التاريخ: 20.09.2024  التوقيت:07:05 غرينتش


تاريخ الإضافة : 31.01.2011 21:54:28

ولد لقظف : افتقار.. وابتكار

ولد لقظف أثناء تزويد بندقيته "الرمزية" بالرصاص ، وحوله الأطفال يترقبون أدوارهم في الرمي

ولد لقظف أثناء تزويد بندقيته "الرمزية" بالرصاص ، وحوله الأطفال يترقبون أدوارهم في الرمي

أمام انعدام فرص العمل سيما للمسنين (معيلي الأسر غالبا) ، يضطر هؤلاء لشق طريق للكسب بجهود شخصية وإمكانات متواضعة ، وفي محيط ضيق ومحصور ، ورغم أن هذه الجهود قد لا تدر دخلا مقبولا لهؤلاء ، إلا أن حالتهم المعيشية لا تسمح لهم بأن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام الوضع المعيشي المزري ، وحالة الفقر والعوز الذين تعيشهما أسرهم دون أن يحركوا ساكنا .


الحاجة أم الابتكار

الطفل أحمد سالم يحاول أن يصيب الهدف وسط تفرج من أصحابه على المشهد

الطفل أحمد سالم يحاول أن يصيب الهدف وسط تفرج من أصحابه على المشهد

عبدو ولد لقظف (65 عاما ) القاطن بضاحية نائية من حي "ملح " ، هو أحد المسنين المعيلين العاطلين "عسكري متقاعد" ، لكنه ابتكر تحت وطأة الحاجة وسيلة كسب متواضعة لتحصيل قوت يومه ، وإعالة أسرته التي تضم أحفادا يتامى قلده الزمن والظروف مسؤولية إعالتهم ، فعمد إلى تطبيق فكرة أوحت له بها تجربته السابقة في الميدان العسكري ، فغدا يتجول في الشوارع والمدارس ببندقيته "الرمزية" التي يقوم بتأجيرها للأطفال الراغبين في تعلم فنون الفروسية والرمي بمبلغ زهيد يتماشى والقدرة المادية للأطفال (10 أواق للرمية الواحدة) .

وقال ولد لقظف إن الظروف حملته على التحصيل ، ولم يجد غير هذا العمل ، قائلا "من ذا الذي يمكن أن يلتفت إلى شيخ هرم مثلي ليمنحه فرصة عمل" ، وأضاف ولد لقظف أنه يعلم أن هذه المهنة ليست مربحة بالمرة ، ولكنه على الأقل يحصل منها ثمن خبز الفطور لأبنائه وأحفاده الأيتام ، حيث يتراوح دخله اليومي من جيوب الأطفال ما بين 200 إلى 500 أوقية ، في أيسر أحواله ، وأضاف ولد لقظف أنه في الآونة الأخيرة لم يعد بإمكانه ممارسة المهنة بشكل يومي نظرا لتعرضه لحالات من ارتفاع الضغط أرهقت صحته ، وقيدت حركته .


حفاوة استقبال

هذا هو الرصاص الدائري الذي يزود به ولد لقظف بندقيته

هذا هو الرصاص الدائري الذي يزود به ولد لقظف بندقيته

زبائن ولد لقظف من الأطفال فرحوا بقدومه وقالوا إنه غاب عنهم منذ مدة ، وبدوا متشوقين لحمل بندقيته "الرمزية" التي يقوم بإعدادها لهم أولا ، ويضع فيها الرصاص الدائري ، ثم يسلمها لهم بعد أن ينصب لهم هدفا للرمي "قنينة ماء فارغة" أمام باحة منازلهم المتقاربة الفتحات ، وذلك بعد أن يتسلم الرسوم المحددة والمتعارف عليها بين الأطفال الذين هرعوا إلى المنازل لإحضار الرسوم .


تسلية ومهارة

أحد الأطفال يطلب البندقية في تعطش منه للرمي

أحد الأطفال يطلب البندقية في تعطش منه للرمي

أحمد سالم ولد سيد أحمد (16عاما ، أولى إعدادية) ، قال إنه يعرف ولد لقظف منذ زمن حينما كان يقدم إلى مدرسته أوقات الراحات ويقبل عليه الأطفال المتذوقون لفن الرماية ، وأضاف ولد سيد أحمد أنه من المقبلين على هذه اللعبة بشدة ، نطرا لما تحمله من تسلية وطرافة بالنسبة له لاسيما أنها غير متاحة دائما ، مما يجعله وزملاءه يتشوقون لها ويقبلون عليها ، وقال إنه هذه المرة كان من أكثر زملائه حظا في الرمي ، حيث رمى 6 مرات .

أما الطفل محمد ولد أحمد (10 سنوات ، ثالث ابتدائي) فقال إنه لم يجرب هذه اللعبة قط ، لكنه بدا سعيدا بها ومتحمسا لها ، وقال إنه سيكون من زبائن ولد لقظف مستقبلا ، وأضاف ولد محمد أنه يسعى من ورائها لأن يكون مثل البطل التركي "مراد علمدار" الذي يعتبره مثلا للشجاعة والبطولة حسب تعبيره .


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!