التاريخ: 21.09.2024  التوقيت:04:37 غرينتش


تاريخ الإضافة : 09.05.2008 15:50:07

موريتانيا: هدر العواطف أمام بوابات المحاكم !!

القصة بدأت في مستهل السنة السابعة بعد الألفين ، إنهما بشرا ن "تحابا" وأراد كل منهما أن يعيش مع الأخر، "أمريم منت الجيل" و "محمد ولد آلويمنات" من نفس المجموعة القبلية ولهما ذات البشرة كانا يسكنان بقرى تابعة لبلدية "لكران" بمقاطعة "كيفة" ، يعتمد أهلهما على تربية المواشي وبين أسرتيهما قربى ورحم ومودة.

شاء القدر أن يرغبا في الزواج، فرفض والد "امريم" ذلك رفضا مطلقا، إنه يرى ابنته متفوقة على خطيبها في الهرم الاجتماعي، مرر رسائل كثيرة وعيدا وتهديدا للرجل الذي يطلب يدها وحاصر ابنته مرات عديدة، لكن المرأة وصديقها ظلا يترددان على محكمة كيفه طالبين للحلال وكان القاضي آنذاك يردهما وينصحهما بالتماس الحل عند ذوي امريم وردا على زياراتهما المتكررة لهذا القاضي بعث إلى والد المخطوبة للتحاور معه فلم يصغ لذلك النداء.

عندئذ طلب القاضي من المسكينة امريم إحضار ولي من أبناء عمومتها ففعلت، فقام القاضي بتحرير إذن زواج للعشيقين علله شرعا وعقلا وأخلاقا، تنفس الزوجين الصعداء وبدءا في رسم خطواتهم الأولى في عهد الزوجية واختارا الإقامة في قرية أحسي ادهن لأنهما لا يأمنان جوار ذوي امريم.

لم يغمض لمحمد محمود ولد الجيلي _(والد امريم) جفن واستنفر نفرا من قومه يقودهم السيد ديدي ولد بوانعامه وهو شخصية معروفة في الأوساط الرسمية والاجتماعية وشمروا عن سواعدهم واجتهدو في تعذيب و إذاء هذين المسكينين واستصدروا استدعاءات عديدة من لدن السلطات القضائية التي يئست من إيجاد وجه قانوني أو شرعي لمتابعة الزوجين ومع مرور الوقت وحدوث تحويلات في صفوف القضاة كان فريق ولد بونعامة ينتهز ذلك في تقديم القضية من جديد، فلم يستطيع الزوجان أن يستقرا ليلة واحدة وقضيا هذه الفترة الطويلة وهما في ذهاب وجيئة دائمين، سعيا على الأقدام بين مرافق الدرك الشرطة و القضاء ، الشيء الذي استنزف القليل الذي يملكه الزوج "محمد" وقد كان آخره بقراته الحلوب التي باعها بثمن تافه ليدفع حصة المحامي الذي خذله بدوره وتخلى عنه في منتصف الطريق و في ظروف لها علاقة بالمآمرة الكبيرة التي تحاك ضده.!

لقد تمكن أهل "امريم" بإرشاد من "ولد بوانعامه" من حبك مشهد جديد والالتفاف على القضية بطريقة أخرى حيث حصلوا على حكم بفسخ الزواج من قاض بمقاطعة أخرى بعيدة عن تراب النزاع (كيفه) وهو الحكم الذي استأنفه الطرف الآخر. إنهما زوجان عقدا العزم على ألا يفترقا، وهما الآن يغيران مكان إقامتهما بكيفه على مدار الساعة خوفا من ترصد وعيون ذوو امريم ، الذين مافتئوا يهدون الرجل بأن يقتل أو يصلب.

إن الذي يمزق القلب ويدقدق المشاعر وتحس اتجاهه بالألم الشديد كما يقول احد الجيران أن تستمع إلى "المطاردة" أمريم وهي تحكي فصول مأساتها، مجهشة بالبكاء، وهي حامل في شهرها السابع. إنها تستنجد لإنقاذ حياتها وحياة جبينها ولا يصغي احد !؟ المجتمع يتسلى بحديثها والوصاية لاهية ومتغاضية!؟.


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!