نواكشوط (الأخبار) - قال وزير المالية الموريتاني أتيام جمبار أن موريتانيا ستبدأ قريبا في استغلال مناجمها وإنهم ينتظرون فقط نتائج أبحاث استكشاف المناجم التي سيطالها الاستغلال.

وقال اتيام جمبار في مقابلة له مع "الأسواق" الإفريقية، المهتمة بقضايا الاقتصاد في إفريقيا ومنطقة المتوسط، إن الشركات التي تقوم بعمليات الاستكشاف مرتاحة جدا للأجواء السائدة في موريتانيا وإنه يعتقد أن الاستغلال سيبدأ قريبا جدا.

وأضاف أتيام أن موريتانيا أصبحت شيئا فشيئا بلدا معدنيا، وأنه بفضل استغلال موادها المعدنية، يتوقع ارتفاعا كبيرا في معدل نموها خلال السنوات المقبلة، الشيء الذي سيسهل من تنفيذ الإطار الاستراتيجي لمحاربة الفقر، على حد قوله.

وأردف اتيام "الغاز موجود أساسا في المنطقة الحيوية وعلينا انتظار نتائج جميع تلك الأبحاث".

نص المقابلة:
أسواق: تأمل موريتانيا في جب مزيد من المستثمرين الخصوصيين فماهي التدابير التي تم اتخاذها لتسهيل إنشاء الشركات؟
اتيام جمبار: كما تعلمون فإن الشركات لا يمكن أن تتم إلا اتخذت الحكومة كافة الإجراءات التي يتطلبها ذلك.

ما هي تلك الإجراءات؟

إنها أولا إرساء مناخ ملائم للأعمال يتطلب عدالة، نظاما تربويا، بنى تحتية ، الكهرباء وأيضا الاتصالات، وقد بذلت موريتانيا في السنوات الأخيرة جهودا جبارة من أجل تطوير هذه البنى التحتية، الأمر إذا ليس منية أو أملا، والمستثمرون لا يأتون لمجرد أننا ندعوهم ليأتوا، إنهم يأتون ويستثمرون لأن الظروف الملائمة لقدوم الشركات باتت متوفرة لإقامتها وتطورها، ونحن عاكفون على توفير تلك الظروف لجعل الشركات تأتي إلى موريتانيا، شرعنا في إصلاحات قانونية من أجل تأمين الاستثمارات، وقمنا بوضع هياكل جديدة في مجال منح الصفقات.

أسواق: هل تعتقدون أن البنوك ستلعب دورا في تمويل الشركات؟

اتيام جمبار: تماما.. منذ سنتين أو ثلاث جاءت بنوك أجنبية للعمل مباشرة في موريتانيا، إنها بنوك تحتل مكانة هامة ومستعدة للعب ها الدور لأنها تعلم أنه على الصعيد الداخلي تم تحقيق نجاحات في سبيل مساعدتها على العمل في موريتانيا، يوجد بالفعل بنك فرنسي عملاق وبنك مغربي كبير وهناك بنوك أخرى حصلت على اعتمادات، سوف تأتي إلى البلد. نحن نعتقد أن مشكلة تمويل القطاع الخاص لم تعد مطروحة.


أسواق: موريتانيا تستورد أهم حاجياتها الغذائية، كيف تواجهون ارتفاع الأسعار؟

اتيام جمبار: في بداية 2011، بعد المصادقة على الميزانية، واجهنا أزمة غذائية غير مسبوقة، واضطرت الحكومة إلى وضع برنامج لدعم المواد الاستهلاكية الأولية لكننا لم نتوقف عند ذلك.

بل قمنا مع وزارة الزراعة ووزارة الغل ووزارة البيئة بوضع برنامج على المدى القريب لاستصلاح مساحات زراعية لجعل الموريتانيين يهتمون بالزراعة.
نحن لدينا المياه، الكهرباء، أراض زراعية شاسعة، ولدينا الطرق، كل ما كان ينقصنا هو إرادة الحكومات في مساعدة الفلاحين بشكل فعال على استغلال الأرض.
لدينا برنامج طموح جدا بدأ هذه السنة بتمويل من الدولة من أجل مساعدة الفلاحين على زراعة مساحات أكبر وجعل الاكتفاء الذاتي في موريتانيا واقعا في غضون بضع سنوات.


أسواق: كيف تتطور صادرات النفط والغاز بموريتانيا، خاصة على مستوى حوض تاودني؟

اتيام جمبار: لدينا مؤشرات ملموسة، فالشركات التي تقوم بعمليات الاستكشاف مرتاحة جدا ونعتقد أننا سنبدأ الاستغلال قريبا جدا. الغاز موجود أساسا في المنطقة الحيوية وعلينا انتظار نتائج جميع تلك الأبحاث.


أسواق: كيف تعتزمون تحقيق النمو بعد الانهيار الذي شهدته 2009؟


لقد تأثر النمو بشكل بالغ سنة 2009 لكن في 2010 تجاوزنا معدل 65% والتوقعات تفوق 5% بالنسبة لسنة 2011. موريتانيا أصبحت شيئا فشيئا بلدا معدنيا، وبفضل استغلال موادها المعدنية، نتوقع معدل نمو مرتفع جدا خلال السنوات المقبلة.


ومن هنا نعتقد أن الإطار الاستراتيجي لمحاربة الفقر سيكون سهل التنفيذ.