انواذيبو (الأخبار) "أنا عاطل عن العمل ولدي ابنان مصابان بمرض عضال أعيا الأطباء وقرروا رفعى إلى الخارج "

بهذه الكلمات يروى الرجل الخمسينى أحمد ولد عبد فصول معاناة ابنيه محمد (6 سنوات) ومنة (20 سنة) وهو يتسكع بين أجنحة المستشفى الجهوى بالعاصمة الإقتصادية انواذيبو فى انتظار أن تمتد إليه يد المحسنين لتساهم فى إنقاذ فلذات كبده بعد إصابتهما بمرض عضال

يعيش أحمد ظروفا صعبة فهو يعيل أسرة مكونة من تسعة أفراد ويمارس عملا مؤقتا فى إحدى شركات الصيد يتقاضى منه راتبا زهيدا بالكاد يكفى لإعالة أسرته التى تقطن فى أحد الأحياء الشعبية فى وسط انواذيبو .

تقرأ فى تقاسيم وجه الرجل التسليم بقدر الله وقضائه فهو يقبل عليك بكل أريحية ويحدثك عن معاناة ابنيه الذين أصيبا بمرض عضال منذ أشهر أعيا الأطباء و قرروا رفعه إلى الخارج وهو ماضاعف معاناة الرجل الخمسينى الذى لم يجد بدا من طرق أبواب المحسنين لإنتشال أبناءه و الإسراع فى علاجهم قبل أن يستفحل الداء ويستحيل الشفاء غير أن تواضع الإمكانيات جعل شفاء أبناء الرجل حلما بعيد المنال .

يستذكر أحمد شريط ذكرياته المترعة بالآلام عندما أدخل ابنيه إلى المستشفى وأجريت لهما الفحوص التى دفع تكاليفها من ميزانية أسرته المتواضعة وعجز عن البقية لكن قريبا له ساعده فى إكمال التكاليف و كشفت عن إصابتهما بمرض عضال ويتطلب إجراء عملية جراحية غير متوفرة فى موريتانيا وتتطلب السفر إلى الخارج .

الطبيب المشرف على علاج ابنا محمد أكد فى حديث ل"الأخبار" أن المرض الذى أصيب به ابنا محمد هو مرض ينتقل عن طريق الحيوان وغير معدى ويدعى kysts hdiaquers ولا يمكن علاجه على مستوى الولاية ومن الصعب إجراء هذا النوع من العمليات الجراحية فى موريتانيا .

وقال رئيس قسم الأطفال بالمستشفى الجهوى الدكتور محمد محمود ولد أعل محمود إن عدم علاج المرض قد تنجم بعض المضاعفات السلبية وضيق على مستوى التنفس وإذالم يتم علاجه بسرعة فقد يؤدى إلى الوفاة .

ويحاول ولد محمد محمود عدم الخوض فى الحديث عن مضاعفات المرض العضال لكن أحمد يطلب منه عدم إخفاء الحقائق والحديث بصراحة مشيرا إلى أنه مؤمن بقدر الله وقضائه

كل أحلام الرجل الخمسينى باتت منصبة على من يساعده فى التكفل بعلاج ابنيه الذين يحتاجان إلى إجراء عمليات جراحية فى الخارج وتتطلب تكاليف مادية معتبرة يعجز عنها

ويناشد بلسان الحال كل المحسنين والخيرين مساعدته ومد يد العون إليه فى محنته الحالية التى ألمت به ولم يجد عونا له سوى أن يرويها للأطباء ووسائل الإعلام .