التاريخ: 21.09.2024  التوقيت:20:16 غرينتش


تاريخ الإضافة : 26.05.2008 13:15:22

مجرد تأمل...فلتسمحي لنا ياصاحبة المقام !

فكرت مليا قبل أن ينسكب الحبر.. وأبى إلا أن ينسكب لطول الانتظار. فلقد كان له أن يسطر مدائح دعم لحصيلة سنوية حقيقية، فيكون بذلك خدم الجميع دون أن تكون له مرد ودية ذاتية، ويكون واقع التعليم شاهدا على الإنجاز الفعلي دون القول فتشفع له المقولة" الأفعال أبلغ من الأقوال" فلا يجد التاريخ ثغرة في أداء صاحبة المقام ليصوغها في قوالب السلبية فتتم إعادة الأطروحة، وتعاد عبارات التجديد في زمن نحن نكون أحوج فيه إلى إكمال البناء بدلا من البدء في إنشائه.
بعيدا عن التكرار، لم المآخذ؟ لم الشد والجذب؟ فنحن عشنا مايكفي ولكن غيرنا هم من حصدوا، فلسنا ندري هل نحن حقا ننتمي للنخبة- ولست هنا متسائلا فلا أنتمي للمدرسة الديكارتية- لكن يبدو أن هناك من يريد أن يجزئ هذه الكلمة فيعطي نسبا مأوية لكل فئة وكأن التوظيف هو ليس حقا خدمة الوطن بقدر ماهو قيمة العلامة القياسية المحصل عليها في السلم الوظيفي ، وكأن النسبة التي يحظى بها الأستاذ هي 1% ، وهي ماتجسده النظرة الآنية للمجتمع الموريتاني إلى الأستاذ –ولا انزعاج من النسبة لأنها تمثيل لنسبة الوعي وبكل أسف في مجتمعنا- فكيف لمن فقد الوصفة التي تمنحه نظرة احترام، وتضعه على سكة الأداء- والأداء الذي يعلو بالأمة فقط- أن يعطي من ما حفظه عن معلميه في ظروف أقسى رغبة في تكوين جيل قادر على حمل مشعل التقدم والازدهار، متفهم لكينونة الاستقلالية والحرية، ومندمج في صيرورة العمل الجاد، كيف وإن كان صاحب المقام يشهر بسلاح خصم الراتب، والتحويل التعسفي... وهي أشياء قلما يقال عنها " الاستعباد المهني".
ماأشبه رغيف خبز اليوم برغيف خبز الأمس والشبهة شكلا لا طعما...فصاحبة المقام قدمت خبزا بلا ملح.... والتلاميذ يحجمون عن تناوله، فمن لهم غيرنا لنعيد الطبخة من جديد فتكتمل الوصفة... ولابد للوصفة من مكونات يا صاحبة المقام... وما خصم الرواتب من المكونات بعزيز... حقا ياصاحبة المقام، إن طعم رغيف خبز اليوم ليس هو بالضرورة طعم رغيف الخبز غدا، والسبب أن الثمن ليس واحدا !
ولنجعل الرواية قصة قصيرة، من سيكون البطل؟ الذي ينتفض من نومه بعد أن كان مفترشا التراب، وفي الأغلب الأعم ليس في جيبه ما يفطر به، ويدخل "جحرا" اكتظ بثلت كبده، فيبدأ يسطر على حائط مطلي بعار اللامبالاة نتيجة لصرف ميزانيات التسيير على وجه غير مطلوب، امتلأ ثقوبا تعد بثقوب جيبه، وفكره شاردا في ما ترك ورائه من مشاغل ومستلزمات منزلية، فلا يلبث أن يتذكر صراخ زوجته، وبكاء أطفاله، وآلام مريضه... فيبدأ ينصرف باله الى حساب المنحة التي تمنحه صاحبة المقام- أقول منحة وليس راتبا لقلته- فلا يقدر على الأداء لكثرة الأرقام السالبة المتبقية في حسابه، أم من تأخذه أجواء المكيفات، ووسائل الراحة بمختلف أشكالها إلى الإيمان بالقدرة على خلق تجديد عبر تكوين جيل من النخبة متناسيا أن المكون والمنشأ الحقيقي للنخبة هو ذاك الأستاذ البطل المتواجد في الميدان وليس حتى من يشغل منصب مدير –أيا كان- فأحرى أن يكون صاحب المقام !!
فالعمل حقا هو جماعي، ونشكر لصاحبة المقام حسن النية في الإصلاح، لكن الشكر هو من قبيل تشجيعها على المضي قدما في تحسين ظروف الأستاذ بجميع أشكالها، وليس من باب الإشادة والتصفيق لأنه يحرم أن يشكر من قام بواجبه خدمة للمجتمع والوطن فنحن نكرر " لاشكر على واجب" والوطن كله مختزل في الأستاذ، وازدهار المجتمع هو من عطاء الأستاذ.
وللحديث بقية إن شاء الله.....







Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!