إلى زعماء المعارضة: قبل أن تشاركوا في الحكومة القادمة
محمد الأمين ولد سيدي مولود
[email protected]
الإخوة رؤساء أحزاب المعارضة السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته:
لقد بلغني أنكم استدعيتم للمشاركة في حكومة مفتوحة، أي لا هي بحكومة وحدة وطنية ولا بحكومة موالاة، وأن تلك المشاركة ستكون بشرطين اثنين:
ـ أولهما تبنيكم برنامج رئيس الجمهورية
ـ وثانيهما التمثيل حسب الحجم البرلماني لكم
ورغم أنني من الذين يؤمنون مبدئيا أن الحكومة القادمة إما حكومة صالحة وعملية فيكفينا كمعارضين رقابتها ونصحها، أو حكومة فاسدة لا ينبغي أن نشاركها فسادها. إنني وفي ضوء المعطيات على أرض الواقع وتحت ضغط أسماء ـ ترددت كثيرا كمرشحين لوزارات ـ من بينها أشخاص تورطوا كثيرا في الفساد المالي والأخلاقي في البلد، وتحت شعوري ـ ربما الغير مبرر ـ أن هذه الحكومة ستكون حكومة ظل بزي مدني يأمرها ويقودها عسكريون خلف الكواليس، وتحت اشمئزازي كذلك من مشاركتكم في حكومة مطبعة سترغمكم في لحظة ما إلى الجلوس مع صهيوني معزول ......
إنني ورغم كل ذلك أرى أنه إن كان من بينكم من يصر على المشاركة في هذه الحكومة فلن يعجزه أن يجد مبررات معقولة ومقبولة إلى حد بعيد: كإصلاحكم لما ستتولونه من قطاعات، وكمضايقة مفسدين إقصائيين لا يريدون لغيرهم أن يشارك، وكالبرهان لهذا الشعب السطحي البريء أن المعارضة ليست جريمة تستحق عزل وحرمان معتنقها نهجا سياسيا، وكمساعدة رئيس الجمهورية والتخفيف عنه من ضغط رموز فساد شاركوا في نجاحه إن لم يكونوا هم من صنعه.....ألخ
إلا أنني يا سادتي الرؤساء ألفت انتباهكم إلى جملة ملاحظات موجزة من الممكن أخذ ما يصلح منها بعين الاعتبار:
ـ أولا لا تنسوا أنكم تمثلون أكثر من 47 % من الشعب فلا داعي إلى التنازل إلى عتبة التمثيل البرلمان التي لا تتجاوز الثلث
ـ ثانيا لا تنسوا أن من بينكم من لم يمثل في البرلمان أي الرئيس صار إبراهيما ومن المستحيل إقصاؤه
ـ ثالثا لا تنسوا أنكم ستتنازلون عن برامجكم التي كنتم تسعون لتحقيقها لصالح برنامج رئيس الجمهورية، وهو تنازل ينبغي أن يقابله تنازل من الطرف الآخر إن كان صادقا في سعيه للإجماع والإصلاح.
ـ رابعا أنتم تحملون هموم ومعاناة طبقات وضحايا سحقوا وظلموا سنين عديدة، وملفات شائكة لا ينبغي أن تقبلوا بأي حال من الأحوال مشاركة الأشخاص الذين سببوا هذه المعاناة وتورطوا في هذه الملفات، وإلا فستكونون من وقع لهم شك غفران.
أنا أعرف أن منكم معتدلون ومنكم دون ذلك، وأنكم أصحاب رؤى فكرية ومدارس سياسية مختلفة، وتحملون مشاريع مختلفة ..... لكنني أرجوا منكم الإجماع والاتفاق على أي خطوة مقبلة.
أتمنى لكم عدم المشاركة
والسلام