نواذيبو (الأخبار) - "الرياضة لا مستقبل لها في موريتانيا"، كلمة وردت على أكثر من لسان في تجمع لشباب نواذيبو في الساحة الموجودة جنب دار الشباب وسط العاصمة الاقتصادية لموريتانيا.

يبدو الحكم قاسيا لكنه "إجماعي" فالكل يحكم به، مستدلا على ذلك بغياب الاهتمام بهذا المجال، فالملعب الوحيد الموجود في المدينة غير متاح للاعبين في المدينة أحرى الهواة، وتسعرة المباراة الواحدة فيه يصل إلى 12000 أوقية كما يقول السالك ولد سيدي كابر، ومجموعة من زملائه، وقد أنهو للتو مباراة رياضية أظهروا الشباب خلالها مهارات عالية.

ويضيف زميله عبد العزيز ولد معزوز لقد قضي على الرياضة في هذه المدينة بسبب الإهمال واللامبالاة، "الجهات الرسمية لا تعير أي اهتمام للرياضة" بل إنها "تسعى للقضاء عليها، ولذلك انخفض عدد الفرق الرياضية في المدينة بشكل كبير، بل لم يبق منها إلا فرق تقف وراءها شركات كبرى أو جهات مالية نافذة، أما الفرق الأخرى فقد اختفت بشكل نهائي".

ويؤكد ولد سيد كابر أنه وزملاء له أقاموا فريقا رياضيا في المدينة قبل أعوام، ونجح في الوصول إلى التصفيات النهائية لكأس الرئيس في العام 2002، لكن غياب الدعم المالي منع فريقهم من التطور.

يطالب ولد سيد كابر وأصدقاؤه الرياضيين بمطالب بسيطة، منها توفير أماكن لممارسة التدريب، وإتاحة الملعب للرياضيين من أجل ممارسة التدريبات وإقامة المباريات بين الفرق لتطوير واقع الرياضة في المدينة.

تبدي مجموعة الرياضيين وخصوصا الشابين بوبكر ولد الفتح وعبد الله ولد ابياه تشاؤما كبيرا حيال المستقبل الرياضي في مدينة نواذيبو، وفي موريتانيا بشكل عام، فغياب الاهتمام هو السمة البارزة والغالبة على التعاطي الرسمي، كما يلاحظان غياب دعم رجال الأعمال الموريتانيين أو استثمارهم في هذا المجال خلافا لأغلب دول العالم.

ويرى هؤلاء أن الواقع اليوم يفرض عليهم التعبير عن عشقهم للرياضة لكن في أماكن غير مخصصة لذلك، فالساحة التي يلعبون فيها غير مهيئة، ومليئة بالأتربة والمرتفعات والمنخفضات، وهو ما يعرض اللاعبين للإصابات، وهو ما تعرض له عدد منهم خلال مباراة التي صادفناها.

وإلى جانب ساحة الكبار أقام الأشبال ساحة لهم، فيها يتبارون وفيها يعبرون أيضا عن مهاراتهم الرياضية، ولا يبدو وضعها أحسم حالا من شقيقتها لدى الكبار.

وكما أن لهم طموحاتهم فلهم أيضا شكاوهم من وضعية الرياضة ومطالبتهم بتحسين أوضاعها، وصفين وضعها الحالي بأنه "في الحضيض"، ومؤملين أن يكون "مستقبله أكثر إشراقا من واقعها"، ومطالبين السلطات المعنية بالتدخل السريع لتغيير الوضعية السيئة للرياضة في المدينة.


اعلي الشيخ ولد سيدي أحمد أحد الأشبال المنتمين لنادي "غيران يونايتد" يري أن الرياضة في موريتانيا بحاجة إلي لفتة رسمية تعيد الأمل للكبار وتقوي شوكة الناشئة التي تستقي طموحها من الكبار".

أما الشبل فاضل ولد أحمد شين فيعتبر أن الرياضة في موريتانيا لن تتقدم مهما بذلت الجهات الرسمية من جهود بفعل الفارق الكبير بينها مع جميع الدول المجاورة، وهو ما جعله يلعب كرة القدم مع زملائه للتسلية فقط".