التاريخ: 20.09.2024  التوقيت:14:38 غرينتش


تاريخ الإضافة : 25.04.2011 17:24:11

لمن الحكم اليوم؟

 محمد الشيخ ولد سيد محمد- أستاذ وكاتب صحفي

محمد الشيخ ولد سيد محمد- أستاذ وكاتب صحفي

تمور منطقتنا العربية اليوم بثورات شبابية أتت تتري ومضت بايقاع متسارع عصي فهمه علي فقهاء السياسة وطبائع الاستبداد .
لم يتتلمذ مفجروها علي نهج من رضوا بأخذ أذناب البقر وانتظار حصادالزرع والتبايع بالعينة والاستسلام للوهن والاستعانة بالأميلز والكويدح ممن اتبعوا الأهواء وأخلدوا الي الأرض الأجدب يتنافسون في بناء مساكن لايعمرونها وجمع غنائم لايأكلونها وقول شعارات لا يقيمونها وهم يأملون غايات مضت أعمارهم دون أن يدركوها.
نري بعد حصارات العراق وغزة وصمود المقاومة الشريفة في لبنانعروشا تتهاوي كنظام بال قطع سلكه يبشر بفوضي بناءة تحل محل الفوضي الخلاقة جرفت بمطرها السح المعبد بدماء الشهداء أصحاب الأخدود في تونس ومصر وليبيا وهي ترهب بطوفانها أكاسرةالعراق وأبرهة اليمن وهولاكو البحرين ولا أشك بأنها ستسقط بمداها أنظمة تتأبط شرا وتأزها الأحداث اليوم أزا تفرعنت علي شعوبها وأذعنت للغرب ثمانين حولا سيميها في وجوهها المسودة بالعمالة تعرفها في لحن القول اذا نطقت و تتبع آثارها في الأرصدة المجمدة اذا أفلت.

كأن بدرا قامت تحث الخطي نحو فتح بكة شباب من أمة محمد صلي الله عليه وسلم عاصروا ثلاثة كهوف خرجوا علينا بعملة أحيت قلوب الملايين من عباد الكهوف المظلمة( كهف سايس بيكو- وكهف الحزب الواحد- وكهف الخوذة العسكرية)
غصت أرض القيروان بعشرات القديسين منهم ونثرت الكنانة ملايين من فتية آمنوا بأن لا اله الا الله وخرجت من أرض ابن منظور وعمر المختار قيعان من الخير تردد في السحر ببنغازي: يا حي يا قيوم وجاءكم اهل اليمن بغصن التمر( هم أرق الناس أفئدة الايمان يمان والحكمة يمانية ورأس الكفر بالمشرق) .
كل ذلك خرج من الكهوف كما خرج314 قديسا من بدر البئر المبارك الذي شرب منه أبناء العالمين من الجزيرة الي سور الصين العظيم.
خرجت كنوح يعظ قومه الذين صموا أسماعهم واستغشوا ثيابهم وكصالحفي ثمود يصيح:(ويحكم لاتعقروا الناقة) وكابراهيميجعل الأصنام جذاذا ويميل الي الحنيفية السمحة جاعلا صلاته ونسكه ومحياه ومماته لله رب العالمين.
هارب في21 يوما كان ايوان اليهود في المغرب العربي ومستقيلفي 40 يوما كان فرعون المشرق العربي و بدأ النزيف في عروش طبائع الاستبداد ..
حتي الزمن لايرحمهم..لقد أزفت الآزفة ليس لها من دون الله كاشفة.
ولآن الرئيس درس في مدرسة طبائع الاستبداد كان البعثي السوري والناصري الأخضري و الآمريكي المصري والفرنسي التونسي والبحريني الابريطاني لايعرفون من أساليب قيادة المجتمعات وتفكيك الأزمات الا دروس الحلفاء(كهف سايس بيكو) ولهم في العراق أسوة حسنة ودروس (كهف الحزب الواحد) ولهم في الشيشان وموسكو وبكين مثلا ودروس الدوس بالنعال والمزنجرات للركع السجود من أساطنة (كهف العسكرة) سل القابع في جدة والراقد في شرم الشيخ والمتسربل بصنعاء: "بأي حق تحكم و تقتل".,؟
لو رأيتالنبي صلي الله عليه وسلم ينظر الي أمته ويقول: أمتي أمتي ورأيته يلبس هامة الحرب و ينفذ حكم الله في بني غريظة لتأكدت أن عصر خلافة راشدة قد
أظل زماننا وان ما يحدث ليس هبة عابرة أو حركة عصيان مدني مؤقتتة.
لم تعد الآمة تقبل أن تعيش في الكهوف ذلك زمن ذهب أدراج الرياح
منذ خرجت كتائب الرحمن من الفيسبوك واتويتر والانترنيت ترتل سورة الرحمن وتعيد السؤال الخالد: لمن الملك اليوم؟
مايجري أمر تكويني كونييمهد للسقوط تقسيمات الكهف الأول وأصنام الكهف الثاني و حراس الكهف الثالث.
والحل الجذري هو في العودة الي قراءة سورة اقرأ ودخول غار حراءوتدريس قرءان الأمةالذي هجر وكتب السنةالتي أهينت ولغتها العربيةالتي شكت الي وكيع سوء نطقها وحفظها .
الحل هو في انهاء طبائع الاستبداد ونشر الأخلاق العمرية في الحرية والتملك
والعبادة:متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا.. من أين لك هذا.. كان عمر وقافا عند كتاب الله معظما لسنة رسول الله صلي الله عليه وسلم.
الحل في استخلاص الدروسمن أسباب الطوفانالذي أنتجته أقبية الكهوف الثلاث من سوء علاقة مع الله وسوء علاقات مع خلق الله.
الحل في مواجهة التعصب والانفراد بالحكم والاستهزاء بالرأي المخالف فمن استخف بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربي لايفلح ومن لا ينهي عن الفحشاء والمنكر والبغي لايسود.
ألم يان للموريتانيين أن يتفقوا علي كلمة سواء؟
وفي بلدنا اليوم نحن بحاجة ماسة الي مواجهة صريحة مع التهويل والتبرير والتغرير والتفرد وأنواع المساومات معهم.
هناك خطر واضح يتهدد الحياة السياسية بسبب تهويل شجرة الزقوم من رؤوس كهوف الحزب الواحد الشيوعي أو المشعلي الذين يريدون السلطة لتطبيق مشروعات فشلت في أورندا والاتحاد السوفيتي وهم يستخدمون أدوات التأزيم العرقية واللغوية والمطالب الاجتماعية كمدخل للعبة الصراع علي الحكم.
وهناك تبديد واضح للفرص التي أتيحت في مجال البحث عن الحريات ونشر العدالة بين الموريتانيين بسب سوء تبرير وضعف أداء الأغلبية الحاكمة ورموزها المتهالكة علي تقسيم غنائم نصر لايزال في مرحلة جبل أحد المليئ بالثلوج ومطبات الفساد والقاعدة وزوابع بحث البعض عن سلام اجتماعي مفقود منذ زالت دولة الرباط وهشمت امارات بني حسان.
وهناك غرر بينبوجود رموز تفرقة يلبسون قميص عثمان تارة باسم حقوق الانسانوطورا باسم جهاد الطلب وهؤلاء يحاورون حوار اعتراف لاحوار تياب ويتعامل معهم كموجهين للادارة والقضاء وهم في حالة متلبس هذا قي وقت يوجد مناضلون حقيقيون في المحفلين الاسلامي والحقوقي من تياري الحر والاتجاه الاسلامي يخشي منهم حيث يجب أن يستأمنون وتبدد الجهود حيث يجب أن تتوحد لمواجهة عدو مقاتل أو مرجف مجاهر.
ومن الجلي أن اسقاطات خمسين سنة من المورثات وأربعة أشهر من الثورات ترفض رفضا باتا التفرد بالسلطة أو بالمعارضة فكلا التوأمين بحاجة الي مصالحة داخلية وشراكة خارجية.
إلا أن الخطر الداهم ماثل في الأزمة الاجتماعية والاقتصادية التي تعصف بالعالم كله و تلقي علي الكيان العربي والوطني بكلكلها وهذا الأمر يتطلب أكثر من انتخابات وصراعات علي السلطة.
هذا الأمر الجسيم هو الأمن من الخوف والجوعولابد أن ندرك أن القاعدة التي نحارب في مالي أخطر منها بكثير غول البطالة والجوع
ولكي نواجه هذا السونامي الذي لايبقي ولايذر لابد من بناء مؤسس علي مرتكزات تخرج من الكهوف الثلاثة:
*الحريات الدستورية.
*العدالة في تأميم الثروة وتوزيعها.
*حكومة للتنمية وللإحياء الديني والتربوي والثقافي والعلمي.
*دبلوماسية لجلب الثروات والخبرات.
*مجتمع مدني لجلب التمويلات ونكوين الكفاءات.
*المصالحة بين الأغلبية والمعارضة علي الثوابت وهذه المشتركات.
*انهاء جميع أنواع الصراع أو التخوين من قبل الطرفين.
وإذا كان من سلف هذا البلد من كان سفراء للعلم والحكمة فعلينا أن نستخدم كل سفراء العلم والحكمة في بلدنا لكي تسير موريتانيا علي طريق اختارته بإجماع أبنائها قبل هذا الطوفان هو طريق التصالح والتغيير للخروج من كهوف السنين العجاف.
ولكي نكون واقعيين لابد ان نعطي فرصة لمن يحكم بصناديق الاقتراع أن يؤدي تجربته ولابد للشعب من أن يكون يقظا ومحاسبا لآنه صاحب الحق في الحفاظ علي أرضه وسيادته وهويته.
وما يجري اليوم من تلاسن فئوي وعرقي وعدم انسجام بين مكونات المشهد السياسي يجب أن نتجاوزه بسرعة داخل الأغلبية وداخل الجامعة وفي أوساط الشباب ثمرة نضالات شعبنا.
وفي صف المعارضة من اللازم أن تتجاوز هذه المعارضة دور المساومة علي الغنائم الي دور المشاركة في التفكير المشترك حول كيفية بناء دولة مدنية وديمقراطية ومحاربة الارهاب ومكافحة الفساد ووضع حد للمتاجرة بالانسان أو الثروة أو اللغة أو الهوية أو الأرض لمصالح انانية زائفة.
وحتي يكون للقديسين في حراك الأمة الجاري الكلمة الفصل علينا أن نقرأ جيدا سورة ن والقلم كل صباح وكل مساء
لله الأمر من قبل ومن بعد.


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!