التاريخ: 20.09.2024  التوقيت:13:45 غرينتش


تاريخ الإضافة : 13.06.2011 13:16:11

تأبين العلامة"أحمد بن الطلبه"...

فقدت بلادنا بل وبلاد المسلمين عامة علما من أعلامها، وعالما من علمائها، وزاهدا من زهادها، وعابدا من عبادها، وكثرة أوصافه الحميدة وشهرتها ستحملني على حذف الكثير منها.
وما من المنعوت والنعت عقل يجـوز حـذفه وفـي النعت يقـل ذلكم العلامة بن العلامة بن العلامة الشيخ أحمد بن الشيخ عبد الرحمن بن العلامة محمد الأمين بن أحمد زيدان الشهير بـ"أحمد بن الطلبه"... فكأن فقيدنا الفاضل؛ هو المعني بقول القائل:

أبـوك خـليفة ولدته أخرى وأنت خـليفـة ذاك الكمــال

وأمه السيدة بنت السادة "تسلم بنت الحسين بن عمار" سليلة الأسرة العريقة المشهود لها بالفضل والكرم، فجمع فقيدنا بذلك بين طيب الأصل والخؤولة، فكأنه القائل:

وما قصرت بي في التسامي خؤولة ولكــن عمي طــيب الأصل والخــال

فقد كان فقيدنا رحمه الله وتقبل منه؛ صداعا بكلمة الحق لا تأخذه في الله لومة لائم يدافع عما يراه حقا، ولا يجامل في ذلك حتى أقرب أقربيه، وقد كان رحمه الله وتقبل منه زاهدا في الدنيا، فولاها ظهره وأقبل بكليته على عمل الآخرة ممتثلا بذلك ما أرشد إليه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بقوله: {ما لي وللدنيا ، ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ، ثم راح وتركها}.. وقد كان فقيدنا رحمه الله تلاء لكتاب الله في خلواته وجلواته لا يفتر عنه إلا قليلا، وكان لتلك الصحبة أثر بالغ وعجيب، فلما ثقل الشيخ وأقعده المرض وأدخله في غيبوبة تامة؛ كان بعض جلسائه إذا أحب أن يسمع كلامه يقرأ القرآن ويتعمد التوقف فيقرأ عليه الشيخ من حيث انتهى.. فسبحان الله العظيم.

أولئك آبـــائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامع
والله نسأل أن يتغمد فقيدنا بسابغ رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن ينزل البركة في ذويه وذريته، وأن يبقي تلك البركة وذلك النور في أسرتهم الكريمة إلى يوم العرض والجزاء، ولا زالت كما قال السموأل بن عاديا:
إذا سيد منا خــلا قام سيد قؤول لما قال الكرام فعول.
إبراهيم بن محمد فضل الله بن أهل أيد


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!