لم تقدموا دروسا في الرياضيات واللغات والفيزياء والتاريخ والعلوم والتربية فحسب بل إنكم أيضا قدمتم للمجتمع دروسا في الصبر على شطف العيش وأوضاع قاعات الدرس ومشقة التنقل إليها متناسين أوضاعكم الصعبة على كل الأصعدة,وعيا منكم بشرف المهنة وسمو الأهداف,وعندما أدركتم بان الصبر صار مخلا بأدائكم التعليمي-وانتم لستم ممن يتحايل في أداء مهنته-حينها أردتم أن تقدموا دروسا في المدنية والنضال والمطالبة بالحقوق والدعوة إلى الإصلاح عن وعي ومسؤولية متخذين الطرق الحضارية والقانونية لذالك.
مبدين الاستعداد للحوار الجاد مستشعرين المصلحة الوطنية التي يعتبر التعليم قوامها باعتراف الكل, مختارين الوقت المناسب بعد أن استكملتم البرامج وقدمتم المادة المعرفية لتلاميذكم لتجعلوا الكرة في مرمى الشريك الإداري الذي من المفترض انه حريص مثلكم على عدم ضياع نتاج سنة من العمل المتواصل كان يراد لها أن تكون محمودة الحصاد.
كما أوضحتم في دروس أخرى أن لا غالب ولا مغلوب فيما يسميه البعض صراعا بين الوزارة والأساتذة حيث اعتبرتم أن الكل يجب أن يهزم منطق المكابرة والعناد ويستمع لصوت الحكمة,وبذا تكونوا كلكم قد أديتم الواجب الملقى على عاتق كل منكم ,وساهمتم جميعا في بناء وطن مزدهر وقوي للجميع.


الأستاذ: أعمر ولد عبد المومن