التاريخ: 20.09.2024  التوقيت:06:29 غرينتش


تاريخ الإضافة : 25.01.2011 10:12:49

أم العيد .. نزوح وحرمان ، وذاكرة وأمل مفقودان

الأخبار_ أحمد ولد سيدي:
أم العيد فقدت ذاكرتها لكنها لم تفقد الأمل في مواصلة الحياة (تصوير الأخبار)

أم العيد فقدت ذاكرتها لكنها لم تفقد الأمل في مواصلة الحياة (تصوير الأخبار)

داخل كوخ ضيق في حي "المربط" بمقاطعة الميناء تجلس المسنة أم العيد بنت أمبارك مع ابنتيها الاثنتين وقد أحاطت بهن المعاناة من كل جانب وتناثرت فوق رؤوسهن تلك العيدان المتآكلة التي تعود ملكيتها لآخرين أبصروا في أعينهن آلام الفقر فأعاروهن مكانا يؤويهن ويقيهن برد الشتاء وحر الصيف.

لا تستطيع أم العيد اليوم وهي تودع ربيعها (85) أن تعيد ذاكرتها الميتة إلى الوراء بشكل جيد لتكشف عن حقائق مأساتها في البحث عن رمق العيش وهي تتعثر في الكلام لموفد وكالة أنباء "الأخبار" المستقلة ،


مبررات الهجرة..
الأجواء داخل "كوخ" أسرة أم العيد تحدد بجلاء مستوي الضعف المادي للأسرة (تصوير الأخبار)

الأجواء داخل "كوخ" أسرة أم العيد تحدد بجلاء مستوي الضعف المادي للأسرة (تصوير الأخبار)

لكن ابنتها أم الخيري تدخل على الخط وتساعدها في التذكر بتلك الأيام الخوالي التي فرض الفقر خلالها على عائلة أم الخيري أن تغادر من أرياف مدينة "روصو" ، إلى العاصمة نواكشوط علها تتمكن من الحصول على رزق يؤمن لها قوتها ويساعد "الوالدة العجوز" (أم العيد) في البقاء على قيد الحياة.

وتقول أم الخيري "نحن كنا نعيش في الريف بالقرب من "روصو" ، لكن معاناة الفقر وقضاء المنون على إخوتنا الأربعة حتم علينا أن نتحرك للبحث عن لقمة عيش فلم يكن أمامنا سوى الهجرة إلى العاصمة نواكشوط كي نجد عملا يكون مصدر عيش لنا ، ويطمئن أفئدتنا على احتمال بقاء والدتنا في الحياة بعد أن بذلت كل ما في وسعها حتى أصبحنا قادرات على الإمساك بزمام أمور الأسرة".


بداية المشوار..
أم الخيري تعمل علي تطريز المحلاف النسائية ليساعدها ذلك في التلغلب علي صعوبة الحياة (تصوير الأخبار)

أم الخيري تعمل علي تطريز المحلاف النسائية ليساعدها ذلك في التلغلب علي صعوبة الحياة (تصوير الأخبار)

تتذكر المسنة "أم العيد" لحظة وصولها للعاصمة نواكشوط مع بناتها وهن يبحثن عن مكان للسكن في هجير يوم من أيام الصيف الماضي في العام (2010) ، لكنها لا تدرك كيف حصلوا على سكن ، كما أنها لا تعرف طريقة حصولهم كذلك على مأكل ومشرب لأن ذاكرتها عادت للموت من جديد بعد موجة استيقاظ فرضها تميز الموقف والرغبة في تغيير وضعية الحياة.

وتقول أمنة ــ إحدي بنات أم العيد ــ لمندوب "الأخبار" لقد تمكنا من الحصول على كوخ بأحد الأحياء الشعبية بالعاصمة نواكشوط ، حينما تقدمت سيدة بإعارته لنا وسط حي "المربط" بالميناء ونحن اليوم نسكن بداخله ، لكننا ـ تضيف السيدة ـ نشعر بالوحدة ونعاني من غياب المعيل الذي انتزعته منا الموت قبل سنوات من الآن ".
وتضيف أمنة "نحن اليوم والحمد لله نعيش على ما تحصده سواعدنا من النقود ـ رغم تواضعه ـ حيث نباشر بيع الخضروات داخل كوخنا الضيق ، كما نعمل على تطريز ـ الملحف ـ لنبيعه في السوق.

ويجمع بنات أم العيد في تصريحهن لمندوب "الأخبار" على أن مداخيلهن لا تزال متواضعة ودون الحد المطلوب ، وهو ما يترجمه بجلاء واقع الأسرة المنكوبة التي تسكن في "كوخ" متهالك داخل حي شعبي بمقاطعة الميناء بالعاصمة نواكشوط.


طموح لحياة أفضل..
تطمح الأسرة الفقيرة الي الحصول علي المزيد من فرص العيش بعد وصولها للعاصمة نواكشوط (تصوير الأخبار)

تطمح الأسرة الفقيرة الي الحصول علي المزيد من فرص العيش بعد وصولها للعاصمة نواكشوط (تصوير الأخبار)

تطمح الأختان "آمنة و أم الخيري" إلى واقع أفضل بعدما رست بهم سفينة الحياة في العاصمة نواكشوط عقب فترة من المعاناة والبحث المستمر عن لقمة العيش التي لا يزال حلم الحصول عليها يراودهن بعد الهجرة من الريف.

لكن أكثر ما يؤرق الفتاتين هو مستوى الضعف الذي وصلت إليه والدتهما ـ أم العيد ـ ، والتفكير المستمر في الحصول على عدد من النقود يمكنهما من التوجه بها إلى أحد المراكز الصحية بنواكشوط ليساعد والدتهم على استرجاع ذاكرتها الميتة.


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!