التاريخ: 20.09.2024  التوقيت:09:00 غرينتش


تاريخ الإضافة : 03.04.2011 14:16:03

الشاعر السوداني محب الفاتح: شبهنا بالموريتانيين بلا حدود، واختلافنا مع أهل الجنوب بلا حدود

(تصوير الأخبار )

(تصوير الأخبار )

"الأخبار" التقت الشاعر السوداني محب الدين الفاتح الذي يؤدي زيارة لانواكشوط هذه الأيام ضمن وفد وزارة الثقافة السودانية للمشاركة في أسبوع الثقافة السوداني في موريتاني. وقد أجرينا معه الحوار التالي:

كيف وجدتم موريتانيا؟
محب الدين: وجدناها كما نحب ونهوى ، هي مرآتنا التي وجدنا أنفسنا فيها على أفضل صورة. فالسوداني والموريتاني وجهان لعملة واحدة تهزم الجغرافيا وتعيد كتابة التاريخ.

كيف كنت تتخيلها؟
محب الدين: لأني أحبها، كنت أرسم لها صورة في نفسي وأتخيلها مدينة هادئة رصينة آمنة مطمئنة كما هي.

وكيف لاحظت مظاهر الشبه والاتفاق بين الموريتانيين والسودانيين؟

محب الدين: كثيرة، فالسوداني لا يجد مفاجئة في موريتانيا.
نحس أننا انتقلنا جغرافيا لكن لم ننتقل وجدانيا. فاللهجتان متقاربتان جدا.
وأغلب الديكور في موريتانيا هو المستخدم في السودان من آلات منازل وفي محاضر تدريس القرآن التي نسميها "الخلاوي" وهي مثل المحاظر تماما بشبه كبير، فنحن في السودان ندرس في اللوح ونستخدم في تحضير مداد الدواة التي نسميها "أدواي" الفحم والصمغ.
كما نتشابه في الثياب كثيرا سواء لدى النساء أو الرجال. فالملحفة هي لباس المرأة السودانية غير أنا نطلق عليها اسم "الثوب". كما أنه عندنا عباءة رجالية مفتوحة من الأمام تشبه الدراعة ويلبسها العلماء والمشايخ وأنت لو أبصرتها لن تجد فرقا يذكر بينها مع الدراعة.

كيف هي الدراعة عندك وأنت تلبسها الآن؟
محب الدين: أشعر بالفخر والاعتزاز منذ لبستها، ولما قالوا لي هل ستلبس الدراعة اليوم أو غدا فضلت أن ألبسها اليوم وسعدت بها فورا على جسدي.

كيف السودان بعد الانفصال؟

محب الدين: أصبح بخير، لأنه لم يكن كذلك. فتسمية الشمال والجنوب ليست جغرافية، هناك دولتان وشعبان في الأصل. وبين الشعبين الاختلاف في اللغة وفي الدين والأعراق والمأكل والمشرب والملبس وكل شيء.
فأنا الآن لا أجد أي مشكلة في التواصل معك أنت، أما الجنوبي فيصعب علي التواصل معه لأنه غريب علي وأنا غريب عليه."شبهنا بالموريتانيين بلا حدود، واختلافنا مع أهل الجنوب بلا حدود". وهذا طبيعي: هم قوم وثنيون يعبدون البقر ومنهم مسيحيون أما نحن فمسلمون.
والخمور البلدية محرمة في الشمال حيث لا يقبل "الإنسان السكير" أما في الجنوب فالخمور تمثل وجبة إفطار. هم لا يراعون الأخلاق ونحن مجتمع محافظ. أسماؤهم "ويليام" و"جون" و"سيلفاكير" وأسماؤنا "محمد" و"عمر"

أظن الشاعر روضة الحاج عبرت عن أسفها للانفصال وشيئ من نحو هذا؟

محب الدين: هذا موقف جغرافي سياسي بغرض توحيد موارد السودان، لكن الله جعلنا شعبين مختلفين، وتشبثنا بهذه الوحدة الجغرافية تشبث بتركة الاستعمار الذي جعلنا دولة واحدة حرصا على الموارد. فمقدار ما في الشمال من مساجد مقدار ما في الجنوب من كنائس.
أهل الجنوب أقرب إلى يوغندا والكونجو وساحل العاج والقبائل متداخلة هناك، في حين أهل الشمال أقرب إلى مصر وقبائلنا متداخلة مع القبائل في أريتريا وفي ليبيا والمشرق.

كيف تنظرون لمذكرة الاعتقال الدولية الصادرة العام الماضي؟

محب الدين: لا ننظر لها

وعن ما ذا تعبر؟
محب الدين: تعبر عن الأطماع الغربية، وعن التسلط باسم الشرعية،وأين كانت الشرعية أيام حرب غزة وحرب النيتو في أفغانستان وفي العراق وقتل الأطفال في غزة.
إذا كان هناك تهم بجرائم ضد الإنسانية فيجب أن توجه إلى بوش الذي قتل في العراق حوالي مليون شخص وإلى شريكه البريطاني، وإلى شارون، عمر البشير لم يفعل شيئا يستحق هذه التهم.

عدم استتباب الأمن في دافور والأزمة هناك؟

محب الدين: عدم استتباب الأمن هو بسبب حرب عصابات تمولها إسرائيل وفرنسا تارة تحت أسماء موهومة كحركة العدل والمساواة ولكن الشعب في دار فور مع الحكومة ولا مشكلة معه. فحركة المساواة لا يتجاوز أفرادها 600 شخص.

وما الذي نرى في المحطات التلفزيونية عن الوضع الإنساني؟

محب الدين: الإعلام الغربي يصور معسكرات اللاجئين كأنهم شردوا من عماراتهم وكهرباءهم، والواقع أنهم في حياتهم الطبيعية وأراضيهم الأصلية يعيشون في مساكن مثل تلك من الطين والعريش.
فهم قبائل بدو تفضل المناطق الرعوية، ومتنقلة في الغالب لأن هناك قبائل لا يصدق اسم "العرب الرحل" إلا عليهم، وتكثر المشاكل بين المزارعين والرعاة في منطقة دارفور الرعوية لتذكي الصراع داخل هذه القبائل، وهو صراع معروف في التاريخ بين المزارعين وخصومهم بفعل اعتداء الأغنام على المزارِع. أما المدن بدارفور فتعيش بسلام وفي هدوء كما وضع الخرطوم.
لكن الإعلام يسعر الأمر والغرب وجد هنا فرصة لزرع قنابله والمشاكل بين قبائل بدو دائمة التنقل.
محب الدين: والحقيقة أن هذا مع غيره؛ هو جهد لشل حركة السودان للتنمية، ظهر باكرا لأن الحكومة إسلامية. فاستعانت الحكومة بالدول الشرق آسيوية كالصين في التنقيب عن النفط والموارد ومنحتها رخص عمل على كل متر مربع في السودان وأصبح ذلك بمثابة عقود البيع، فلن تجد أمريكا أي موطئ قدم فاضي أبدا ولا متر اللهم إلا في دولة أخرى.

أين سيكون السودان من موجة الثورة العربية؟
محب الدين: مستقر وكل الثورات التي حدثت لحد الآن تصب في صالحه وصالح الراهن العربي. فالثورة المصرية لها انعكاس إيجابي كبير على السودان فلم يكن بين النظام المصري السابق والسودان أي مودة لمولاته لأمريكا. لأن الرئيس المصري السابق كان بمثابة الشرطي الأمركي في المنطقة ويلاحظ أن أول زيارة لمسؤول مصري كبير بعد ثورة 25 يناير كانت للسودان في زيارة رئيس الوزراء الجديد.
وكل ماحصل لحد الآن لصالح السودان.




Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!