهاب، ونحن أشد رفضا لأن ترسل قواتنا تقاتل مئات الكيلومترات خارج حدودها من أجل تحرير رهينة أجنبي كما صرحت بذلك فرنسا نفسها بعد العملية الفاشلة لتحرير الرهينة جرمانو"، مضيفا أن "من يريد أن يسوق نظرية الانتقام لشهداء المغيطي وتورين وغيرهما عليه أن يختار وقتا لعملياته العسكرية لا يتزامن بل ويتكرر كلما تم اختطاف أجانب فرنسيين على أرض مالي المجاورة أو غيرها.."

نص المقابلة:

الأخبار: بدأ تنظيم "من أجل موريتانيا" حملة انتساب لاتزال متواصلة أول ما يلفت الانتباه هو اقتصارها على الجانب الألكتروني مع أن أغلب الموريتانيين لا يملكون منفذا إلى الأنترنت؟ هل هي حملة لاكتساب فئة معينة من الموريتانيين؟ الأكاديميين مثلا؟

ولد مصطفى السالك: صحيح أن حملة الانتساب تتم الآن بطريقة ألكترونية وهذا ما تمليه علينا الظروف الحالية وهو الأسهل والأسرع لحفظ ومعالجة ملفات المنتسبين وقد نعتمد في المستقبل طرقا أخرى تتيح الفرصة لمن لايتعاملون مع الانترنت مع قناعتنا الحالية بأن من يهتم بالشأن الوطني ويريد أن يؤثر ويتأثر ويساهم في بناء الوطن لايمكن أن يكون الأنترنت غريبا عليه.

أما التنظيم فهو مفتوح لجميع الموريتانيين ولا يمكننا أن نقول بأنه تنظيم لفئة معينة كالأكادميين مثلا بقدر ما يمكننا التأكيد على أنه للجادين فقط والراغبين في المساهمة في بناء موريتانيا ومن يضعون مصلحتها فوق مصالحهم الشخصية أوالحزبية ومستعدين للتضحية في سبيل ذلك إذا اقتضت الضرورة، وبالتالي نحن نحرص على الكيف لا على الكم.


الأخبار: ماهي نتائح حملة الانتساب لحد الساعة؟ وهل أنتم راضون عن سيرها ؟ وماهي الخطوات القادمة بعد اكتمال الحملة؟

ولد مصطفى السالك: بالنسبة لنتائج حملة الانتساب لا يمكنني للأسف في الوقت الحالي تقديم معلومات عنها في غياب إذن مسبق من قبل المنسقية العامة، ولكني أقول إنها تجري بشكل مرضي.

أما بعد اكتمال الحملة فسيتم انتخاب المسئولين في هيئات التنظيم المختلفة وعند اكتمال ذلك سيبدأ العمل الحقيقي لتنظيم "من أجل موريتانيا“ في نسخته الثانية بعد أن عرف الموريتانيون جميعا أداءه في المرحلة السابقة.

الأخبار: ماهو الدور الذي سيلعبه تنظيم "من أجل موريتانيا“ في المستقبل خصوصا وأنه ارتبط في ذاكرة الموريتانيين مع أزمة معينة بدأت بانقلاب السادس أغسطس وقد تم تجاوزها ولم تعد موجودة بعد اتفاق داكار؟


ولد مصطفى السالك: لقد أثبتنا للموريتانيين أننا نستطيع أن نلعب دورا مهما ومحوريا في تلك المرحلة واليوم نحن نرى أننا قادرون على لعب أدوار جديدة تتناسب مع المرحلة الراهنة، وقد وضحت النصوص التنظيمية طبيعة عملنا القادم بشكل عام وفي مقدمتها الحفاظ على الديمقراطية الموريتانية وترسيخها فلا تزال هذه الديمقراطية دون طموحاتنا كما سنحارب الظلم والتوجهات الدكتاتورية، وسنساهم بشكل فعال مع غيرنا في الدفاع عن حقوق الانسان وتقوية الوحدة الوطنية ودعم حرية الإعلام.

وسنتابع الوضع السياسي والاقتصادي للبلد بشكل دقيق ونقدم بإذن الله دراسات وحلول قد تساهم في بناء موريتانيا.

ويأتي في مقدمة اهتماماتنا تنبيه الحكومة الموريتانية والفاعلين السياسيين بشكل عام إلى أهمية الحفاظ على ثرواتنا الطبيعية واستغلالها بطريقة مثلى وسنقف ضد أي سياسة تبدد هذه الثروات أو تستغلها بشكل يضر الإنسان الموريتاني أو الوسط البيئ أو هما معا.

الأخبار: هل تخليتم عن المعارضة الراديكالية لنظام ولد عبد العزيز وأصبحتم تعتبرونه رئيسا شرعيا؟

ولد مصطفى السالك: كنا راديكاليين في المعارضة يوم كان هناك انقلابيون في السلطة يريدون أن يفرضوا أنفسهم علينا، ويوم تراجع هؤلاء الضباط عن أجندتهم الأحادية وجلسوا للتفاوض في دكار كان لزاما علينا أن نغير من موقفنا الراديكالي.

وهنا لابد أن أوضح أن تنظيم "من أجل موريتانيا“ كان يومها يرى أن تنظيم انتخابات رئاسية في فترة وجيزة ماهي إلا خدعة ربما تقف وراءها جهات دولية بهدف تمكين الانقلابيين من العودة للسلطة عن طريق صناديق الاقتراع بعد أن فشلوا في فرض أنفسهم وتسويق انقلابهم داخليا وخارجيا وعبرنا عن هذه الرؤية لشركائنا في الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية، لكننا في المقابل تفهمنا موقف الجبهة وقبولها لاتفاق دكار بسبب رغبتها في أن تتجاوز موريتانيا تلك الأزمة السياسية والاقتصادية الخانقة.

ونظريا فإن قبولنا لتلك الانتخابات ودعمنا لمرشح الجبهة ورئيس البرلمان السيد مسعود ولد بلخير يعني في نفس الوقت قبولنا بشرعية من يفوز في تلك الانتخابات من بقية المرشحين بمن فيهم ولد عبد العزيز.

الأخبار: إذن من كنتم تسمونه بالجنرال الانقلابي ترون أنه فاز بشكل نزيه في تلك الانتخابات وأصبح رئيسا شرعيا لموريتانيا؟

ولد مصطفى السالك: هناك فرق بين أن نعتبر الرئيس شرعيا وبين أن نقدم شهادة لانملكها بنزاهة الانتخابات.

أما الرئيس فقد أصبح شرعيا لكونه جاء نظريا على الأقل عن طريق انتخابات أقر المجلس الدستوري نتائجها ثم إن أحزاب المعارضة اعتبرته كذلك رئيسا شرعيا، أما انتخابات 18 يوليو 2009 فقد أرادت لها وزارة الداخلية ومعها المجلس الدستوري أن تبقى مشكوكا في نزاهتها حين رفضوا التحقيق في اعتراضات تقدم بها 3 من المترشحين في تلك الانتخابات.

الأخبار:أين ترون مكان تنظيم "من أجل موريتانيا“ في المستقبل على الخريطة السياسية الموريتانية؟ مع المعارضة أم الموالاة أم ستشكلون حزبا جديدا؟

ولد مصطفى السالك: مكاننا الذي سنكون فيه هو حيث تكون مصلحة موريتانيا، ونعتبر أنفسنا على نفس المسافة من الموالاة والمعارضة وسنقدم دراساتنا ومقترحاتنا للطرفين، لكن طبيعة متابعتنا لأداء الحكومة وتنبيهها على الأخطاء إن وجدت أو معارضتها إن هي أصرت قد تجعل البعض يظننا أقرب للمعارضة، ومع ذلك فإن التقارير الدورية أو السنوية التي نعتزم تقديمها في مجالات متعددة لن تجامل المعارضة ولن تسكت عن أخطائها، ونفس الشيء إذا تعرضنا لتقويم البلديات فلن نفرق بين عمدة معارض أو موالي.

وأستطيع أن أجيب على الشق الأخير من السؤال إجابة قاطعة بأننا لانريد إنشاء حزب سياسي ولا نفكر في ذلك بل نرى أن موريتانيا تعرف تضخما في عدد الأحزاب دون فائدة تناسب ذلك التضخم.

الأخبار: هل ترون أنكم قادرون على لعب دور مهم في المستقبل في ظل توجهاتكم الجديدة؟

ولد مصطفى السالك: نحن واثقون من أننا قادرون على لعب أدوار مختلفة ومهمة تنعكس نتائجها بالايجاب على موريتانيا والموريتانيين إذا أحسنا استغلال كل الطاقات والقدرات التي يملكها أعضاؤنا، وبحكم حضورنا داخل مختلف ولايات موريتانيا وانتشار ممثلينا في أهم دول العالم فإننا مؤهلون أكثر من غيرنا إلى أن نقدم عملا نوعيا في كل المجالات السياسية والاقتصادية والحقوقية وإلى أن نسمع الآخرين صوتنا.

الأخبار: لنعد إلى المرحلة الحالية، ألا ترون أن التنظيم الذي أعلن رفضه للانقلاب وملأ الدنيا ضجيجا قد اختفى من الساحة وانعدم تأثيرة بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة؟

ولد مصطفى السالك:هذا صحيح نسبيا، وغيابنا عن الساحة سببه هو أننا كنا منشغلين بإعادة بناء التنظيم بشكل محكم من خلال إعداد النصوص التنظيمية والنظام الداخلي وتحديد التوجهات المستقبلية وأمور فنية أخرى كان من بينها برمجة موقع ألكتروني جديد والتحضير لحملة الانتساب وما يتبعها، مع اعترافي بأن هذا أخذ منا وقتا أكثر من اللازم، وعلى كل حال على قدر الإعداد يأتي عادة حجم العطاء.

الأخبار: أصدر تنظيم "من أجل موريتانيا“ بيانين في الأشهر الماضية كان أحدهما ضد موقف الحكومة من الحرب على الإرهاب في حين كان البيان الثاني قريبا من موقف الحكومة في قضية "عرفات" وخروجا واضحا على موقف أحزاب المعارضة..هل هو تخبط في المواقف مرة مع الحكومة ومرة مع المعارضة؟

ولد مصطفى السالك: لا نرى الأمر تخبطا بقدر مانراه استقلالية في الرأي، ومواقفنا تأتي بعد التشاور والاتفاق على ما نرى أنه الأفضل، وفي كلتا الحالتين حرصنا على أن يكون الموقف نوعيا ومدعوما بحلول أو مقترحات وعلى نفس الطريقة كان موقفنا قبل ذلك من أزمة التعليم واللغة الرسمية للبلد.

الأخبار: إذن ماهو موقف التنظيم من الحرب على الارهاب ؟

ولد مصطفى السالك: ندعم بناء جيش وطني بمعنى الكلمة مؤهل للقيام بدوره في الدفاع عن الوطن وأن يكون هذا الجيش تابعا لسلطة مدنية ولا يستطيع بل لايفكر ضباطه في الانقلاب عليها، ونتفق على أنه يجب الوقوف مع القوات الوطنية وعدم التضعيف من معنوياتها لكن شريطة أن تكون تلك القوات تحركت بإرادة وإجماع وطني وأخذت إذن البرلمان قبل أن تقاتل خارج حدودها.

ونرفض حربا غير واضحة المعالم على الارهاب، ونحن أشد رفضا لأن ترسل قواتنا تقاتل مئات الكيلومترات خارج حدودها من أجل تحرير رهينة أجنبي كما صرحت بذلك فرنسا نفسها بعد العملية الفاشلة لتحرير الرهينة جرمانو.

ومن يريد أن يسوق نظرية الانتقام لشهداء المغيطي وتورين وغيرهما عليه أن يختار وقتا لعملياته العسكرية لا يتزامن بل ويتكرر كلما تم اختطاف أجانب فرنسيين على أرض مالي المجاورة أو غيرها..

الأخبار: وموقفكم من العبودية؟

ولد مصطفى السالك: نعلم أنها ظاهرة عرفها العالم كله في القرون الماضية ولانحمل الحكومات الموريتانية مسؤولية وجودها وإنما فقط مسئولية القضاء على آثارها، و نحن في تنظيم "من أجل موريتانيا“ نرفض العبودية وندعو لمحاربة ما تبقى من آثارها وندعوا السلطات إلى التطبيق الفعلي للقانون الصادر بهذا الصدد سنة 2007 وعدم التغاضي أو التستر على مرتكبيها، وقد قدمنا في بياننا الأخير مقترحا من شأنه أن يخفف من آثار العبودية في بلادنا و أن يجعل مكافحة هذه الظاهرة قضية الموريتانين جميعا وليست قضية فئة معينة أو منظمة حقوقية.

الأخبار:ورأيكم في قضية المعتقلين الحقوقيين مع بيرام ولد اعبيدي؟

ولد مصطفى السالك: طالبنا بتجلية تفاصيل هذه الحادثة للرأي العام الوطني والدولي بشكل نزيه، ونعتبر أنه من الجريمة التستر على ممارسي العبودية أو التضييق على نشطاء حقوق الانسان أو سجنهم بغير وجه حق، لكن في المقابل نرى أن من يرفع لافتة الدفاع عن حقوق الانسان عليه أن يكون نزيها وأمينا في مهمته فيبتعد عن التلفيق وإثارة قضايا غير موجودة حتى لا يضر بأخرى واقعية، كما أن الدفاع عن حقوق الإنسان لايبرر لصاحبه الخروج على القانون وإثارة الفوضى ولا استخدام خطاب عنصري فهذا ما تتفق القوانين والأعراف العالمية على رفضه في جميع الدول بلا استثناء.

الأخبار: البرلمان الموريتاني كان مسرحا في جلساته الأخيرة لمعارك طاحنة بين نواب الأغلبية ونواب المعارضة وتمت مساءلة أكثر من وزير. ألا يعتبر هذا مؤشرا صحيا بالنسبة للديمقراطية الموريتانية؟ وما رأيكم في تلك الجلسات؟

ولد مصطفى السالك: نعم هو مؤشر صحي، من جانبنا نشجعه ونرى أن نتائجه الإيجابية قد تنعكس على المواطن إذا واصل النواب متابعتهم للعمل الحكومي بعد انتهاء تلك الجلسات البرلمانية وشددوا من رقابتهم عليه.

الأخبار:ماهو تقويمكم للوضع السياسي في البلد؟

ولد مصطفى السالك: الوضع السياسي للبد يظل غير مريح في غياب حوار صريح وبناء بين الموالاة والمعارضة حول القضايا الكبرى التي تهم الشعب الموريتاني ولا يعني هذا الدعوة لاقتسام الطرفين للسلطة بقدر ما يعني أن غياب هذا الحوار حول القضايا المصيرية يجعل حكومتنا تعيد إنتاج ديمقراطية الحزب الجمهوري بنفس الطريقة وبنفس الأسلوب دون أن تشعر أنها تسير في الاتجاه الخطإ.

الأخبار: وكيف تنظرون لتخلي حزبين كبيرين عن المعارضة والتحاقهما بالنظام ومغادرة حزب حمام للأغلبية في اتجاه المعارضة في وقت وجيز؟

ولد مصطفى السالك: لا ضير في هذه التقلبات إذا كانت المصلحة الوطنية هي محركها، ومع ذلك فالشخصيات السياسية والأحزاب الموريتانية مطالبة اليوم بكثير من الأناة والتؤدة قبل اتخاذ قرار بالرحيل هنا أو هناك لأن الشعب الموريتاني مل من كثرة تقلب مواقفها وتعود على أن انضمامها للأغلبية يكون دوما بهدف الحصول على غنائم السلطة وانضمامها للمعارضة لا يأتي إلا بعد حرمانها من المناصب والامتيازات.

الأخبار: الحكومة ترى أن الوضع الاقتصادي يعرف نهضة كبيرة فهل توافقونها؟

ولد مصطفى السالك: الوضع الاقتصادي لموريتانيا لايزال كارثيا والاحصائيات والدراسات العالمية تؤكد أن غالبية الموريتانيين تعيش تحت خط الفقر وأن بلادنا في مقدمة قائمة الدول التي تنتشر فيها الرشوة والمحسوبية وعدم الشفافية ونظامنا التعليمي لايزال فاشلا ومن دون إصلاحه لن تقوم لنا قائمة والشركات الأجنبية تعبث بثرواتنا الطبيعة وتنهبها ومثال ذلك أن موريتانيا لا تحصل إلا على 3% من ذهب تازياست.

وجهلنا وعدم قدرتنا على مراقبة المستثمرين الأجانب جعلنا ندمر بئتنا كما هو الحاصل اليوم بسبب استخراج النفط من الأطلسي بل حتى التنقيب عن اليورانيوم أو استخراجه الذي نحضر له في الشمال إذا لم يصاحبه إعداد كوادر وطنية متخصصة وعارفة بطريقة تفادي مخاطره وقادرة على مراقبة المستثمرين الأجانب الباحثين عن الربح بأي وسيلة لن تجني منه موريتانيا سوى ضياع ثروتها مع دمار للبيئة وانتشار للأمراض في تلك المناطق كما هو الحال اليوم في دولة النيجر للأسف مع شركة "آريفا" الفرنسية حيث الثروة تنهب والعمال يموتون والأمراض والأوبئة تنتشر في مناطق كثيرة والمياه الجوفية وذرات الغبار في الجو ملوثة وتحمل السموم القاتلة والشعب يموت فقرا وشركة أجنبية تجني مليارات الدولار. ومايحصل في النيجر وغيرها يجب أن نستفيد منه نحن في موريتانيا على الأقل في استغلال أمثل لما تبقى من ثرواتنا المعدنية.

هذه الوضعية الاقتصادية المزرية لاندعي أنها من صنع النظام الحالي بل بعضها وليد تراكمات سابقة لكن الحكومة الحالية تتحمل بدون شك المسئولية عن استمرار الكثير منها مع إمكانية تغييره أو مراجعة الاتفاقيات المتعلقة به.


الأخبار: إذن تخالفون الحكومة في قولها بأن موريتانيا تحولت في السنوات الأخيرة إلى ورشات كبرى من المنجزات؟


ولد مصطفى السالك: هناك بعض الانجازات المعتبرة في الفترة الأخيرة يمكن الاشادة بها واعتبارها خطوات في الاتجاه الصحيح وإن كان هذا هو واجب الحكومة، واذا قيست تلك الانجازات بحجم مقدرات البلد تأتي دون المطلوب.

أما الورشات الكبرى من المنجزات فتلك مصطلحات دأب الموريتانيون على سماعها في الإذاعة والتلفزيون من عشرات السنين ومع كل نظام جديد، وإذا نزعنا الدعاية الإعلامية من تلك المنجزات تصدق فيها مقولة الأديب ولد أحمد يورة بأنه: إذا نزعت منها يقل الذي يبقى.

الأخبار:كيف ترون موريتانيا في المستقبل القريب؟

ولد مصطفى السالك: اذا واصلت حكوماتنا السير بنفس الطريقة التي كنا نسير بها منذ عشرات السنين فستظل موريتانيا في المستقبل القريب وربما البعيد مثل موريتانيا الأمس وموريتانيا اليوم لاتراوح مكانها، فقر وتخلف وأزمات متتالية وهذا طبعا ما لا نرجوه.

أما إذا أدركت حكومتنا حجم التحديات وهيأت المناخ السياسي المناسب وتم وضع أهداف وخطط مدروسة وطويلة الأمد ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب وتم اصلاح التعليم واعتماد سياسة أمثل في الاستفادة من ثرواتنا الطبيعة فإن الظن بدولة لايزيد سكانها على 3 ملايين أن تنضم سريعا إلى قائمة الدولة الغنية وأن لايوجد بها فقير واحد.

الأخبار: نشكركم على المقابلة.
ولد مصطفى السالك: شكرا لكم.


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!