التاريخ: 20.09.2024  التوقيت:18:48 غرينتش


تاريخ الإضافة : 17.06.2008 13:52:37

شاطئ الصياديين في موريتانيا .. طلاب رزق وأشياء أخرى

 

 

 

وكالة أنباء الأخبار المستقلة / تقرير خاص

 

أمام سفينة رفيقه المتعطلة منذ أسابيع وتحت أشعة الشمس الحارقة أختار "أمادو" النوم بهدوء قبالة شاطئ الصياديين بالعاصمة نواكشوط في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء دون أن يتناول وجبة الفطور أو يحظى بكاس من الشاي التقليدي كما يقول رفاقه في المأساة وهم يداعبون تراب البحر الهائج بفعل تقلبات المناخ.

لم نشأ في "الأخبار" تكدير صفوه وتركناه يعيش وأحلام الثراء على شاطئ المحيط مستمتعا بالنوم رغم الجوع والتعب وضيق ذات اليد واكتفينا بمعرفة أحواله من رفاقه المجاورين له بعد أن التقطنا صورة تذكارية له وهو يغط في نومه العميق.

يقول أحد أصدقائه وهو يداعب التراب مسكين شأنه شأننا جميعا نأتي كل يوم إلى الشاطئ وننتظر حتى المساء ومع عودة أصحاب الزوارق نقوم بمساعدة البعض في إخراج زورقه من الماء أو نقل صيده إلى الشاطئ من دون تحديد للأجر فنحن والحمد لله مسلمون ونتعامل بالمروءة ..تارة نجد بعض النقود في حالة بيع الصياديين لبضاعتهم بسرعة وتارة نستفيد من الكميات المصطادة بشكل مباشر ونذهب بها إلى السوق علنا نجد من يشتريها ولو بثمن زهيد.

وعلى بعد أمتار منه يقف "محمد العبد" الشاب الأسمر ذو الثلاثين سنة وهو يمسك بخيط دقيق في رأسه حديدية صغيرة ومدغة لحم يحاول من خلالها استدراج الأسماك الصغيرة المتواجدة على الشاطئ بعد أن عجز عن تحصيل فرصة عمل داخل الحي الشعبي الفقير الذي يقطنه بالعاصمة نواكشوط كما فشل أيضا في حجز مقعد له على متن أي زورق من زوارق الصيد التى اكتظت بها جنبات الشاطئ بعدما تعطلت أغلبها ولم تجد من يسحبها من شاطئ المحيط.

جلسنا بجانبه بعض الوقت وكان يبادلنا الحديث من وقت لآخر دون التفات إلى الخلف ،وهو يمسك بخيطه الدقيق . مرت الساعات ونحن بجواره لكن في كل مرة كانت الريح تخيب آمال "محمد العبد" حيث تحمل صنارته الصغيرة إلى الشاطئ دون صيد يذكر ليعيد الكرة من جديد مؤكدا أن الأمور تجرى بشكل مختلف من وقت لآخر فتارة يحصل على قوت يومه وبشكل مبكر مع الساعات الأولى للصباح ليعود إلى المدينة محملا بما حصدته يداه طيلة النهار.



في الأفق البعيد كانت مراكب الصيد تعبر مياه المحيط الأطلسي باتجاه الشاطئ حيث ترابط عشرات النسوة عند الشاطئ في انتظار عودة البحارة للاستفادة مما حملوه شراء بالنسبة للتاجرات منهن ،وهبة بالنسبة للأقارب باعتباره مصدر الرزق الوحيد لآلاف الأسر الموريتانية وخصوصا في المقاطعات الأكثر فقرا (السبخة – الميناء – الرياض).

بعد ساعات من التردد بين أزقة شارع الصياديين وبعد حديث مطول مع عدد من الأطفال العاملين في القطاع وبعد التقاط صور لأفضل اللحظات في عمر الصياد (لحظة الإبحار والعودة) قررنا التوجه إلى المناطق المجاورة لكن الصورة كانت تختلف بالأساس اختلاف الصياد والمصطاف .




Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!