التاريخ: 20.09.2024  التوقيت:08:47 غرينتش


تاريخ الإضافة : 14.03.2011 22:43:36

كادجاتا: طالبة ضحت من أجل "الثورة والزواج" ونائبة أفحمت الوزراء والساسة

ليس العمل البرلماني إلا محطة في تاريخ "ثوري" امتد لثلاثة عقود (الأخبار-إرشيف)

ليس العمل البرلماني إلا محطة في تاريخ "ثوري" امتد لثلاثة عقود (الأخبار-إرشيف)

كيهيدي (الأخبار) - "الثورية" هي الطابع العام للحياة السياسية للمناضلة اليسارية "السابقة" والبرلمانية الحالية كادجاتا مالك جالو منذ بواكير انخراطها في الحركة الديمقراطية الوطنية، الطبعة الموريتانية من اليسار الأممي، في نهاية السبعينات وهي حينها طالبة في القسم النهائي من الثانوية إلى أيام الناس هذه حيث تعد من الأصوات المعارضة الأكثر جرأة في البرلمان والتي يكفي سؤال واحد منها لإخافة أقوى الوزراء.

وسواء في مسيرتها السياسية أو حتى في المحطات البارزة في حياتها الشخصية فقد ظلت "الثورة" "محرك تاريخ" اليسارية المنحدرة من أسرة منمين/مزارعين في مرابع الفلان بمنطقة امبود جنوب موريتانيا حيث تلتقي حياة الزراعة بحياة الرعي ويلتقي "البيظان" و"لكور".


البداية المحرقة

"من لم تكن بدايته محرقة لم تكن نهايته مشرقة" يقول الصوفيون، ويبدو أن كادجاتا في "سلوكها " طريق الثورة كانت تضع ذلك نصب عينها فحينما دخلت الحركة الوطنية الديمقراطية كانت على يقين أن الثورة مسألة وقت "لذلك لم أهتم بالتفوق في الباكلوريا والحصول على منحة للخارج -مع أن ذلك كان بإمكاني- خوفا من أن تفوتني الثورة" لقد كانت متحمسة للغاية كما تذكر الآن!!

بدل الذهاب للخارج اختارت كادجاتا الالتحاق بالمدرسة العليا للأساتذة عند حصولها على باكلوريا العلوم الطبيعية بالفرنسية حيث درست أربع سنوات (1979-1983) لتتخرج بشهادة الكفاءة في التدريس وتحصل بالفعل على منحة للدراسات العليا وتضحي بها ثانية!! هذه المرة من أجل الزواج، لكنه زواج على الطريقة الثورية، فشريك الحياة المقبل "رفيق" درب تعرفت عليه من أيام النضال الطلابي والارتباط به يعد ثورة على التقاليد لأنه ليس من نفس العائلة ولا حتى من نفس المنطقة (ينحدر من ميدنة بوكي بولاية لبراكنه) ومع ذلك أصرت كادجتا حتى لا تخسر الثورة مرتين!!

كادجتا أبرز الأوجه الإفريقية في حزب اتحاد قوى التقدم، وريث الحركة الوطنية الديمقراطية، أو الحزب الشيوعي الموريتاني أو الكادحين كما عرف "رفاق بدر الدين" عبر تاريخهم، تقول إنها دخلت تنظيم MNDالسري نظرا لموقفه من الهوية "فبعد صدور التعميم 02 عام 79 القاضي بإجبارية تدريس اللغة العربية أضرب التلاميذ الزنوج وكان هناك أزمة بين مكونات الشعب ولأن مثقفي الزنوج منقسمون ما بين التيار القومي الذي يحمل العرب بصورة عامة المسؤولية عن الأمر وبين الحركة الوطنية التي ترى أن النظام يخلق المشكلة وأن القوميين من الطرفين يفاقمونها فقد اخترت هذا الطرح" ولذلك لم تتردد حين "دعاها" أحد "الرفاق الشباب" للانضمام للحركة.

ترى كادجاتا أن مما ساهم في تبنيها لهذا الطرح أنها عاشت في منطقة تشهد تعايشا بين المكونات الموريتانية "فنحن أهل امبود لا نفرق بين بيظاني وفلاني، الجميع يعيشون بمحبة" وترى أنها عاشت هذه التجربة في الخلايا السرية للتنظيم اليساري "فقد كنت في خلية فيها العرب وفيها الأفارقة"

وطوال أكثر من ثلاثين سنة من عمرها ظلت كادجاتا بين الصفوف الأمامية لحملة لواء اليسار الموريتاني فقد كانت بين ممثليه في المؤتمر العام لاتحاد الطلاب والمتدربين الموريتانيين سنة 1982 كما كانت حاملة لوائه في ساحات "رابطة تطوير اللغة البولارية" التي كان ينافس التيارَ القومي الزنجي داخلها، كما ظهرت في عدة محطات سياسية باسمه لعل أبرزها ترشيحها لبلديات 94 ونيابيات 96 عن دائرة الميناء في نواكشوط باسم حزب اتحاد القوى الديمقراطية حين كان "الرفاق" جزء من فسيفساء "حزب ولد داداه"

إلا أن اللافت في تجربة الأستاذة "الكادحة" التي "تتنفس السياسة" هو "تحييدها" لقاعة الدرس فطوال عشرين سنة في التعليم الثانوي (1983-2003) التزمت أستاذة العلوم الطبيعية "حياد عالِم النباتات" وفق تعبير نزار قباني، في علاقتها بمادتها وتلامذتها.


"نجمة" البرلمان

خريجة العمل السري في أول الحركات الموريتانية نشوء تعد اليوم من أكثر السياسيين شهرة فخرجاتها البرلمانية "ومشاكساتها" مع الوزراء يتابعها مشاهدو الحصص البرلمانية في التلفزيون الموريتاني بشغف فخطابتها التي اكتسبتها من تكوينها السياسي غلبت على "حياء وخجل المرأة الفلانية" كما تقول.

كادجاتا التي يجمع الكل على أنها أشهر البرلمانيات الموريتانيات، تجيب حين تسأل عن مقارنتها "بنجوم" البرلمان أمثال بدر الدين "الأب الروحي" لليسار الموريتاني بأن تكوينها وتجربتها اكتسبتهما من "الملعم" بدر الدين فلا مكان لمقارنة التلميذة بمعلمه أما عند سؤالها عن إمكانية تسميتها "نجمة البرلمان" فترد "أنتم من يحدد ذلك"

لكن "كادجاتا" ترى أن سر تميزها البرلماني لا يرجع للخطابة فقط ولكن أيضا لدراسة الملفات التي تريد نقاشها "فنحن نواجه العديد من الملفات سواء كانت قوانين أو شكاوي مواطنين ولكننا نختار من بينها الأهم وندرسه بعناية"

ومع أنها دخلت البرلمان في "كوتا" خصصت للنساء سنة 2006 فهي لا ترى ذلك هبة "بل كان نضالا للمرأة" وتعترف أن الأحزاب ما كانت لتقوم بترشيح كبير للنساء دون هذه الكوتا "لأنها أحزاب رجال" أما عند سؤالها هل تتوقع أن تعود للبرلمان في استحقاقات نهاية العام الجاري فترد "أتوقع ذلك فمن يعرفني الآن أكثر ممن كان يعرفني في 2006"

الناشطة السياسية فيUFP وزوجة الناشط النقابي في CGTM علي با ترى أن كلمة السر في نجاح المرأة في الجمع بين "نون" السياسة و"ضب" البيت هو "تفهم الزوج وتقاسمه مع الزوجة نفس الرؤية" وتتذكر أن كون بيتها كان موئلا لعدد من قريباتها القادمات للعاصمة بهدف الدراسة ساعدها أيضا، وتقدم حصيلة تجربتها كأم في ولدين تخرجا مهندسين "ولكنهما لا يزالان عاطلين عن العمل ككل الشباب الموريتاني" تضيف بلهجة المعارضة الساخرة وثالثهما الطالب في جامعة داكار ورابعتهم التلميذة في الإعدادية.

الفلانية التي اشتهرت في السياسة بلغة مولير لم تشأ أن يكون ذلك على حساب لغتها البولارية فاحتكرت موهبتها الشعرية لهذه اللغة ومعها كتابات أدبية أخرى تنشر في المجلات الناطقة بالبولارية.



Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!