التاريخ: 21.09.2024  التوقيت:00:33 غرينتش


تاريخ الإضافة : 12.06.2008 09:06:28

ولد محمد : اذاعة المواطنة ستتوقف خلال الساعات القادمة بقرار من السلطات

أعرب عبد الله ولد محمد مدير اذاعة المواطنة عن أسفه لقرار السلطات الموريتانية القاضى بتوقيف "اذاعة المواطنة" عن البث بعد سنتين من أول تجربة فى البلاد ،مستغربا فى حديث خاص مع وكالة الأخبار المستقلة أن يرخص لها في عهد حكومة عسكرية و يتم إغلاق الإذاعة في عهد حكومة مدنية ونظام منتخب.

وأضاف:" لقد فاجأ تنا رسالة الإدارة العامة لإذاعة موريتانيا وبما أنها كانت رسالة مكتوبة ورسمية فنحن ملزمون إداريا بأن نرد عليها وقد رددنا عليها برسالة مناسبة تسلمتها الإذاعة، ونحن عموما لانريد تصعيد الأمر ولانريد تصعيبه لا على السلطات السياسية ولا على السلطات الإدارية لأن إذاعة صوت المواطنة ليست مؤسسة تجارية .. وهي تقوم بعمل كان من المفترض أن تقوم به الإذاعة الوطنية، ونحن كنا نعتقد أن عملنا هو جزء من عمل الإذاعة ولو أنها قامت به لانتفت الحاجة أصلا لوجود إذاعة المواطنة".

وهذا نص الحوار:
هل صحيح فعلا أن اذاعة المواطنة ستتوقف خلال الساعات القليلة القادمة؟

بسم الله الرحمن الرحيم، بالنسبة للإذاعة سوف تغلق في الساعات القليلة القادمة،وفقا للرسالة التي تسلمناها من الإدارة العامة للإذاعة الوطنية،وفقا للاتفاقية التي وقعناها قبل سنتين والتي تنص في إحدى موادها على أن الاتفاق قابل للتجديد بشكل أوتوماتيكي إذا لم يطلب أحد من الطرفين نقضه،وهذه المرة نقضته الإذاعة لأسباب ذكرتها في الرسالة وهي أنها بحاجة إلى الساعات الست التي كانت ممنوحة لإذاعة المواطنة،وذكرت أيضا أن قانونا للسمعيات البصرية يوجد الآن قيد المصادقة لدى الغرفيتن وبالتالي لم تعد هناك حاجة حسب وجهة نظر الإذاعة الوطنية لإقامة محطة داخل محطة وبالتالي من الممكن أن تكون لكل أحد محطته الخاصة، ونحن نعرف أن قانون السمعيات البصرية هو الآن قيد الدراسة لكن التباطؤ الذي حصل في المصادقة عليه لايشجع على الاعتقاد بأنه سيكون جاهزا للعمل في مدة قصيرة من الزمن،لأنه بعد خروجه من البرلمان سيمضي فترة قبل إحالته إلى اللجنة الوطنية للسمعيات البصرية، التي ستطلب عملها وقتا طويلا لأنها مكلفة بدفاتر الالتزامات ونظام التراخيص،وهذا يتطلب مجهودا كبيرا،وعلى كل حال فالتجربة الآن في طريق التوقف نرجو أن يكون الجهد الذي بذل في حسنات جميع الشباب الذين تطوعوا للعمل في هذه الإذاعة وكل النخب الوطنية التي شاركت في هذه المسألة سواء من الإعلاميين أو العلماء أو المثقفين ومن المواطنين العاديين لكل هؤلاء نجدد الشكر ونرجو أن تكون هذه النهاية بداية للانطلاقة جديدة أكثر قدرة وتميزا.


الأخبار : هل هنالك جهود لوقف القرار؟ أم سبق السيف العذل كما يقال؟

فاجئتنا هذه الرسالة وبما أنها رسالة مكتوبة ورسمية ونحن ملزمون إداريا بأن نرد عليها وقد رددنا عليها برسالة مناسبة تسلمتها الأذاعة، ونحن عموما لانريد تصعيد الأمر ولانريد تصعيبه لا على السلطات السياسية ولا على السلطات الإدارية لأن إذاعة صوت المواطنة ليست مؤسسة تجارية .. وهي تقوم بعمل كان من المفترض أن تقوم به الإذاعة الوطنية، ونحن كنا نعتقد أن عملنا هو جزء من عمل الإذاعة ولو أنها قامت به لانتفت الحاجة أصلا لوجود إذاعة المواطنة، ونحن عندما ظهرت بوادر التحرك الديمقراطي الجديد، أردنا توعية الرأي العام والسلطات وتنبيهه إلى أن الديمقراطية ليست مجرد قرار يأخذ بجرة قلم، وإنما هي ثقافة ومسلكيات ومعادلات، وقد عملنا على المساعدة على فهم متطلبات الديمقراطية، ونشرها بين الناس، نشر ثقافة التسامح والوسطية وتوظيف الحرية، وإعطائها مضامين تخدم هوية المجتمع لا أن تكون حريةابتذال وبالتالي قمنا بترشيد فهم الديمقراطية، وقد سامهنا في عملية الديمقراطية وفي تعليم الناس كيف يصوتون وفي محاربة الفساد لأنا نرى أنه العدو الأول للتقدم والسبب المباشر في الفقر والمشكلات الكثيرة علىكل الأصعدة الإدارية الاقتصادية والاجتماعية، ومن اللحظة الأولى وضعنا هذا الهدف نصب أعيننا وزيادة على ذلك اهتمت إذاعتنا بحقوق الإنسان لقناعتنا بأن حقوق الإنسان هي المجال الأول لكسب رهان التقجم وأنه لايمكن أن تعيش طبقة من المواطنين في حرمان وفقر وجهل وتعيش طبقة أخرى في نعيم وتقدم، وبالتالي دعونا إلى العدالة والسلم الاجتماعي المؤسس على مشاركة الجميع وحرية الجميع ومساواة الجميع.


الأخبار: توقيف المواطنة لحاجة الإذاعة الرسمية لساعاتها الستة أم بوادر تراجع للحرية الإعلامية باعتبارها فزاعة أزعجت الكثيرين فى هرم السلطة القائمة؟


بصراحة نحن لانملك إلا أن نصدق ماقالته الإذاعة في رسالتها وما نخشاه هو أن يوظف توقيف إذاعة المواطنة في تنزيل صف الحريات في هذا البلد،وهذا أمر يؤسف له ولايبشر بخير خصوصا أن الحرية تحتاج إلى المزيد من التوطيد والدعم لكي تتمكن من مواجهة التحديات، ولايمكن تحقيق برنامج رئيس الجمهورية دون توسيع هامش الحريات وتوطيدها،وبالتالى فإن أي تقدم في هذا البلد سيظل مرهون بوجود المساءلة وهي بدورها مربوطة بوجود الشفافية، ولايمكن أن تكون هناك شفافية مادامت مصادر الأخبار مغلقة، ولايمكن أن تكون هناك ديمقراطية مادام كل يعمل على شاكلته دون رقيب ولاحسيب،وبالتالي فإن الحرية هي الأساس في تنمية اقتصادية وسياسية وغيابها أو تحجيمها يعني الانهيار والدمار،ونحن نخشى أن الديمقراطية هي الركن الركين لأي عملية تنموية وبحسب علمنا وبحسب مالاحظنا فإن المواطنين الموريتانيين لن يقبلوا التراجع عن المنطقة الصغيرة المحررة.


الأخبار : ماهو مستقبل الطاقات الشابة التى عملت داخل الإذاعة خلال السنتين الماضيتين؟


هؤلاء شباب أدوا جهودا مميزة لخدمة بلدهم صحيح أنهم يحتاجون المزيد من التربص والتكوين والتجربة فهم إما طلاب جامعيون أو شباب عاطلون عن العمل أو موظفون من درجة عادية، لكن حافزهم الأبرز هو إحساسهم بالانتماء لهذا الوطن، وأنة ماقاموا به كان تعبيرا عن حاجات مهمة للمجتمع، وأنها تمثل إضافة مهمة للعمل الإعلامي في البلد، أما عن مستقبل هؤلاء الشباب فأنا أعتقد أن لهؤلاء مستقبلا باهراونحن ننتظر أن يطبق قانون السمعيات البصرية وأن تتشابك الفضائيات والإذاعات في هذا البلد وأن تحدث منافسة إيجابية بين أصحاب المواهب الإعلامية في البلد، وألأن يجد هؤلاء الشباب موطأ قدم في الحراك الذي يبحثون عنه، وفي غضون ذلك وقبله وبعده،فنحن كمبادرة قد نتوقف عن الأثير لكننا لن نتوقف عن السعي إلى المساهمة وإسماع صوت الموريتانيين، صوت الأغلبية الصامتة المغيبة منذ خمسين سنة، ونحن نصر ونحرص على أن نجد الصيغة المناسبة لأن يتحدث عن نفسه، وعموما سيكون لهؤلاء الشباب دور مهم في أي عمل نقوم به في هذا المجال،عبر الفرص والإمكانيات والوسائل


الأخبار : ماهو شعورك شخصيا وأنت تفتح اذاعة حرة تحت حكم العسكر وتغلقها فى ظل حكومة انفتاح سياسي وتحت حكم رئيس منتخب؟

هذه هي المفارقة الكبرى بالنسبة لي والتي لايكاد الكثيرون يفهمونها أن يرخص لنا في عهد حكومة عسكرية وأن يتم إغلاق إذاعتنا في عهد حكومة مدنية ونظام منتخب، وبصراحة فإن الملاحظة الأولى هي أن هناك شيئا ما يحدث في الاتجاه غير الصحيح، من الممكن أن تسير الديمقراطية في عهد العسكر سيرا بطيئا أو حتى القهقرى، أما في ظل النظام المدني فلا يتصور إلا أن تسير الديمقراطية في اتجاه التقدم والانفتاح والحريات العامة،لاأريد أن أحكم على هذا القرار على أنه قرار مبيت أو قرار سياسي أريد به تكميم الأفواه،وأعتقد أن حكام البلد على بصيرة مما يجري ويعرفون على الأقل بأن تكميم الأفواه أصبح شيئا من الماضي وتوجدالآن أكثصر من أربع مليارات معلومة يوميا فمن ذا الذي يستطيع اليوم أن يقف في وجه تدفق المعلومات، فكيف ولماذا يقف بلد كبلدنا في وجه حرية اإلإعلام، وإعلامنا الوطني لايستطيع أن يقف في وجه ثدفق الإعلام الحالي، لكنه يمكن أن يقدم خيارا آخرا ومن حق المواطن الموريتاني أن يجد خيارات متعددة في الإعلام، وهذا هو المطلوب، أرجو أن يكون الذين يحكمون البلد يعلمون أن عصر تكميم الأفواه وعصر إبعاد الشعب والعمل في الظلام وممارسة الوصاية على الشعب أصبح جزء من الماضي،والشعب الموريتاني اليوم أصبح شعبا راشدا وله نخبه السياسية والثقافية، وموريتانيا في عصر الانحطاط العربي ظهرت كقوة ثقافية،لأنها تمتلك مقومات ذاتية، ونحن الآن رأينا دولة صغيرة مثل قطر أصبحت دولة كبيرة ومؤثرة من خلال جزيرتها، ونحن دولة كبيرة بالمحاظر والأدب والجهاد الموريتاني،وهو الكنوز التي لايمكن أن تظهر إلا من خلال الإعلام وحريته وتعدده، المعارف الثقافية أصبحت جزء من السياحة وأصبحت بضاعة اقتصادية، ومهمة الإعلام هي كيفية جعل هذه البضاعة تأخذ طريقها إلى الاستخدام الأمثل، لا أن يظل اسم موريتانيا مرتبطا بالرق والفقر وانتهاك حقوق الإنسان. وبالتاي نجحن نملك بضاعة مهمة وهي بضاعة الديمقراطية،وأعتقد أننا عندما ننجح في تقديم ديمقراطية حقيقية فإن ذلك قد يحول هذه البلاد إلى جنة جاذبة للاستثمارات وهو مالايمكن أن يتحقق إلافي جو من الاستقرار وفي جنب العدالة والشفافية ودور الإعلامي محوري في تمكين المواطنين من ممارسة الرقابة على أداء الدولة والمسؤولين، وأؤكد مرة أخرى أن لانبتئس أبدا التراجع عن هامش الحريات وأن نسعى إلى توسيع مجاله وتوطيده وتطويره.



أخيرا من الخاسر : أنتم ؟ ..الشعب ؟ أم الحرية ؟

أخي الكريم لكم أن تعلموا أننا نملك جردا بكل الأعمال التي قمنا بها ولك أن تعلم أن جميع من اتصلوا بإذاعة المواطنة من المواطنين الموريتانيين بلغ 52888 مواطنا إلى غاية أمس الأربعاء وأننا استصفنا من المواطنين والنخب مايقارب 5600 ضيف وأعددنا 5472 برنابج خلال تسعةعشر شهرا وكنا ننتج يوميا ستة ساعات ونصف من العمل بمعنى أننا كنا نتولى عن إذاعة موريتانية إنتاج ست ساعات يوميا عندما تسألني من الخاسر فأنا لا أرجو أن يكون هناك أي خاسر لكني أعلم أن الموريتانيين سيفتقدون صوتا لا أقول إنه صوت شجي إلا أنه صوت كان يعبر أحيانا عن معاناتهم وعن آمالهم وعن امتعاضهم حينا آخر لاشك أنهم سيفتقدون هذا الصوت، والطاقم وهؤلاء الشباب وأنا منهم سنفتقد تلك التوجيهات والنصائح التي واكبونا بها خلال كل مراحل هذه التجربة،وكانوا أكثر وضوحا وغمقا في رؤاهم،وأعتقد ن المهتمين بالشأن العام إن كانوا بالفعل مهتمين بأوضاع المواطنين فقد افتقدوا فرصة مهمة كتنت تبوتق لهم مجموعة كبيرة من المواطنين على الطبيعة،زنحن مثلا عندنا برنامج واحد بالولفية لاحظنا أنه اتصل به 1800 مواطن خلال هذه الفترة،وآراء هذه العدد من الجمهور مهم ومهم جدا للسلطة والقائمين عليها، وسأختم لك بكلمة لمواطنة تدعى مريم جالو من مقاطعة السبخة قالت إنها تحتج على توقيف إذاعة المواطنة، لأنها لم تستطع الصيام إلا منذ سنتين بفضل البرامج التي جعلتها على احتكاك بعلماء يعلمونها كيفية الصوم وأحكامه، وأنا أيضا تأثرت جدا بكلام هذه الأخت وبمدلوله الديني، فنحن في القرن العشرين نجد من يتحدث هذا الحديث لأنني لم أجد من يعلمني ذلك، هذا إذا قصور في تبليغ الرسالة بكل أبعادها وتقديم كل الحقائق،..

كما استغل الفرصة لاقول لطاقم وكالة أنباء "الأخبار" شكرا لكم .. كنا دائما نلجأ إليكم ونعتبركم مصدرا مهما من مصادر الأخبار عندنا في إذاعة المواطنة، ونشكركم كل الشكر على تضامنكم ولايفاجئنا هذا التضامن فقد كنتم دائما سباقين إلى التضامن مع قضايا الإعلام وبالتالي نشكركم أنتم وجميع الإعلاميين الذين تضامنوا معنا ولكم جزيل الشكر.


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!