التاريخ: 21.09.2024  التوقيت:02:32 غرينتش


تاريخ الإضافة : 07.05.2008 14:54:11

الطاهر ولد فروه: لا يمكن وصف ما أنجز بـ"الخطة استعجالية"

عمدة بلدية مكطع لحجار عن حزب حاتم: الطاهر ولد فروه

عمدة بلدية مكطع لحجار عن حزب حاتم: الطاهر ولد فروه


يحضر إلى الموعد وهو يعد الدقائق، كأنما يفكر في رفع العلم فوق ثكنته العسكرية ..مصر على الانضباط حتى في طريقة الحديث.. أخلاق يقول إن التخلي عنها ليس سهلا بعد ما ترسخت على مدى خمسة عشر عاما قضاها في المؤسسة العسكرية، يصف طريقة انتقاله إلى العمل المدني بـ"السلسة" رغم مرورها بظهر دبابة، وقاع معتقل سحيق.
عسكري يتحدث لغة السياسيين، ويلبس الزي المدني، يتحدث بطلاقة، ويشد على يد مصافحه، في شبه عتب على غياب التحية العسكرية من لدن صغار الضباط.
هو الآن عمدة لإحدى البلديات المركزية في ولاية "لبراكه" بالوسط الموريتاني يعتقد أن بلديته تسير في الاتجاه الصحيح، رغم الملاحظات التي ما تزال تكتنف عمله في الجهاز البلدي ورغم المشاكل الجمة التي تفوق طاقة البلدية أحيانا كثيرة، ولا يتوجس خيفة من رأي الشارع فيه، يدعي أن شعبية الحزب الذي ينتمي إليه زادت حتى من المناوئين السابقين له.
الأخبار التقت الضابط السابق في الجيش الموريتاني، عضو تنظيم فرسان التغيير، عمدة بلدية مكطع لحجار الطاهر ولد فروه، في العاصمة نواكشوط حيث كان يحضر مؤتمر حزبه الأول، وتحديدا في مقر الحزب قرب إحدى أعظم الثكنات العسكرية دورا في إفشال تحرك رفاق ولد حننا في هزيع ليل الثامن من يونيو عام 2003 ، وكان لها معه الحوار التالي
الأخبار: لو بدأنا بالسؤال التقليدي، بعد سنة من تسلمكم مقاليد بلدية مكطع لحجار، ما الذي قدمتموه للمواطنين؟
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على نبيه الكريم قي البداية أشكر لكم هذه الفرصة التي أتحتم حتى نطلع المواطنين على بعض المعلومات عن بلدية مكطع لحجار، للإجابة على السؤال عما حققنا لبلدية مكطع لحجار حتى الآن.
بعد الانتخابات تمشيا مع البرنامج الانتخابي الذي طرحناه والذي لم نطلق فيه العنان لخيالنا كثيرا حاولنا حسب الأولويات التجاوب ومع حاجات المواطنين طبعا كانت البداية بداية موسم انتخابي أثر على عطاء البلديات والممولين الذين يساعدون البلديات في عملها.
وسأورد بشكل مختصر بعض الأمور التي عملنا عليها خلال هذه الفترة.
أولا: ركزنا على البلدية كهيئة بغية خلق ثقة بينها والمواطنين، حاولنا مفصلتها وهيكلتها على شكل مصلحة وأقسام كما حاولنا تزويدها ببعض التجهيزات الإدارية الضرورية والتي كانت مفقودة في السابق (مكاتب، وحدة معلوماتية، آلة تصوير، خط إنترنت ) ولحسن الحظ صادفنا دعما من التعاون الإسباني مخصص لبرنامج الدعم المؤسسي الفني ووجدنا مكتب دراسات واكبنا طيلة السنة، حصلنا من خلاله على تكوينات لبعض الإداريين: رؤساء الأقسام والمصالح وحتى بعض المنتخبين وضبطنا الحالة الإدارية حتى باتت واضحة، سجلات وحسابات، بحيث أصبحت البلدية جاهزة لتقديم خدمات للمواطنين. هذا الجانب الأول وفيه وفينا بالالتزامات التي قطعنا خلال الحملة الانتخابية، واتجهنا ثانية باتجاه البنية التحتية التي كانت منعدمة بالبلدية بشكل شبه تام، فأنشأنا مجزرة، وسوقا للحوم وآخر للخضروات، وثالثا للمواشي، وهذا الأخير بتمويل من التعاون الإسباني بمبلغ ستة ملايين أوقية تكفلت البلدية بشراء قطعة أرضية له بمبلغ ستمائة ألف أوقية، أما بقية الأسواق التي ذكرت فكلها من الموارد الذاتية للبلدية، أعطينا أهمية للشباب وبالتعاون مع اليونيسكو أنشأنا شبكة للشباب ولها مقر مجهر بالمكاتب والأجهزة الصوتية وغيرها تمويلا من منظمة الأمم المتحد للطفولة.
وفي المجال نظمنا بطولة "كأس العمدة" السنوي، وهيأنا ملعبا ما يزال التجهيز في بدايته، وفي المجال الصحي تعتبر الحاجة كبيرة لكنا لضيق الإمكانات ما نزال نقتصر على الجانب التحسيسي، شكلنا لجنة صحية من داخل البلدية وضعت تقارير مفصلة رفعناها إلى وزارة الصحة، نبين فيها الحالة المزرية للقطاع في المقاطعة، وفي مجال الزراعة تم فرز تعاونيتين عامليتن، وقدمنا لهما مساعدات تمثلت في بعض المعدات، أسيجة وأدوات زراعة وغيرها في قريتي "الكراع" و"الكرامة" ونظمنا لجانا قروية في كافة التجمعات الخارجة عن المدينة من أجل المساعدة في حماية الثروة الرعوية: الحشيش والأشجار والحفاظ على البيئة، حاولنا تقديم بعض المساعدات للمحتاجين حسبما تسمح به إمكانات البلدية المتواضعة ووزعنا مرة أربع أطنان من القمح على التجمعات الأكثر فقرا خلال فصل الصيف الماضي وحفرنا بالتعاون مع بعض أصحاب الأعمال الخيرين آبار لتوفير المياه الصالحة للشرب وبلغت التكلفة الإجمالية حوالي مليون أوقية على مستوى مدينة مكطع لحجار للتصدي لمشكل المياه بحلول ناجعة.
واتجهنا لبضبط أسعار مادة اللحوم في السوق من أجل بقاء المنافسة التجارية في المستوى المطلوب وحتى لا تتجاوز الأسعار مستوى القوة الشرائية للمواطنين.
وكانت الأسعار دائما في مستويات مناسبة على سبيل المثال البقر 600أوقية الإبل 700ماءة أوقية الغنم 800 مائة أوقية، وأحيانا خلال فصل الصيف يرتفع بحدود 100أوقية عن السعر العادي وفي مجال النظافة واكبنا هذا المجال وتحققت فيه نتائج إيجابية رغم محدودية الوسائل وفعلا نظمنا عدة حملات بالتعاون مع المنتخبين خصوصا أحد النواب ومساهمات بعض الإخوة وقد تكلفنا في هذا السياق أكثر من مليون أوقية.
وفي مجال مكافحة البطالة وتخفيف حدتها اكتتبنا اثنين من حملة الشهادات.. هذا بشيء من الإجمال هو مجمل العمل البلدي خلال السنة الماضية.

الأخبار: كيف تقيمون تعاطي سلطة الوصاية معكم، وفي الجانب المالي خصوصا؟

الطاهر ولد فروة: الدعم المقدم من قبل الدولة للبلديات هو دعم متواضع جدا وهولا يغطي إلا جزءا بسيطا من احتياجات وتكاليف البلدية وعلى سبيل المثال هذا الدعم في العام 2007 يقل عن أحد عشر مليونا، ونصفه مخصص للتسيير بما أن موارد البلديات ضعيفة، والنصف الثاني مخصص للاستثمار والتجهيز وهو الذي أنجزنا من خلاله تأثيث البلدية ومكاتبها، هذا بخصوص الموارد المالية وهي متواضعة جدا.
وهي تحتاج للمراجعة بكل تأكيد حتى تستجيب لتلبية الاحتياجات الأساسية للبلدية.
وبخصوص تعاطي السلطة يوجد تحسن في هذا المجال أو لنقل تفهم للظرفية الجديدة التي تعيشها موريتانيا بشكل عام وفي هذا السياق يوجد شيء ولو بسيط من التفهم ومع ذلك السلطات الإدارية ما يزال ينقصها الكثير من فهم أهداف الإدارة التنموية حتى الآن تسيطر أساليب وثقافة الإدارة بمفهومها البيروقراطي القديم وتحتاج الإدارة إلى التحول من هذا الواقع نحو الإدارة التنموية، حيث لا تجد الإدارة مهتمة بمصير الوضع الزراعي لا توجد لديها اهتمامات زراعية أو رعوية أو بالخدمات التي يحتاجها المواطنون واكتفت بدورها التقليدي الأساسي محاولة "فض النزعات" بين هلالين، وليتها نجحت في هذا الشأن إن لم تكن تزيدها تعقيدا.
والإدارة ينبغي أن تتحول باتجاه ممارسة دور في المجال التنموي بشكل أكبر من الواقع الحالي حيث هي مجرد مكاتب لا دور لها.

أما فيما يتعلق بتعاملها وتعاطيها مع البلديات فيمكن أن نقول إنه بشكل عام يشهد تحسنا ولكن هي بحاجة لأن تكون ذات وظائف تنموية حتى تتناغم بشكل أكبر مع البلديات.

الأخبار: قبل أسابيع أعلن الرئيس في خطاب موجه إلى الشعب عن خطة استعجالية كيف تقيمون حتى الآن حجم الاستفادة وما هي مقترحاتكم للاستفادة منها؟

الطاهر ولد فروه: الخطة الاستعجالية ما وصلنا منها حتى الآن هو المستوى النظري فقط وهي لم تدخل حيز التطبيق بعد وهذا المستوى شحيح ولا يلبي طموح المواطن نظر للمسائل التالية:
- عندما نقول الخطة الاستعجالية فمعنى ذلك أن البلاد تعيش ظروفا استثنائية هي التي تطلبت تدخل الدولة للحد منها.
- كما ينبغي أن تشمل هذه الخطة كافة الهموم والمشكلات التي يعاني منها المواطن زمانا ومكانا وعلى سبيل المثال نحن في مقطع لحجار كانت الشمولية غائبة، وهو ما أدى إلى المفاضلة، مع أن نسبة كبيرة من السكان تعيش نفس الظروف؛ وبالتالي نستطيع التأكيد أنها لم تشمل جميع المحتاجين، الكميات المقررة خجولة جدا ولا تكفي بأي شكل من الأشكال لا من ناحية عدد المستفيدين ولا من ناحية الفترة الزمنية وهذا ينطبق على كافة البرامج على سبيل المثال 135 طنا للبيع بأسعار مخفضة لمدة ستة أشهر وهي بكل تأكيد لا تكفي لشهر واحد 22 طنا للمجاني و 73 طنا للغذاء مقابل العمل في الوسط الحضري وهي كميات عديمة الجدوى ولا تكفي لسد حاجات الناس.
- وعلى كل حال هذا النمط لا يمكن أن يسمى الخطة الاستعجالية وإنما هو نوع من الروتين ولا ينطبق عليه وصف الخطة الاستعجالية لأنه عمل روتيني لدعم المواطنين المحتاجين.
وبالتالي نعتبر أن القيمين على الخطة الاستعجالية لم يفوا بما وعد به الرئيس بشأنها، على مستوى بلدية مكطع لحجار مثلا 135 طنا ليست كفيلة بعشرة بنوك فكيف بثلاثة وعشرين بنكا هي عدد القرى التابعة للبلدية، ففي التوزيع النظري مثلا هناك بعض القرى التي أصابت 4 أطنان، ومتوسط سكان القرية 100 أسرة وفي حال اشتدادا وطأة الصيف تكون هذه الكمية هزيلة جدا بحيث لا تكفي لشهر واحد فما بالك بستة أشهر؟؟.
وبالتالي نعتبر، وهذا ما طرحناه على مفوض الحماية الاجتماعية والأمن الغذائي، نعتبر أن الخطة بحاجة للمراجعة خصوصا على مستوى البلديات المركزية التي منها بلدية مكطع لحجار.
وفي قضية المفاضلة التي تمت لم يراع التوزع الجغرافي للسكان، فمثلا هناك بعض البلديات التابعة لمقاطعة مكطع لحجار حصلت على ثلاثمائة طن مع أن عدد المخازن القروية هو نفسه، وقد حاولنا إيجاد تفسير لهذه الظاهرة فلم نعثر عليه.
هناك جانب آخر هو مركزية التوزيع فالبلديات حصلت على حصصها هنا في نواكشوط وكان من الأحسن في ظل التوجه نحو اللامركزية إعطاء الدر الأكبر للإدارة الإقليمية للوالي بوصفه الأدرى بمشاكل الولاية ويكون التوزيع انطلاقا من الحاجة يتم عبر المشاركة من الجميع وبالتالي من المعيقات الكبيرة في طريق الخطة الاستعجالية، مركزية التوزيع.

الأخبار: مشكل المياه في مكطع لحجار مشكل مزمن متجدد، كيف تعاملتم معه؟

الطاهر ولد فروة: نحن أهل مكطع لحجار نعتبر أن السلطات العمومية تمارس باستمرار تقصيرا تجاه هذه القضية أولا لأن هذه المشكلة قديمة منذ العام 2003 إن لم تكن قبل ذلك منذ تدشين مشروع المياه 1996 الذي اكتنفته ظروف غير واضحة بالشكل الكافي.
ورغم قدم هذه المشكلة والوعي بها إلا أن السلطات لم تتحرك لوضع حد لها وهذه المشكلة لها تأثيرات ومضاعفات خطيرة، وحتى الموجود من المياه رغم شحه توجد العديد من نقاط الاستفهام حول مدى صحية استخدامه نظرا لارتفاع نسبة الكالسيوم فيه.
وفي الحقيقة التقصير من طرف السلطة موجود والمواطنون في مكطع لحجار ترتفع بينهم نسبة مرض "لكواتر" لهذه الأسباب والعديد من الأمراض الأخرى.
والموجود من المياه لا يكفي لسد حاجة الناس، فالمدينة وزع إلى قسمين ينال كل قسم ضخ المياه لمدة ساعتين كل ثمانية وأربعين ساعة.
وأخيرا قام التعاون الإسباني بالتنقيب عن المياه الصالحة للشرب ووجدها قرب مقاطعة ألاك وقام بالحفر وكانت النتائج جد إيجابية وأنجزت الدراسة المتعلقة بتوصيل المياه إلى المقاطعة فيما يتعلق بمد الأنابيب وستستفيد منها حتى بلدية "شكار" والتجمعات القروية العطشى المتناثرة على الطريق وهذه الدراسة تقدر التكاليف الإجمالية لها بثلاثة مليارات وثلاثة مائة مليون والمشروع أصبح مشروعا وطني يمكن أن يحل مشكل المياه في المنطقة كلها، ودور البلدية هو تحسيس الجهات الرسمية والتذكير الدائم بالمشكلة، وكذا توفير المعلومات الضرورية حول المجال.

ونحن كان دورنا يتمثل في الاتصال بالجهات الرسمية والتقينا الوزير الأول ووزير المياه والمراكز المختصة وكان الاتصال من طرف النواب والشيخ والبلدية وطرحنا هذه القضية وضرورة الإسراع باتخاذ قرارات. واتصلنا بكافة الممولين وننتظر أن يمول السعوديون هذا المشروع.

الأخبار: حزبكم يصنف على أنه من المعارضة المتطرفة هل تجدون انعكاسا لذلك في تعامل السلطات الإدارية معكم؟

الطاهر ولد فروه: لحد الآن لم نلاحظ على الإدارة المحلية تأثرا كبيرا بالأحداث السياسية.. التعامل معنا طبيعي من طرف الإدارة المحلية.

الأخبار: الطاهر ولد فروه من عسكري يدير بالأوامر، وحديث البندقية إلى منتخب مدني يدير مدنيين وأطيافا سياسية مختلفة وأصحاب رأي، تجب مراعاة حساسياتهم.. ما هو الفرق؟

الطاهر ولد فروه: (يضحك) منذ زمن المؤسسة العسكرية كنت أقول إن الأوامر تنفذ بصورة جيدة كلما كانت مفهومة أكثر، وتكون النتيجة أفضل كلما كانت مبينة ومشروحة.. لم تكن عندي طبيعة الأوامر العسكرية الجافة كانت توجد لدي روح الضباط الأخيرين العصرية..
هذا من ناحية ومن ناحية أخرى الخدمة العسكرية وخدمة البلدية يوجد بينهما تشابه من حيث هي خدمات.. هناك في الخدمة العسكرية نقدم في الإطار العسكري وهنا نقدمها في الإطار المدني، وفعلا من الصعوبة أن ينمحي سلوك اكتسبه المرء على مدى خمسة عشرة سنة بين عشية وضحاها، وإن مكنتنا الفترة التي أمضينا في السجن (سنتان) وسنة من التربص (النتيجة هي ثلاث سنوات)، من انتقال سلس (يضحك) من المؤسسة العسكرية إلى التعاطي مع الشأن المدني.
- (أقاطعه) انتقال غير سلس، بل هو خشن.
الطاهر ولد فروه: طيب هو خشن.
الأخبار: أنت كعمدة معارض، وصلت إلى مقعدك بتوافق، أما تخشى الآن على مقعدك، بعد حادثة تفرغ زينه؟
الطاهر ولد فروه: ما وقع في تفرغ زينه نرفضه قطعا، وبخاصة نحن كعضو في ائتلاف أحزاب المعارضة، ونعتبره سلوكا غير مقبول يفسد ولا يصلح ونرجو، ما دام لم يحقق النتيجة المرجوة منه، أن يراجع الناس سلوكهم في المستقبل.
ونحن في بلدية مكطع لحجار نحاول أن نتناسى الموسم الانتخابي إلى حد كبير، ونحاول إقناع الناس بأننا مجلس بلدي، وأن المجالس البلدية في الأصل هي بديل عن أحادية الإدارة، وعندما يكون الأمر مجرد صراع على منصب من يحكم فمن الأحسن تركه في مكانه الأصلي أي الإدارة، وأنا أحاول أن أسير المجلس البلدي انطلاقا من هذه القناعة، وأكرر هذا دائما على الجميع، طبعا هناك جهاز تنفيذي، وهناك أيضا مستشارون بلديون ينبغي أن يكونوا حاضرين بقوة في تسيير البلدية، ونحاول الابتعاد ما استطعنا عن السياسة.
الأخبار: شكرا لكم.
الطاهر ولد فروه: شكرا لكم.


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!