التاريخ: 21.09.2024  التوقيت:17:37 غرينتش


تاريخ الإضافة : 16.05.2011 16:26:39

ضحايا الملاعب.. تجاهل ونسيان بعد تألق وعطاء

لاعب الحرس السابق محمد ولد الحسن (يسيلم) (الأخبار)

لاعب الحرس السابق محمد ولد الحسن (يسيلم) (الأخبار)

"يسيلم"و"محمد كيتا"..وغيرهم كثير..،تعددت الأسماء وتشابهت المعاناة بتشابه الأسباب ، شاءت الأقدار أن يكونوا لاعبو كرة قدم في بلد "تعيش الرياضة فيه بين جحيمين .. جحيم الفساد المستشري في الاتحادات الرياضية من جهة،والإهمال الحكومي من جهة أخرى" يقول أحد المهتمين بالشأن الرياضي.

وتكثر الإصابات في الملاعب الوطنية لتوفر أسبابها، بدءا بالأرضية غير الملائمة (عشب صناعي، ملاعب ترابية..)، ومرورا بضعف المستوي التحكيمي وعجز الحكام عن حماية اللاعبين ،ووصولا إلى غياب الكادر الطبي المتخصص لدى أغلب الأندية الوطنية.

وكثيرون هم أولئك الذين رمتهم الأقدار بإصابة أبعدتهم عن الملاعب ،وكانت فاتحة لمعاناة تلخصت في "جزاء سنمار" كما يقول أحد اللاعبين.


ويضيف "أغلب الأندية الوطنية وللأسف..تتعامل مع اللاعبين بأنانية..مادام اللاعب قادرا على العطاء..فالجميع يتودٌد إليه، وما إن يصاب إصابة قد تكلف النادي مصاريف علاجه..،فإن النادي لا يجد عضاضة في التخلي عنه..،ليجد نفسه عالة في علاجه على الأهل والأصدقاء".


تألق يتوٌج بمعاناة..!!


أما محمد الأمين ولد أشريف بالٌ المعروف في الأوساط الرياضية ب"كارلوس (الأخبار)

أما محمد الأمين ولد أشريف بالٌ المعروف في الأوساط الرياضية ب"كارلوس (الأخبار)

محمد ولد الحسن (يسيلم) شاب في أواخر العشرينيات من العمر ،كان لاعب كرة قدم ،دافع عن ألوان المنتخب الوطني في مناسبات عديدة.
وتألق في الدفاع عن عرين ناديه السابق (الحرس الوطني) لثلاثة مواسم متتالية (2007 _ 2010).

"محمد" يروى – للأخبار- قصته مع الإصابة بنبرة حزينة تتخللها ابتسامات ساخرة تخفي ورائها مرارة "ظلم ذوى القربى"على حد تعبيره.

فيقول "أصبت في مباراة بين فريقي (الحرس) ونادي "إسنيم" على إثر التحام مع أحد مهاجمي الخصم ،لأسقط أرضا وأتلقى ضربة عنيفة على الصدر زلزلت الأرض من تحتي ،وإن كانت بالتأكيد غير مقصودة ".

ليتم بعدها استدعاء "طبيب" الفريق ليقدم لي العلاجات الأولية ، التي هي عبارة عن الماء المتجمد (إكلاص)..- يبتسم محمد ويضيف ساخر- "في ملاعبنا "إكلاص" شفاء من كل داء..،فمهما كانت نوعية الإصابة فالعلاج الأولي يكون بالماء الجامد ،وبغض النظر عن خطورته على بعض الإصابات البالغة كالكسور..
وبعد تلقى العلاج الأولي -يتابع محمد- تحاملت على نفسي حتى أنهيت المباراة ،وفي اليوم الموالي شعرت بآلام في الصدر ،فتوجهت إلى المركز الصحي التابع لقيادة أركان الحرس الوطني ،فأجريت لي الفحوص الطبية ،وأخبروني أن الإصابة بسيطة ولا تستدعي القلق وأعطوني بعض "المهدئات" ..،لألتحق بعدها للفريق ..،لكن ظلت بعض الآلام تلازمني لينضاف لها سعال شديد في نهاية الموسم.

فوجدت نفسي – يقول محمد- مضطرا للتوجه للمستشفي الوطني، وبعد إجراء فحوصات تحمٌل الأهل تكاليفها رغم ضيق ذات اليد.

أخبرني الأطباء أن حالتي الصحية تستدعي عناية مركزة لتفاقمها ،وتبين بعد الكشف الطبي "الحقيقي" أن إحدى رئتيٌ تحوي في الجانب السفلي منها على كرة من الدم المتجلط على إثر نزيف داخلي بعد إصابتي ،وكان لـــ"إكلاص" الأثر السلبي في ذلك من خلال "إدخال البرودة إلى جسمي" كما علمت من الطبيب المعالج – يقول ولد الحسن- .

ويضيف "أمضيت أسبوعين من المعاناة على أسرٌة المستشفى، في ظل تجاهل شبه تام من النادي عدي اتصالا هاتفيا يتيما من مساعد المدرب وبصفته الشخصية..، لم أجد من يقدم لي يد المساعدة سوى الأهل والأصدقاء..، فلا النادي تولي تكاليف علاجي، ولا حتى قام أحدهم بزيارتي في المستشفي..

ولحسن الحظ كنت ضمن دفعة من المرضي من ذوي الوضعية الإنسانية الخاصة تولت إدارة المستشفي توفير تذاكر سفر لها ذهابا وإيابا إلى المغرب، على أن يتحمل أهل المريض مصاريف علاجه..
فأجريت لي عملية جراحية ناجحة هناك ،وأستأصل الدم المتجلط من رئتي .. تولى بعض الخيرين من الأهل تكاليف علاجي.

وطيلة فترة معاناتي مع الإصابة لم أتلق أي دعم مادي أو معنوي من النادي ،ولم أكلف نفسي عناء الاتصال به..، لأن القائمين عليه يعرفون كل شيء عن حالتي.. ومتأكد من أنهم لن يعدموا المبررات "الواهية "لتبرير تجاهلهم ...،هذا هو حال الرياضة في بلادنا وللأسف !!

ويختم "يسيلم" قصته بقوله " أنا اليوم طلٌقت كرة القدم بالثلاث ، وطويت تلك الصفحة السوداء من حياتي ’وأبحث الآن عن عمل يوفر لي كرامتي عن التعلق فيما عند الناس، ولأفتح به صفحة جديدة من حياتي".

عودة .. لكن بقناعة جديدة..

ضعف التحكيم وغياب أطباء لدي الأندية ضاعف من ماساة اللاعبين (الأخبار)

ضعف التحكيم وغياب أطباء لدي الأندية ضاعف من ماساة اللاعبين (الأخبار)

أما محمد الأمين ولد أشريف بالٌ المعروف في الأوساط الرياضية ب"كارلوس" فأحسن حظا من سابقه ،وإن كان يشترك معه في "الإهمال و التجاهل من قبل النادي" كما يقول.

محمد الأمين متوسط ميدان "الكونكورد" السابق ولاعب خط وسط "أف س تفرغ زينه" حاليا عاش تجربة مماثلة شيء ما ،تلخصت في إصابته إصابة بالغة في الركبة ،استدعت تدخلا طبيا مختصا، جعله يشد الرحال إلى المغرب لإجراء عملية جراحية، كلفته - كما يقول- أكثر من 800 يورو تولى دفعها الأهل.
ليلتحق بعدها لنادي "أف س تفرغ زينه" بعد خلافات حادة مع ناديه السابق، أتهمه فيها بتجاهل إصابته بعد سنوات حافلة من العطاء للنادي – كما يقول -.

ليخرج بعدها من معمعان سجاله الحاد مع ناديه السابق بمبدأ يقول أنه أضحى على أشد الاقتناع به مفاده " في موريتانيا..ألعب من أجل مصالحك فقط.."

ويضيف "الوسط الرياضي في بلادنا إبراغماتي إلى أبعد الحدود.. جلٌ الأندية يستغلٌ اللاعبين في وقت الصحة.. ومن أصيب منهم فمصيره التجاهل والنسيان إلا من رحم ربك..،هذا هو الغالب، وللأمانة هناك بعض الأندية تتولي بكل تأكيد تكاليف علاج لاعبيها المصابين كــــ"أف س تفرغ زينه" و"أسنيم"...وأندية أخرى.."على حد قوله.

ويرى الكثير من المهتمين بالشأن الرياضي أن "خيانة الأندية للاعبيها من المشاكل الرياضية التي تستدعي تدخلا سريعا وصارما يفرض على الأندية نظريا وعمليا معالجة اللاعبين المصابين،لأنها تتعلق بــظلم يمارس على الطرف الأضعف في الرياضة الوطنية..،الذي يجد نفسه وحيدا يواجه معاناة كان السبب فيها ذوده عن حياض ناديه".

وإن كان البعض يري ضرورة أن يتم فرض التعاقد مع أطباء متخصصين على جميع الأندية بدل "أطباء (إكلاص)" كما يقول أحد اللاعبين ساخرا .

ويضيف "نحن نعالج من طرف أشخاص لا يملكون أية شهادات علمية ..،مجرد تجربة متواضعة إلى ابعد الحدود وعلاقة قرابة مع أحد إداري الفريق تجعلك طبيبا..إنهم يتلاعبون بصحتنا"..ويصر على عدم ذكر أسمه في التقرير حتى لا يطرد من الفريق..هكذا يبرر!.

لكن رغم هذه الصورة السوداوية في الرياضة الوطنية ..،إلا أنه بالمقابل ثمة أندية بالفعل في طريقها إلى المؤسسية والوفاء بالتزاماتها القانونية والأخلاقية اتجاه لاعبيها رغم ضعف الإمكانات المادية وقلة ما تجود به الدولة للقطاع الرياضي – كما يقولون-


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!