نواذيبو (الأخبار) – "أنا قادم من المتفجرات، أو ذاهب إليها"، قد تثير هذه الجملة الكثير من الجدل لو نطقها شخص ما في أي منطقة من العالم، وقد تؤدي لاستنفار قوات الأمن والتدخل السريع، وقوات مكافحة الإرهاب.

لكن في العاصمة الاقتصادية لموريتانيا يبدو الأمر طبيعيا، فبإمكان أي سائق تاكسي أن يأخذك إلى "المتفجرات" ويعيدك منها دون مشكلة وتحت أعين رجال الأمن، بل وأكثر من ذلك يمكنك أن تأخذ منها ما تريد من حاجيات وتتزود منها إن رغبت.

ويعود الأمر إلى أن أحد أحياء هذه العاصمة يحمل اسم "المتفجرات"، بل إن سكان الحي نفسه قد انتزعوا "شحنة" الاسم من أنفسهم وباتوا ينظرون له كجزء من حياتهم، ولا يرضون به بديلا.

كما لا يخشون تأثر سمعة عاصمتهم الاقتصادية بفعل الحديث عن وجود متفجرات فيها، فالمتفجرات "الاسم" بالنسبة لهم "أمر محبوب" خصوصا وأن الأجيال الجديدة التي ولدت في هذا الحي أصبح مجرد الاسم بالنسبة لها يعني الكثير.

وعن سبب تسمية الحي بهذا الاسم "المرعب" يقول المدون والإعلامي المقيم في المدينة محمد ولد جبريل إن وجود مخازن قديمة للشركة الوطنية للصناعة والمناجم "اسنيم" لحفظ المواد المتفجرة والتي تستخدم في استخراج المعادن هو السبب في التسمية، مؤكدا أن أطلال المخازن لا تزال قائمة، لكن "المتفجرات الحقيقية نقلت إلى مكان آخر".

وعن تاريخ نقلها من المكان يقول ولد جبريل المولود في المدينة إنه لا يعرف بالتحديد تاريخ نقلها، لكنه يرجح أن تكون بداية الثمانينات، وقد عرفت المنطقة زحفا سكانيا، لكنها احتفظت بالاسم نفسه، ونجح السكان في انتزاع "فتيل التفجير" من الاسم على الأقل، تأمينا لمدينتهم من "متفجرات" تشكل جزءا أساسيا من مكوناتها.