عند ملتقى الطرق الواقع شمال حي "المربط" بمقاطعة "الميناء" تقف بناية مستوصف "كسال"، وقد غابت الحركة داخل أروقته بسبب هجر المرضى لقاعات الاستشفاء التي بقيت شبه مجهزة في انتظار مريض قادم.

لم تكن القابلة العزة بنت المحجوب تردك بشكل تام وهي تقلي بنظراتها علي البداية الأولي لبناء مستوصف "كسال" بالميناء أن المرضي سيهجرونه بعد تجهيزه ولأسباب مختلفة.
لكن السيدة التي أصبحت تشغل مهنة قابلة بالمستوصف تلقي باللائمة علي المرضي وتهيب بالإمكانيات التي يوفرها المستوصف للقادمين إليه.

يقرأ الزائر لمستوصف "كسال" أسماء العديد من الأقسام الطيبة مثل الحجز، وقسم الأمراض الجلدية، وقسم استشارات الرضع، وقسم الولادة، إضافة إلي قاعات المرضي، لكن هذه الأقسام خالية تماما من أي شيء فلا المرضي موجودون ولا الأسرة موجودة داخل هذه القاعات المخصصة لعلاج المرضي.

وتقول فاطمة بنت أحمد لمندوب وكالة أنباء "الأخبار" المستقلة، وهي مواطنة وصلت إلي المستشفي قادمة من حي "المربط"، لتلقيح ابنها الصغير إن أسباب هجر المواطنين للمستوصف يرجع إلي ضعف إمكانيات الطاقم الطبي المتواجد به، إضافة إلي النقص الحاد في المعدات الطبية والأدوية الضرورية التي يواجها العاملون في المستوصف حالات مرضية متنوعة تطرق أبوابهم كل حين من ساكنة الأحياء الشعبية.

تجلس السيدة أمو جالو وسط إحدى غرف المستوصف المخصصة لقسم استشارات الرضع، وهي تقدم وصفات طيبة للأطفال المصابين بمرض الشلل أو الحصبي، أو بعض الأمراض الصدرية الأخرى التي عادة ما يعاني منها الأطفال.

لكن السيدة التي تقدم علاجات أولية للمئات من أبناء سكان الأحياء الشعبية لا تملك من الأجهزة والمعدات ما يمكنها من معرفة الأمراض التي تصيب الأطفال، بل تكتفي ـ حسب شهادات الموطنين ـ بكتابة وصفات طيبة لكل طفل قادم إليها بغية إدراج اسمه في اللوائح التي يتم فيها تسجيل المرضي.

وفي الركن الآخر من المستوصف لا يختلف الحال كثيرا عند القابلة العزة بنت المحجوب التي تقلب سجلاتها هذه المرة بحثا عن اسم احدي النساء اللواتي تم تسجيلهن خلال الأسبوع المنصرم لدي ولادتهن داخل المستوصف.
وتقول بنت المحجوب وهي رئيسة قسم الولادة و الحمل في المستوصف إن قسمها من أحسن الأقسام في المستوصف منوهة إلي العناية الجدية التي توليها للنساء الحوامل، مع توفر جميع المستلزمات التي تخص هذا القسم وجاهزيتها للعمل في جميع الأوقات.

يتحدث معظم عمال المستوصف لمندوب "الأخبار" عن معاناتهم من الانقطاع المتكرر للكهرباء عن المستوصف وبشكل يومي.

ويضف هؤلاء أن نقص التجهيزات الطيبة وسيارات الإسعاف واليد العاملة جعل المستوصف يصاب ببعض العوائق التي جعلت ثقة المواطن في المستوصف أقل من ما يجب أن تكون عليه.