التاريخ: 21.09.2024  التوقيت:20:12 غرينتش


تاريخ الإضافة : 21.05.2008 13:12:08

سيدي ولد الشيخ عبد الله والإسلاميون .. صراع القوامة والإعراب !!!

إسلكو ولد ابهاه bisselkou@yahoo.com

إسلكو ولد ابهاه [email protected]

وأخيرا فعلها الإسلاميون ... أخيرا حسم القوم أمرهم ، فغادروا مرابعهم التي ألفوا كثيرا ومواقعهم التي خبروا طويلا ( بين ظهراني إخوانهم من أبناء المعارضة ) وغدوا جزءا من الموالات وشطرا من النظام و"المخزن" ، ولم يعد بوسع "ولد منصور" ورفاقه اليوم أكثر من المرور علي الديار وتقبيل (ذا الجدار وذا الجدارا)، وما حب الديار شغفن قلب "ابن منصور" – ربما – ولكن حب من سكن الديارا ، يردد قول عنترة بن شداد : هل غادر الشعراء من متردم أم هل عرفت الدار بعد توهم .
ولا أخاله سيلجئ صاحبيه (أحمد وصالحا ) إلي أن يرددا مع القائل(ما باله لا يرحم كأنه لا يعلم إن مر نحو بيتنا يمضي ولا يسلم ...... ) ، إذ أن أواصر العمل والتنسيق والتفاهم التي بنيت علي مدي سنين عديدة لا يمكن لعقدها أن ينفرط ( بين عشية وضحاها ) "كأن لم تغن بالأمس " ، وقديما قيل بأن الحب " ليس إلا للحبيب الأول " .
لقد أحدث القرار الذي أتخذه "ولد منصور" ورفاقه ضجة إعلامية غير مسبوقة وحراكا سياسيا محموما ، يذكر بأيام قرار دعم هيداله في العام 2003م أو قرار دعم ولد حننا أو ولد داداه في شوطي الانتخابات الرئاسية الماضية ( لفا ونشرا ) وهكذا غدت المواقع الالكترونية والجرائد والمجلات – من جديد – ساحة نزال سياسي وعراك فكري محموم ، خصوصا بين قطبي المعارضة السابق والحالي ( حزب التكتل وحزب تواصل ) وكأن لسان حال أنصار التكتل في تلك المعركة يقول: (إن كنت أزمعت الفراق فإنما زمت ركابكم بليل مظلم ) أو قول الآخر : ( يوم كنا ولا تسل كيف كنا نتهادى من الهوى ما نشاء )
بينما لسان حال أنصار التواصل يردد مع المتنبي: ( ولكني حسدت علي حياتي وما خير الحياة بلا سرور)
أو قول شوقي رحمه الله : (سلوا تاريخنا وسلوا "علي" الم يملأ بنا الدنيا دويا ).
وكعادة أهل السياسة كتابا ومحللين ، بدت المواقف والآراء متفاوتة متباينة كتباين مواقف أصحابها وما بين رأي السيد "محمد فال ولد عمير" في تقدمي الذي رأي (أن من الإيجابي دخول الإسلاميين إلي الحكومة ..... وأن وجودهم سيعزز دور الإصلاح ) إلي رأي "محمد عبدا لله ولد يب" الذي رأي (أن من ما يندي له الجبين ، وتذرف له الدموع حزنا أن يشارك الإسلاميون في الأغلبية الداعمة لرئيس الجمهورية) بين هذا وذاك إذا تتناثر المواقف والاتجاهات ( تمجد وتخون ، تتفهم وتعترض ، تستغرب وتتوقع ) بيد أن كل أولئك الذين كتبوا في الموضوع – أو علي الأقل ممن قرأت لهم – ظلوا علي الدوام يعربون كلمة " الإسلاميون " علي أنها جمع "مذكر " "سالم " في محل رفع "فاعل" ، فهل كان ذاك بالفعل هو الإعراب الصحيح للكلمة ، أو علي الأدق ألا يمكن أن يكون ثمة إعراب أخر ، ألا يمكن أن يكون الفاعل غير ذلك خصوصا وأن ابن مالك قرر قديما أنه " بعد فعل فاعل فإن ظهر فهو وإلا فضمير استتر " ، وذا ما قدر لنا أن نعثر علي فاعل غير الاسم السابق "ظاهرا كان أو مستترا " فكيف سيكون إعراب " الإسلاميون " أو " الإسلاميين " كاسم منصوب علي خلاف الأصل ؟ الم تري الرجل نفسه يقرر أنه : " قد يجاء بخلاف الأصل وقد يجي المفعول قبل الفعل " ألا يمكن أن يكون للكلمة – في نفس الوقت أكثر من وجه إعراب ) إعراب وفق المدرسة المصرية مثلا ....... وأخر وفق المدرسة المغربية أو المغاربية ؟ .
لنقلب الأمر علي وجوهه المختلفة ......
الفعل لازم أم متعــــــــــــــــد ...... ؟
دعونا نفترض – جدلا – أن فعل "شارك " فعل متعد إن لم يكن لغة فسياسة ، وأنه من الأفعال التي تتطلب أكثر من مفعولين علي شاكلة (علم ، رأى ....) ، لكن ذلك يجعلنا نتساءل عن الهمزة التي تحول الفاعل في العادة إلي المفعول الثالث للفعل ..... أو علي الأقل – ليستقيم لنا الطرح – أين هي الهاء غير المصدرية التي يمكن أن نلحقها بالفعل ليستقيم التعدي خصوصا وأن " (علامة الفعل المعدي أن تصل "ها" غير مصدرية به نحو "عمل ") ..... وإذا ما فرغنا من معركة المفعول به فهل لنا أن نتصور فعلا بأكثر من فاعل ..... لنعد قليلا إلي الوراء بحثا عن " الهمزة " و " الهاء " و"الفاعل الثاني " أو " الثالث " لفعل "شارك " ..... وإذا ما كانت ثمة أشياء أخري يمكن العثور عليها ......!!.
حينما تسلم السيد "سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله " مقاليد السلطة في البلاد قبل أزيد من "عام" برأي البعض أو " سنة " برأي البعض الآخر ، كان من الواضح أن ما قدمه من تبريرات واهية لسبب انتصاره وفوزه برئاسة الجمهورية لا يمكن أن ينطلي علي أحد إذ بزات العسكر الذين حملوه علي الرؤوس والأعناق وجيوب زمرة الفساد التي فدته بالغالي والنفيس مما تملك و ما لا تملك كلها معالم شاخصة كمعلم بارز لدعم الرجل والوقوف صفا واحدا خلفه ، ويومها طرح سؤال كبير عما إذا كان بإمكان الرجل أن يكمل عامه الأول أم أن التشوهات التي ولدت معه من نوع التشوهات التي يعطي الأطباء عادة توقعات بان عمر صاحبها يمتد ما بين الخمسة والعشرة أشهر لعام علي أكثر تقدير ... خصوصا وأنها تشوهات في "الدماغ" و"القلب" و "العمود الفقري" إذ الرجل من خلفه العسكر ومن أمامه شاب متحمس متقد خصم عنيد يمسك بمقاليد العديد من الأمور السياسية في يديه بحكم الصلاحيات المسندة إليه وبحكم قوته الانتخابية المفاجأة التي ظهر بها في الشوط الأول من الانتخابات الرئاسية ، بل والرجل محاصر حتي بيته .... ونفوذ ربة البيت المتعاظم أو ضح من أن يكتب عنه أو يفصل فيه .....
لكنا ومع نهاية الخمس الأول من فترة مأمورية الرجل نلحظ أمورا لا ندري أهي امتداد للتشوهات الخلقية التي ولدت مع "مولودنا" أم أهي غير ذلك ، أم هي – حتى – إرهاصات الحبو وعلامات (نبات المضاحك الأولي ) ، علي عادة الرضع الطبيعيين في هذ الوقت من العمر ..... ما رأيكم لو طرحنا الأمر علي شكل تساؤلات مبسطة ....؟
أبدي الوليد الجديد خلال عام ”رضاعته " الأول سلوكا وتصرفات يمكن أن تقرأ علي أكثر من وجه في تعامله مع وزيره الأول المنتهية مأموريته السيد " الزين ولد زيدان " فقد :
*- منحه بادئ الأمر صلا حيات واسعة ، وأجتهد في جمع كرات عدة ورماها بملعبه ، وجمع من المفاتيح ما تيسر وأعطاه ذلك كله ..... لكن للعملية وجها آخر ... فقد أغري "الزين " بأن يخرج للملء – أثناء أزمة الأسعار في نوفمبر الماضي – ليقول أن ليس بالإمكان أحسن مما كان وأن كل شي علي ما يرام – وبالأرقام الموثقة التي لا تدع مجالا للشك ! ، لكن " سيدي " كان له رأي أخر غير رأي الزين " الزين " فاستبشر الناس بحديثه وتفهمه لماسات الفقراء وأوضاعهم المعيشية الصعبة بقدر عدم تفهمهم وسخطهم علي الزين " غير الزين " هذه المرة !- في وجه المتظاهرين علي الأقل – فهل كان ذالك مجرد صدفة أم أنه (شعر ما غاب عنه ابن ابي قحافة)
*- خلال أزيد من عام من العمل في مكتب الوزير الأول ، لم يقدر "للزين ولد زيدان" أن يقوم بزيارة لأي من ولايات الوطن الداخلية – بما في ذلك مقاطعة الطينطان – التي غمرتها مياه الأمطار وشردت أهلها وساكنيها وغدت كعبة حج إليها جميع السياسيين والطامحين والطامعين ، وبالطبع كان في مقدمة الواصلين "رضيعنا" موضوع الحديث ، مستعرضا جهوده ، ومتفهما ظروف مواطنيه وحاجاتهم في مشاهد مصورة – تصويرا غير بريء – عرضت علي الملء أكثر من مرة وفي أوقات متفاوتة من الليل والنهار .....
ورغم الزيارات الخارجية المتكررة ، المغطاة إعلاميا للسيد "سيدي ولد الشيخ عبد الله" فإن السيد "ولد زيدان" رضي من ذلك بزيارة لباريس وأخري لبيروت في ظروف أبلغ ما تكون في الدقة والتعقيد ، ونشك إن كان إسنادها إليه تكليفا أم تشريفا ، أم غير ذلك كله ....!!!.
فأيهما بربك أحق وأولي بالزيارات الخارجية والداخلية المغطاة إعلاميا .... "كهل" يفترض أنه يعيش محطة عمره السياسية الأخيرة أم شاب متحمس متوثب يفترض أنه في محطة عمره السياسية الأولي ...فهل هي الصدف أم أن في الأمر غير ذلك ؟.
• - أثير لغط إعلامي هائل متناثر ومتصاعد حول العديد من مسلكيات السيد "الزين ولد زيدان" وتصرفاته حيال التعيينات التي تمت خلال السنة المنصرمة ، وحيال التعامل مع المال العام وخصوصا من خلال منح الصفقات والرخص والمناقصات ، ولم يبدو أن مؤسسة الرئاسة علي علم بالموضوع أو كأنها لا تريد أن تكون علي علم ، فلم تحرك ساكنا ولم تعترض علي تعيين أو تغيير فهل كان ذلك عن وعي وقصد وخزاعة " أذل وأقل " أم أن في الأمر غير ذلك ؟!! .
• حظيت "حجة " (آل الشيخ عبد الله ) بزخم إعلامي كبير وأجتهد مصوروا التلفزيون الوطني في إظهار السيدين الأولين في كل المناسك وغير المناسك لكن "عمرة الزين " اليتيمة في رمضان قبل ذلك لم تكن كذلك ، وقد حدثني من أثق به ممن له صله بالقوم أن "سيد " طلب من الزين يومها أن يؤجل العمرة فإن لم يستطع فآلتكن شخصية بحتة بعيدة عن كل مراسم أو رسميات ، وبعيدة كذلك عن أي لقاء بمسئولين سعوديين ، وبرر له الأمر قائلا : (نحن علي أبواب زيارة رسمية للملكة بعد شهرين من الآن ، وقد أبلغوا بذلك رسميا ، فليس من اللائق أن نرهقهم الآن بزيارة أخري .....! ) وبحسب المصدر نفسه فان حفل عشاء المجاملة الذي أقامة الملك عبد الله ملك المملكة العربية السعودية علي شرف رؤساء ووزراء بعض الدول الإسلامية ممن حضروا لأداء العمرة وحضره الزين لم يكن محل ترحيب ولا تفهم السيد سيدي رغم أنه كان لقاء مجاملة صرف !! فهل كان الأمر مرة أخري مجرة صدفة أم أنه غير ذلك ...........!! .
• دعونا –الآن- من موضوع "الزين " ، ودعونا نتأمل مجموعة الوزراء " المخضرمين" ، ولنخرج وزراء مسعود وغيرهم من وزراء الأحزاب الذين جددت لهم أحزابهم الثقة ، وبنظرة سريعة سنري ( نبغوها ، محمد محمود ، الرايس ، حم فزاز ، فطمة بنت خطري.... ) فما الذي يجمع هولاء السادة الوزراء ...... قد يقول قائل بأن ما يجمعهم هو أنهم "وزراء سيدي " بما في ذلك السيدة نبغوه "المحررة من الزين " ، وقد يقول أخر بأنهم الوزراء غير المعينون من طرف جنرالي الجيش .... وقد يقول أخر بأنهم أو أن منهم من كان من أحسن الوزراء المنصرفين أداء فمن قرر ذلك ، ومن قرر أن عليهم البقاء في الحكومة الجديدة ... أهي خت ، أهو ولد عبد الغزيز أهو ولد الواقف أم أنه سيدي نفسه ..... وإذا ما كان الأمر كذلك فهل هي الصدفة أم أنها بالفعل المحاولة الجادة الأولي "للحبو" بل وارها صات الطفل التي تغشاه حين تبدأ " سنه " الأولي في الظهور والخروج .....!!
• غير بعيد عن " الوزراء المخضرمين " يبرز جليا اسم ولد الواقف !! الرجل الذي تدرج – وبسرعة البرق – من مسئول الباصات رقم2 في حملة " سيدي " الي وزير أول مرورا بوزير أمين عام للحكومة ومسئولا عن ملف المبعدين ورئيسا للعديد من اللجان ثم رئيسا لحزب " عادل " فمن بوأه هذه المقامات كلها ؟ أهو رجل العسكر الثاني أم أنه خليفة " سيد المرتقب " ، لم هذ الحزم والعزم في تعيينه ساعات – إن لم تكن دقائق – بعد استقالة أو إقالة " الزين ولد زيدان " ..... ؟
يجمع العديد من أهل السياسة علي أن الرجل من أقرب المقربين من سيده وولي نعمته "سيدي" وأن بين الرجلين صلة ومودة فهل يعقل أن "سيد" وحده أو بمساعدة غيره هو من عين ولد الواقف وزيرا أولا ...... تأكد أنه إذا ما كان الجواب ب " نعم " فإن مساحة الصدفة أو مساحة الشك وعلامات الاستفهام احدي المساحتين حتما ستزيد وتكبر علي حساب الأخرى ....
*- أستأذن في أن أجمع كل علامات التعجب والاستفهام التي سطرتها في هذا المقال لأضعها مجتمعة ومعها "مثليها " أمام التعيينات الأخيرة في المؤسسة العسكرية ، لقد فهمنا – بكل بساطة – التعيينات العسكرية الماضية التي تمت – دفعة واحدة – وراح ضحيتها العديد من كبار الضباط ممن يمكن أو يتوقع أن يشكلوا خطرا في يوم من الأيام علي جنرالي العسكر القويين ، بل وحتى إقصاء العقيد "ولد بوبكر " ورميه بعيدا بين "خنشات" القمح و"براميل الزيت " في صورة تذكرنا بمصير ضباط الجيش الذين تخلص منهم ولد الطائع خلال سنوات حكمه الأولي ، بل وحتى ترفيع الرجلين الي رتبة "جنرال " كل ذلك لم نبذل جهدا كبيرا لفهمه لكن أن يعين ولد الغزواني فجأة علي قيادة الأركان ويبقي علي ابن عمه وخليله " المدني " علي رأس وزارة الدفاع فذالك أمر يستحق التأمل .... ولن يزيد الأمر وضوحا علاقة الوزير بإدارة الشؤون السياسية والحريات العامة بوزارة الداخلية !(لاحظ أن السيد ولد الغزوان وخلال اسبوع من تعيينه نفذ حركة تعيينات وتغييرات واسعة النطاق داخل المؤسسة العسكرية وقد شملت التغييرات أزيد من خمسة عقداء من أهم ضباط الجيش الوطني ، وقد غيبت السفارات الخارجية من جديد أزيد من ضابط ....!!
فهل في الأمر تدبير وتخطيط أم أنه مجرد الصدف أو القضاء والقدر علي الأصح ..... !!
لئن لم نجد جوابا لهذ السؤال فلا أقل من أن نجد منه مدخلا لأسباب ضم أو استدراج أو مشاركة الإسلاميين في حكومة " ولد الواقف " مربط الفرس ومحور سؤال الفاعل والمفعول !!
- خلال الفترة المنصرمة من ولاية "سيدي" أظهر الرجل انجذابا ملحوظا واهتماما واضحا بالتيار الإسلامي الخارج يومها – للتو- من معركة انتخابية شرسة لم يتحصل فيها علي ما توقعه له العديد من أنصاره ، لكن ذلك لم ينقص من شأن القوم لدي " السيد الرئيس" – علي ما يبدو - ... ورغم أن تردد الرجل المبكر علي الجامع السعودي وحضوره الجمع مع الإمام شأن داخلي وسلوك فردي ، إلا أن تصرفات السادة والساسة دائما ما تكون محل اهتمام ومتابعة العامة كونها تعطي مؤشرات وتبعث برسائل ، وكهذا بادر الإسلاميون بالترحيب و" التطبيل " أو الإستبتشار خيرا بتلك الصلاة ، واعتبروها هي الأصل وما سواها الشذوذ ، ولم ينقض شهر علي دخول الرجل مباني القصر الرمادي حتى كان يستقبل قيادات الإسلاميين فرادي وجماعات ... طورا ضمن المعارضة ووفودها وطورا أخر منفردين تحت أغطية ومبررات متعددة ..... ورغم تأخر صدور وصل الاعتراف بالحزب الإسلامي – نسبيا – فإن أيا من القيادات الإسلامية لم يساورها يوما شك في أن الأمر مجرد قضية وقت وإخراج كل ذلك رغم موقفهم القوي وتعسكرهم السريع خلف السيد صالح ولد حننا في الشوط الأول والسيد أحمد ولد داداه في الشوط الثاني من الانتخابات الرئاسية "حين بلغت القلوب الحناجر ، وظن الرجل بالعسكر الظنونا ) ، ورغم أن القوم ظلوا مستمرين في معارضتهم القوية و"الناصحة " كما يقولون للرجل وسياساته المختلفة ، فإنه ومع الوقت وجد اثنان من المع القيادات الإسلامية الشابة طريقهما الي التعيين في الوزارة الأولي ووزارة التعليم ، ويتعلق الأمر بكل من ( عبدوتي ولد عالي والصوفي ولد الشيباني ) وغير بعيد – بعد ذلك – كانت لجنة الصفقات تستقبل "العقل الإسلامي " الشاب محفوظ ولد ابات ، فيما كان القيادي الراديكالي الإسلامي محمد غلام ولد الحاج الشيخ علي موعد مع ترخيص لرباطه الوطني لمكافحة التطبيع والاختراق الصهيوني بعد سنوات من الحرمان والتضييق والمطاردة .....
- رغم حساسية الحديث – عادة – علي الساسة في موضوع العلاقات المشينة المهينة مع الدولة العبرية المغتصبة لما يثيره ذلك من سخط وغضب الدول الغربية ، ورغم حاجة الدولة الموريتانية وهشاشة نظامها الجديد فإن الرجل لم يجد غضاضة في تكرير عزمه عرض تلك العلاقات علي الشعب الموريتاني واستفتاءه فيها ليتجرأ وزيره الأول ويقول إن نواب حزبه سيصوتون لقطع تلك العلاقة متي ما عرضها عليهم الرئيس.
بيد أن الأكثر إثارة للجدل في الموضوع هو الطريقة التي تعامل بها السيد " ولد منصور " في مفاوضاته مع ولد الواقف ساعات قبل إعلان تشكلة الحكومة الجديدة ، والثقة الزائدة التي طبعت سلوك الرجل في تعامله مع الوزير الأول المعين ، لقد حاول "ولد الواقف " أن يطبق علي " ولد منصور" قواعد كان قد أعلن أن توزيع الوزراء سيكون علي أساسها وأجتمع بجميل أكثر من مرة ، وإن كنا لا نعرف بالضبط ما الذي دار بين الرجلين في لقاءاتهما المغلقة ، فإن من المرجح أن " ولد منصور " لم يعجبه طرح " ولد الواقف" فخرج مسرعا – ومباشرة !- نحو القصر الرئاسي ... ويمضي الوقت سريعا.... اجتماع مغلق بين سيدي وجميل .... فاستدعاء ولد الواقف الي القصر فرجوعه "مقتنعا" بطرح جميل الذي يبدو أن الأمر حسم لصالحه بعد أن أصر "السيد الرئيس" علي دخول أنصار "جميل " الي الحكومة حتي ولو كلف ذلك وزارتين من أهم الوزارات وأكثرها حساسية لاحظ أن الحزب الجمهوري صاحب الكعب العالية في الموالاة ، ويفوق عدد نوابه في البرلمان عدد نواب تواصل لم يحظ إلا بوزارة يتيمة لا تسمن ولا تغني من جوع ، وبعد ذلك كله يطالعنا " جميل " بأنه غير راض عن حصته في الحكومة الجديدة ، ويسرب لنا موقع " ألأخبار" (العليم) أن ثمة تعهدات للإسلاميين"خارج الحكومة " وممن تلك التعهدات ....؟ بالطبع من رئاسة الجمهورية !!
مسكين ولد الواقف!! قاس حزب تواصل علي الحزب الجمهوري لتشابه بين الحزبين في مقاعد البرلمان التي أعلن أن محاصصة الحكومة ستكون علي أساسها فهل هو المفعول الثاني أو الثالث لفعل " شارك " أم أنه التنازع في العمل والاختصاص وقديما قيل : (إن عاملان اقتضيا في اسم عمل قبل فللواحد منهما العمل ) أم أن الرجل ليس سوي ضمير الحق بالمفعول ....حينها جزما سيختلف الإعراب ...والعرب إن زادت حرفا زادت معني ....
لنفترض جدلا أن "السيد الرئيس" مهتم بدخول الإسلاميين إلي الحكومة لهذه الدرجة .... لكننا نساءل ما الذي يدفعه لذلك ..... لم الهرولة خلف تيار لا يمتلك سوي نواب يعدون علي الأصابع في البرلمان والرجل تدعمه اليوم قرابة ال80% من نواب البرلمان ولا تزال أمامه 80% من فترة مأموريته ... مرة أخري لنعد للحدس والتحليل .....
لقد خبر الإسلاميون وخصوصا – خلال سنوات حكم ولد الطائع الأخيرة – وسنوات حكم المجلس العسكري دروب شتي وميادين عدة ، كما اكتسبوا قدرات هائلة علي التعبئة والتهيئة والتحفيز واستطاعوا بفعل تراكمات عدة أن يسيطروا علي معظم النقابات الهامة الفاعلة في المجتمع وهيئات المجتمع المدني ، وهكذا يسيطر الإسلاميون اليوم علي نقابات الأطباء والتعليم العالي والثانوي وتجار قطع غيار السيارات والملابس ويمتلكون كونفدرالية عمالية كبيرة ، بل حتى طلاب الجامعة يسيطرون عليهم من خلال الاتحاد الوطني لطلبة موريتانيا الذي أصبح اليوم يمتلك العديد من الفروع والأقسام في إفريقيا أوربا وآسيا ، وإلي جانب ذلك كله كسب الإسلاميون خبرات متقدمة في مجال الإعلام "فرخت " مواقع الراية والإصلاح والوسطيون وموقع الشيح محمد الحسن ولد الددو والأخبار ... والعديد من الجرائد والمجلات ، وفي مجالات المجتمع المدني يملك الإسلاميون عشرات جمعيات النفع العام والعمل الخيري و الإنساني ( جمعية حماية المستهلك ، الرباط الوطني ، جمعية حماية اللغة العربية ، اللجنة النسوية ، وجمعية إعاثة المرضي والمعاقين ...الخ.. ) والأهم من هذ كله آلاف الأنصار المجندين المثقفين المؤمنين بمبدأ الطاعة في المعروف ، يحتسبون الأجر فيما يفعلون .
لقد استطاع الإسلاميون خلال سنوات الكر والفر مع "ولد الطائع " بناء العديد من العلاقات مع منظمات حقوق الإنسان وهيئات المجتمع المدني في الدول الأوربية وكذلك في المشرق عموما ودول الخيلج العربي خصوصا ......... فهل يحتاج رئيس "بمواصفات " " سيدي " لدعم مجموعة سياسية "بمواصفات" "الإسلاميين " ، إذا ما كان الجواب كذلك فهل يستحق ذلك كل تلك التضحيات والتنازلات التي قدم الرجل " المسكين " !!؟؟ .
- عام انقضي من حكم سيدي قدر له فيه أن يتخلص من خصم سياسي عنيد كان بإمكانه أن يخطف الأضواء ، ويجعل من نفسه محور دائرة الضوء وقلب صناعة الحدث السياسي لكن ذلك ما لم يقع – صدفة أو تدبيرا- .
- عام انقضي من حكم سيدي ولم يبق حوله من المجلس العسكري الذي حمله الي القصر الرئاسي غير جنرالين ، لكنهما جنرالين قويين – إن لم يكونا قد أصبحا جنرالا وجنرالا!!.
- عام انقضي وسيدي اليوم مدعوم ومحاط بثلاث رجال "أشداء" ومستقلين ( مسعود ، مولود ، جميل ) وقطعا يمتلك الثلاثة قرارا مستقلا عن الجنرالين ، ووزيرا أول وبعض الوزراء الدائرين في فلكه ،...... فهل كان الإسلاميون – يا تري - يعون ويقصدون كل هذه التحولات وهم يتخذون قرارهم "المثير" بالمشاركة في الحكومة ، أم أن هذا هو ما عناه "ولد منصور" في مقاربته "التيمية" التي برر بها شرعية دخول الحكومة معلنا أن حزبه قرر الاصطفاف إلي جانب فريق إصلاح في رئاسة الدولة يصارع للبقاء والثبات ...... إذا كان الأمر كذلك فهل يعني ذلك أننا بصدد الحصول علي الهمزة التي تصير الفاعل مفعولا ثالثا والهاء غير المصدرية ، وهل نحن بصدد معرفة كم مفعولا يتطلب فعل "شارك " والأهم كم فاعلا ..؟؟!.
- وأخيرا هل يعني هذا كله أن الذين ذهبوا لإعراب كلمة "الإسلاميون"علي أنها "جمع" "مذكر" "سالم" "فاعل" كانوا علي صواب أم أن ثمة أوجها أخري للأعراب يحتملها سياق النص وتشهد لها بعض الشواهد والقرائن ....
- أنا لست – في هذ المقال - معنيا إن كان الإسلاميون ربحوا أم خسروا من عملية المشاركة هذه بقدر ما أنا معني بإعراب تلك الكلمة المحيرة إعرابا سياسيا واضحا يتماشي وقواعد النص ...
- دعونا ننتظر عاما أخر لنري إن كان ثمة عامل عمل عمل فعله ولنتبين الفاعل من المفعول ....والمفعول الأول من الثاني ...... فغدا تنجلي الأمور وتتضح الصور .............. وإن غدا لناظره لقريب .


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!