التاريخ: 20.09.2024  التوقيت:11:31 غرينتش


تاريخ الإضافة : 16.01.2011 08:42:51

الدخن .. عيش ودواء ومخرج طوارئ للجياع بموريتانيا

هل يعود الموريتانيون إلى بشن بعد ارتفاع الأسعار؟

هل يعود الموريتانيون إلى بشن بعد ارتفاع الأسعار؟

نواكشوط/ الأخبار/
يعد "الدخن" المعروف محليا بـ"بشنه" من المكونات الأساسية للوجبات الغذائية للخيمة الموريتانية القديمة، كما يشتهر بفوائده الغذائية الجمة، واستخدامه في علاج العديد من الأمراض، كالمعدة والوقاية من السكري وغيرها، وهو قبلة لمن يرتاد الأطباء التقليدين الموريتانيين، لأنهم طالما نصحوا به المرضى في كثير من الأحايين.

سوق الحبوب المعروف محليا بسوق "الحموم" وسط العاصمة نواكشوط (الأخبار)

سوق الحبوب المعروف محليا بسوق "الحموم" وسط العاصمة نواكشوط (الأخبار)

"بشنه" لم يشهد سعرها ارتفاعا كما شهدته معظم صديقاتها في مكونات الوجبة الموريتانية، فلا يزال سعرها يراوح مكانه منذ فترة 300 أوقية للكغ الواحد، و يشتري التجار خنشتها التي تزن حوالي 70 كغ بمبلغ يزيد قليلا على 16000 أوقية، إلا أنها مع ذلك لا تعتبر نفسها بتلك الهزالة، ولاتنظر إليها بتلك الدونية فسعر الكلغ الواحد منها يزيد بعشرين أوقية (20) عن سعر كغ من صديقتها "مكرونه" التي تعد الوجبة الرئيسية لكثير من الموريتانيين الذين يستخدمونها كوجبة غداء أو عشاء وربما الإثنان معا.

سيدي ولد أحمد العيل بائع "دخن" بالعاصمة نواكشوط يطالب الناس بالعودة إلى اتخاذ "بشنة وجبة رئيسية لغذائهم (الأخبار)

سيدي ولد أحمد العيل بائع "دخن" بالعاصمة نواكشوط يطالب الناس بالعودة إلى اتخاذ "بشنة وجبة رئيسية لغذائهم (الأخبار)

بائع "الدخن" سيدي ولد أحمد العيل يشكتي من عدم حركة بيع "البشنه" بشكل كبير، فهو يعتبر أن المرضى فقط هم من يشتري هذا النوع من المنتوجات، وهذا لايجعله يتمنى المرض لغيره من المواطنين، لكنه ينتهز الفرص ليوجه رسالة مفادها أن الفوائد الصحية للبشنه، إضافة إلى كونها منتوج محلي وفي شرائها تشجيع للاقتصاد الوطني، علاوة الارتفاع الصاروخي لأسعار المواد الغذائية..كلها أمور يقول ولد العيل تستدعي من الموريتانيين إعادة التفكير في اللجوء إلى "البشنه" كملجأ ومخرج من أزمة غذائية محدقة.

ويضيف ولد أحمد العيل "بشنه" لها استخدمات كثيرة تميزها عن غيرها من المواد الغذائية المصنعة، فيمكن أن يتم أكلها بشكل طبيعي دون أن تحتاج إلى طهي (التغزاز)، ويمكن أن يصنع منها "الشرشم"، كما هي وسيلة متميزة لصناعة "العيش" و "النشاء" و "باسي".. وغيرها من الوجبات الموريتانية المفيدة صحيا، والتي تعتبر تكلفتها أقل بكثير من غيرها من الوجبات التي أصابت الناس بالأدواء، وسببت لهم الكثير من العلل والأمراض.

دعوة بائعي الحبوب بمرصة "لحموم" وسط العاصمة نواكشوط لإنقاذ هذا التراث الشنقيطي من الضياع، والاستفادة منه قدر المستطاع، وكونه قد يكون المخرج للجياع في حالة اجتياح موجة غلاء وجوع خانقة في منطقة الساحل كما حذرت من ذلك الأمم المتحدة..سبقتها دعوات أخرى متكررة وربما تكون أرفع مستوى وأكثر صدى، فقد دعا نائب برلماني موريتاني في وقت سابق المواطنين إلى اللجوء إليها (بشنه) واستخدامها كحل بديل في وجه موجة ارتفاع الأسعار التي تشهدها المواد الغذائية الرئيسية -حاليا- بنواكشوط.


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!