سيطر موضوع استقالة حكومة الوزير الأول ولد زيدان واعلان ولد الواقف وزيرا أول على اهتمات الصحف اليوم حيث قدمت يومية الأمل ماعتبرته أسبابا للإقالة ولد زيدان وتعين ولد الواقف مكانه بينما جزمت يومية الأخبار بأن زيارة اترارزة وراء استقالة حكومة ولد زيدان.

أما يومية العلم فقد عنونت:" بعد الوفاء للزين سيدي يختار رموز نظامه" واختارت يومية الشعب الحكومية أن تعتبر الموضوع ثانويا من خلال عنوان جزئي :بعد استقالة الحكومة تعيين وزير أول جديد.

الأمل:.. والأسباب:

خاضت يومية الأمل الصادرة اليوم فيما اعتبرته أسبابا للإقالة وأضافت:"لم يكن الأمر مفاجئا بالنظر إلى سلسلة المتغييرات التي حدثت خلال الأشهر والأسابيع الأخيرة على المستوى السياسي في البلاد فمن ناحية لم تدم الثقة طويلا بين الوزير الأول ورئيس الجمهورية إلى درجة خشيت فيها مؤسسة الرئاسة من أن يعمل ولد زيدان على تكريس نفسه وتمهيد وجوده هو وأنصاره استعدادا لانتخابات 2012الرئاسية التي يفترض أن يكون احد أبرز المرشحين لها مما حدا بها إلى اصدار تعليمات إلى المؤسسات الإعلامية الرسمية بالإقتصار على التغطية الضرورية لنشاطات الوزير الأول ومن ناحية ثانية سادت الحكومة مجموعة من الخلافات بين الوزير الأول وبعض أعضاء وزارته ومن ناحية ثالثة طرأ عدد من المستجدات الذي عكر صفو سير هذه الحكومة كانت بدايته أحداث الخبز الدامية التي اندلعت في نهاية السنة الماضية يضاف إليه عدم تقدم أي ملف ملموس من قبل المواطنين سواء كان على صعيد التسيير أو على الصعيد السياسي.
ومنذ ملاقات الحكومة لصعوبات خلال المصادقة على تعديل الميزانية السابق ولدت فكرة ضرورة تنظيم القوة البرلمانية الداعمة لبرنامج رئيس الجمهورية فكان ميلاد عادل الذي تولد عنه ظهور فكرة جديدة تتبنى ضرورة ان تتولى الأغلبية تسيير الحكومة كي تتمكن من تنفيذ هذا البرنامج ومن ضمان انسجام بين الأغلبية البرلمانية والحكومة وتراكمت هذه المعطيات مع معطيات أخرى مختلفة أدت في النهاية إلى اتساع الهوة بين الوزير الأول ورئيس الجمهورية انتهت الآن بهذه الإستقالة.

العلم:.. الوفاء للزين:

يومية العلم اعتبرت ان رحيل حكومة ولد زيدان جاء تلبية لرغبة شعبية .. ويظهر من خلال الطريقة التي تم بها اتخاذ القرار أن سيدي ولد الشيخ عبد الله أراد إظهار السيادية من خلال هذا القرار إذ ياتي المرسوم الرئاسي بعد جولة رئاسية تمت في أجواء قاسية حيث درجات الحرارة المرتفعة والسهر إلى وقت متأخر الليل لمناقشة المشاكل العالقة للمزارعين وزيارة المبعدين صبيحة اليوم الثاني.
ورصدت العمل الؤشرات الإقتصادية الجيدة المعلنة من طرف الحكومة والتي لم يصحبها أي انجاز ذي قيمة حتى أن حكومة الزين عجزت عن الإحتفال بسنة من الأداء الحكومي.. ويأتي تعين ولد الواقف حسب العلم غير مفاجئ للساحة السياسية حيث إن الأغلبية طالبت في الكثير من المرات بتعيين حكومة جديدة.

يحيى ولد الواقف يرأس حزبا سياسيا هو الأضخم في البلد من حيث الإنتشار وعدد المنتسبين ويحتوى على أغلبية برلمانية ويقود تحالفا يدعم برنامجه يزيد على 18حزبا سياسيا إنه في وضع سياسي مريح وثقة مبدئية خالصة من اكثر من 50%من الطيف السياسي ولايستبعد أن تكون المعارضة المعتدلة راغبة في التعامل معه.

الأخبار:.. اترارزة وراء استقالة حكومة الزين ولد زيدان:

يومية الأخبار عنونت:" اترارزة وراء استقالة حكومة الزين ولد زيدان" وأضافت:" البعض يربط هذه الزيارة بتفاعلات زيارة الترارزة التي طالبت فيها قوى الأغلبية بتمثيل يتناسب مع توازناتها السياسية. فبلإضافة إلى ما دار في الكواليس فإن المطالبات بتشكيل حكومة سياسية قد تكررت علنيا في الزيارة ونالت تصفيقا حارا في اللقاء الذي جمع ولد الشيخ عبد الله بعشرات الأطر والساسة مساء امس بمباني الولاية في روصو وتحديدا حين تفاعل الأطر وثمنوا مداخلة ديدي ولد سيدي ميلة (من حزب البديل) والتي ركزها على الرد على مطالبة المعارضة –ممثلة في ولد أحمدوا- بالإبتعاد عن تسيس الحكومة.
وقد برر ولد سيدي ميله ضرورة اللجوء للساسة بدورهم الريادي كداعم لبرنامج الرئيس، معتبرا مطلب الابتعاد عن تسييس العمل الحكومي غير منطقي، بالمقارنة مع التجارب الديمقراطية المختلفة، متسائلا "هل بالإمكان أن يطلب من رئيس وزراء فرنسا أو أبريطانيا عدم تعيين أي من ساسة حزبيهما، بحجة أن ذالك يتعارض مع حيادهما؟" وعلى هذا المنوال سارت مداخلات جل الفاعلين السياسيين، في سهرة استمرت حتى الساعة الثانية بعد منتصف الليل.
وإذا كانت إقالة الحكومة قد انتظرت إعلان ولد الشيخ عبد الله عن انطلاق " عام الزراعة" ضمن برنامج التدخل الخاص من عاصمة ولاية اترارزة، فإن تعديلا وزاريا جرى الحديث عنه على نطاق واسع في الأسابيع الماضية يحمل أسماء من ساسة الأغلبية الرئاسية في القطاعات الوزارية المهمة.وخلافا لما راج من أن الزين ولد زيدان سيقود الحكومة القادمة أيضا، لا تزال الثقة الممنوحة لولد الواقف من لدن رئيس الجمهورية تتزايد يوما بعد يوم، وقد برزت هذه الثقة من خلال تكليفه الدائم بإدارة كل المهام الحساسة، ولعل من ضمنها قيادة حكومة ترضي الأغلبية الرئاسية بعد عام من حرمانها من الحقائب الوزارية، وبحكومة صرح رئيس الجمهورية في وقت سابق بأنه لا يعرف عن أعضائها الكثير.إذن حزب العهد الوطني للديمقراطية والتنمية (عادل) الذي يملك الأغلبية في البرلمان سيكون بحصة الأسد في الحكومة الجديدة، بدليل تكليف رئيسه شخصيا بتشكيلها، لكن أسماء من خارج (عادل) ، مرشحة أيضا للدخول، سبيلا لإعادة التوازنات السياسية وربما الجهوية التي كان أطر اترارزة آخر من أعربوا عن تضررهم منها وأمام رئيس الجمهورية، وعلى الملأ .
وحسب المصادر فإن الشريك الأقوى بعد (عادل) المتمثل في حزب مسعود، قد أكد جاهز يته لتقديم وجوه جديدة.