التاريخ: 21.09.2024  التوقيت:20:01 غرينتش


تاريخ الإضافة : 17.04.2011 16:01:40

الجمهور الرياضي.. ولع بالغريب وهجران للقريب

جمهور عريض يتابع مبارات في قاعة أحد المقاهي التي تقدم هذه الخدمة  (الأخبار)

جمهور عريض يتابع مبارات في قاعة أحد المقاهي التي تقدم هذه الخدمة (الأخبار)

نواكشوط(الأخبار)-"أبدا ..أبدا لم أهتمٌ يوما بالرياضة الوطنية، ولن أهتم ما دام الحال الرياضي على ما هو عليه، من ضعف في المستوي الفني للمنتخب والأندية الوطنية، وتفش لشتى أنواع الفساد في الجسم الرياضي..،الرياضة الوطنية فقدت ثقة الجمهور بها.."

بهذه الكلمات عبٌر "عبدو ولد محم" (تاجر ومشجع لنادي برشلونة الأسباني) عن عدم اهتمامه بالشأن الرياضي المحلي، ومعللا ذلك بقوله "إننا كجمهور رياضي نريد أن نشجٌع من يقدم لنا الأفراح والمسرات، لا من يجلب لنا المذمة والعار بهزائم قياسية تذكٌر بعهد ما قبل"الأوفسايد"..


عبدو ولد محم أ اختار مثل آلاف الشباب أن يتابعوا الرياضة الأجنبية لما تحمله من متعة (الأخبار)

عبدو ولد محم أ اختار مثل آلاف الشباب أن يتابعوا الرياضة الأجنبية لما تحمله من متعة (الأخبار)

"عبدو" مثال للآلاف من الشباب ممن فقدوا الأمل في الرياضة الوطنية، واختاروا "أن يولوا وجوههم شطر" من يقدم لهم "المتعة الرياضية والأداء الكروي الراقي" كما يقولون.

ويري الكثير من المهتمين بالشأن الرياضي أن ظاهرة "العزوف عن التشجيع الرياضي المحلي" من أبرز الأخطار التي تواجه الرياضة الوطنية، لما لهذه الظاهرة من انعكاسات سلبية على الرياضيين والمجال الرياضي ككل.

وذلك لكون "المتلقي" الرياضي وجد ضالته فيما يقدٌمه الإعلام الرياضي العربي والعالمي، فلم يعد يعير أي اهتمام للرياضة الوطنية، وهذا ما يجعل "الرياضيين في واد" و"الجمهور في واد آخر"، وبين الواديين يضيع مستقبل الرياضة الوطنية وسط عجز تام من الدولة- كما يقول كثيرون- في إنقاذ هذا القطاع الهام.


الهجران "المشروع"..


 أحمد تقر المعلق الرياضي لبطولة تيكماطين الرمضانية يشجع نادي ريال مدريد الاسباني ولو كان خصمه منتخب المرابطون (الأخبار)

أحمد تقر المعلق الرياضي لبطولة تيكماطين الرمضانية يشجع نادي ريال مدريد الاسباني ولو كان خصمه منتخب المرابطون (الأخبار)

"أحمد تغر" المعلق الرياضي لبطولة "تكماطين" الرمضانية، مدريدي الانتماء الرياضي ولا يجد غضاضة في القول أنه يشجع "الريال" إلى الأبد، حتى ولو كان الخصم منتخب "المرابطون"..، ولا يرى ذلك طعنا في وطنيته، فيقول "أنا على أتم الاستعداد للموت دفاعا عن وطني.. لكن في المجال الرياضي لا يمكن أن أكون نصيرا ومشجعا لفريق أعرف مسبقا أنه سيهزم.. وفوزه مستحيل لا يمكن تخيله.."

أما الطالب الجامعي "محمد الكنتي" فيرى أن "الرياضيين الوطنيين رغم إخفاقاتهم الكثيرة يحتاجون لمن يقف معهم ويساندهم، فهم لا يتحملون المسؤولية عن الواقع المزري الذي تعيشه الرياضة الوطنية..، من يتحمل المسؤولية هو الاتحاديات الرياضية" كما يقول.

ولا يجد "الكنتي" غرابة في هجران الشباب للشأن الرياضي المحلي وعدم اكتراثهم بالدوري الوطني ،لأنه -كما يقول- "دوري غير مقنع، ولا يقدم ما يجذب إليه الجمهور، فضلا عن انعدام النقل التلفزيوني له".


يرى محمد الكنتي أن الرياضيين الوطنيين رغم إخفاقاتهم الكثيرة يحتاجون لمن يقف معهم ويساندهم (الأخبار)

يرى محمد الكنتي أن الرياضيين الوطنيين رغم إخفاقاتهم الكثيرة يحتاجون لمن يقف معهم ويساندهم (الأخبار)

يعلق ""تغر" ساخرا على هذه النقطة "هو الدوري الوحيد في العالم الذي لا ينقل على شاشة التلفاز".

ويضيف "هذا فضلا عن كون الموجود من البني التحتية الرياضية على قلته متهالك ، ولا يشجع على التواجد في المدرجات للمشاهدة عن قرب، لمن هو على استعداد لمتابعة هذا الدوري الجاف".


الكل مجمع على أن المشكل الرياضي لا يتمثٌل في ندرة المواهب بل في غياب من يكتشفها ويعتني بها، إضافة إلى غياب الدعم المادي للاٌعبين،" أيعقل أن يكون اللاعب يعيش وضعا ماديا مزريا، ونطلب منه تقديم أداء رياضي متميزا؟!!" يتساءل "تغر".


ويطالب الإعلام المستقل بالتركيز على الشأن الرياضي و "كشف مستوره"، لأن الاتحادات الرياضية - كما يقول – "ما هي إلا بؤر للفساد والمفسدين".


ويناشد "الشباب بالتحرك العاجل للضغط على السلطات، من خلال إنشاء رابطات للمشجعين تتولي مسؤولية تنظيم اعتصامات سلمية، وبالتنسيق مع الرياضيين أنفسهم، من أجل إصلاح القطاع الرياضي الذي يعيش وضعا كارثيٌا" على حد وصفه.


ما ذنب الجمهور


محمد ولد اندح مشرف منتدي كورة الرياضي يرى أن الاهتمام الإعلامي بالرياضة لا يزال دون المستوى المأمول (الآخبار)

محمد ولد اندح مشرف منتدي كورة الرياضي يرى أن الاهتمام الإعلامي بالرياضة لا يزال دون المستوى المأمول (الآخبار)

محمد أندح الصحفي الرياضي والمشرف العام على موقع "كوورة موريتانية" يرى أن "الاهتمام الإعلامي بالرياضة في بلادنا لا يزال دون المستوى المأمول، وإن كان ذلك لا يمنع من القول أنه بدأ يسير في الاتجاه الصحيح، مع الأخذ على وسائل الإعلام العمومية تقصيرها الواضح في هذا الإطار، خاصة إذا ما نظرنا - كما يقول- إلى الإمكانيات الكبيرة التي تملكها، والتي كان يمكن أن تسخر جزءا يسيرا منها لتوفير تغطية مقبولة للأنشطة الرياضية وخاصة البطولات الكروية المهمة."


"ولد أندح" لا يرى غرابة في هذا الشغف الشبابي بــ"الرياضة العالمية وتحديدا كرة القدم (التي)تفرض نفسها بقوة على الجماهير في كل أرجاء العالم، وخاصة في ظل التسويق الإعلامي الناجح لهذه البطولات على مستوى أغلب القارات وبالأخص في منطقتنا العربية".


إلا أن " هذا الاهتمام بكرة القدم العالمية لا يتناقض مع الاهتمام بكرة القدم الوطنية – على حد قوله - ، بل لعله يشجع على الاهتمام بها ويبعث في النفوس نوعا من الغيرة عليها، فالشخص الرياضي المتابع لكرة القدم الأوروبية مثلا لا يملك وهو يرى المستوى الكبير الذي وصلت إليه هذه اللعبة في أوروبا وفي بعض الدول الأفريقية كذلك، إلا أن يشعر بالغيرة على المستوى الضعيف الذي ما زالت ترزح تحته كرة القدم الموريتانية، وهنا سوف يتولد بشكل تلقائي لدى كل شخص شعور بالرغبة في المساهمة في تغيير هذا الواقع إلى ما هو أحسن".


ويوجه "محمد" دعوة إلى رجال الأعمال" أن يهتموا بالقطاع الرياضي وأن يستثمروا في كرة القدم، وفي حال حصول ذلك مع تأمين نقل تلفزيوني للدوري الموريتاني، فسوف نرى على الفور أن الجمهور سيكون المساند الأول لهذا الأمر وسيظهر مشجعون جدد لكل ناد، وسيكبر حجم المنافسة وكل ذلك يصب في النهاية في تطوير اللعبة في بلادنا".


"ولد أندح" يرى"أن ضعف كرة القدم وغياب تسويقها في بلادنا هو الذي أدى إلى عدم بروز جمهور قوي ومساند لهذه اللعبة، أما قابلية انتعاش هذا الجمهور وظهوره فهي موجودة بقوة ولا تنتظر سوى من يوقظها عن طريق إبراز الحدث الرياضي والاهتمام به من طرف الدولة ورجال الأعمال ووسائل الإعلام بشكل خاص"


ويلخص أسباب ضعف الاهتمام الجماهيري بالرياضة الوطنية في "ضعف الأداء لدى الرياضيين وقلة الإنجازات التي تدفع الجمهور إلى الإيمان بتشجيع الفرق الرياضية المتوفرة..،وكذلك غياب تغطية إعلامية للأنشطة الرياضية وخاصة بطولة الدوري الوطني والكأس، وهو غياب يؤدي بطبيعته إلى جهل الجمهور بشكل كامل لأندية الرياضة الموريتانية ولاعبيها".

هذا بالإضافة إلى "غياب المنتخب الوطني عن كل المنافسات الرسمية وهو ما أنعكس سلبا على معنويات الجمهور وعلى اهتمامه بكرة القدم الوطنية بشكل عام".



Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!