التاريخ: 21.09.2024  التوقيت:19:44 غرينتش


تاريخ الإضافة : 18.06.2008 12:25:24

ماذا يحدث ؟ !

كنت قد أحجبت منذ زمن عن الكتابة ولكن نتيجة تعكر مياه المشهد السياسي الموريتاني وما يعيشه من تقلبات سياسية تبعث للقلق وتجعل الكاتب يقف في حيرة من أمره متسائلا ومندهشا عن ماذا يحدث ويقع ضمن الواقع السيوموريتاني , مواضيع عديدة انهالت علي حينما أمسكت قلمي وهممت أن أكتب لأكتب مما حدا بي إلى أن أصرخ ثانية بأن مشهد موريتانيا وبكل ألم لم يقل ما خطبه وما واقعه وما قد يعيشه أو ما قد يكتنفه في الأيام القادمة , مجازر سياسية متعددة يقشعر منها الفكر حدثت على مستوى السياسة في الأيام الماضية , وأخرى تتزلزل منها السماوات آتية , مما لا يجعلني في موقف كهذا ملزم بالإفادة عن ما سأتناوله فما حدث ويحدث يغني عن التصريح والإفادة بما سيتناول , إن الذي يحتاج لأكثر من قلم هو الإجابة عن السؤال الكبير ماذا يحدث ؟ ! هؤلاء ينسحبون عن المعارضة إلى السلطة , وهذا ينسحب من طرف من المعارضة إلى آخر من أطرافها , هذا دعا في وقت سابق إلى انتخابات سابقة لأوانها واليوم يسلم إحدى وزارات السيادة في موريتانيا ؟ هؤلاء يتوقعون انتخابات تشريعية وبرلمانية قادمة قبل فوات الفترة الرئاسية الحالية, هذا يشك في وجود معارضة ويعتبرها لا دين لها , ويدعوا أولئك لاستقالة الرئيس , أمور عديدة تجعل طرح السؤال الكبير ماذا يحدث يطرح نفسه بنفسه نتيجة سلوك هؤلاء, فماذا يحدث ؟ .
سؤال طرحته – وأطرحه الآن – حينما رأيت أوراق شجرة المعارضة تتناثر من بيننا ومن تحت أرجلنا ومن خلفنا وعن أيماننا وعن شمائلنا ومن بين أيدينا ومن تحتنا نتيجة خلافات عميقة وأصيلة ومتجذرة وقديمة قدم هذا الجناح الكبير العديد المشاكل والخلافات , ماذا يحدث وسيحدث وقد يحدث كلها أسئلة هي من قبيل ما بالمعارضة ؟ وما مشكلتها ؟ .
سوف لن أبكي أو أندم أو أتحسر على الهجرة المعارضية إلى السلطة والنزوح من وإلى المعارضة كلها أمور لا تهمني كما لا يهمني ما بداخل صالون الأغلبية لسبب بسيط هو استقلاليتي إلى حد الساعة وعدم اعتناقي لأي من التوجهين وإن كنت ككل ساكنة الأرض الغالية لهم مواقفهم وتعاطفهم مع طرف دون آخر بعيدا عن الالتزام لهذا عن ذاك , إلا أن كل ذلك لا يجعلني أقف مسجونا لا أساعد في توضيح آرائي وإن كانت تارة ترضي أو تغضب طرف وتبكي آخر ويشمئز منها البعض .

ما بالمعارضة ؟
في وقت سابق وقبل تفكك أواصر شجرة معارضة ولد الطايع نبهت إلى أمور في غاية الأهمية تهم هذا الركن القصي الشامخ من الإقليم السياسي الموريتاني ولم يكن مفاجئا بالنسبة لي ما حدث وما قد يعرفه هذا الجناح من إعادة التقويم والهيكلة في الأيام القادمة , الأيام القادمة التي تنبئني بخفايا عديدة لا تزال ستهز أركان البيت المعارضي فإن كان رحل المفتاح والشبل المعارضين فإن واقع الصقور والزعيم لا يبعث للارتياح بعد نزوح شخصية في غاية الأهمية ضمن الجناح الأول إلى جناح المعارضة الثاني صاحب الزعامة ’ أمرين من ثلاثة سأذكرهما أمام معارضة الزعيم والصقر وضيف المعارضة الجديد :
• إما الصراحة مع النفس والجلوس على أرضية الحوار الخصب النافع المجدي الإيجابي والصراحة فيما بين الكل والاتفاق على ترميم الجراح السياسية وخلق رؤية معارضة واضحة لا لبس فيها أو غموض وذات أطراف متعددة لا وجه واحد .
• المزيد من التفكك والانهيار والنهاية السوداء أو الإفلاس السياسي .
أما الثالث وهو ما أرضاه ولا أرتضيه لمعارضتنا هو التوجه لانتخابات عاجلة والنهاية على ما لأرى الحتمية للهيكلة الحالية .
سوف لن نتحدث يا ديكارت عن واقع شجرتك بعد حدوث ما جرى ووقوع ما وقع ولكن دعني أطرح أسئلة قد يطرحها العديدون , لماذا كل هذا يحدث في ظل هذا الوقت الراهن ومع من مع أصدقاء الأمس مع من كنا نأمل أن يصلوا للسلطة مجتمعين تحت مظلة الائتلاف ؟ , أتأسف كثيرا على أيام ضاعت علينا ونحن نتعلق بكم مجتمعين والحمد لله على معرفتنا لكم متفرقين ؟ لماذا يا ديكارت ثانية ترضى أن تتهدم أواصر شجرتك في وقت نحن أحوج لأن تبقى هذه الشجرة شامخة قوية صلبة إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا .؟ .

الأغلبية الكبيرة
تعد إلى الوقت الراهن الأغلبية هي أكبر أسرة سياسة ضمن مجمع موريتانيا السياسي فكل أطياف المشهد بخيرها وشرها توجد ضمن هذا التيار مما يعني أن الأغلبية تمكنت من إيجاد الوحدة الوطنية السياسية , إذا ما قدر لهذا الجزء أن يتواصل مع الزمن فإنه قد يقع في الدرك الأسفل من التنازع والتأزم السياسي , فقد غدوت ألحظ أن الأغلبية الرئاسية في موريتانيا مؤخرا مصابة بداء الغرور السياسي عدو كل سياسي جلبته صناديق الاقتراع عن إرادة أو لا إرادة فمن الطبيعي أن تعرب الأغلبية عن ذلك وإن بصورة لا مباشرة من خلال تشكلتها الوزارية الأخيرة التي سلمت أحد مدراء رئيسنا في حملته الرئاسية إحدى الوزارات السيادية وهو الذي دعا حزبه في وقت سابق من الآن إلى تنظيم انتخابات عاجلة لإعادة تكوين المشهد ومن أجل مبررات صاغوها كما يحلوا لهم فهل هي هي يا أغلبيتنا ؟!
الأغلبيون الجدد
عديدون وكثيرون طفقوا من كل حدب وصب يكتبون ويتناولون هجرة معارضو الأمس الأغلبيون الجدد اليوم إلى جناح الأغلبية السيدية الحاكمة , ثلة انتقدت وكثيرون وخاصة من أبناء جميل صرخوا بملء أفواههم يؤيدون ويبرون وجهة أبيهم السياسي الشبل , لن أعلق حاليا على وجهتكم وسأدع إلى أن تتضح لي الأمور لكن يظل ما حدث نتيجة أمور هامة أهمها أن الجانبين بدعواتهم ورؤاهم وقناعاتهم بالمعارضة الناصحة أحيانا والإيجابية كلها رؤى وتصورات لا يزالون يستحيون من أن يعلنوها أنهم يسعون لخلق الجناح الأوسط ضمن الخارطة السياسية الموريتانية , لتقولها يا أيها الأغلبيون الجدد " نسعى لأن نخلق تيارا وسط بمثابة همزة وصل بين المعارضة والسلطة " .
يختفي عن علم كثيرين أن الأغلبيين وخاصة جناح تواصل يعيش حسبما ادعى معركة أصعب من التي كان يخوضها ضمن جناح المعارضة وإن كانت مع نوع من الأمن , حينما نتذكر أن تواصل دخلوا علي جلاديهم – وهم كما يتمنون هم الغالبون - فإن لغة الجهاد السياسي ( مقاومة أعداء الأمس ) لا تزال لم تبرح أرض تواصل الأغلبيون , شكرا على أنهم قرروا تنظيم معركة لكن دعوني أسألكم عن أي معركة ستقودونها هل حقا إن يكن منكم وزيرين في التشغيل والتعليم العالي يغلبون ما يزيد على 33 وزيرا في مختلف الوزارات في ظل اجتهادكم السياسي الذي قد يكون له سلبياته كما له إيجابياته ؟
حينما نتحدث عن قوى التقدم أو المفتاح فنحن نتحدث عن جناح يضع رجلا في المعارضة وأخرى في السلطة منذ العهد الأسود , جناح حاور وجالس ولد الطايع في ظرف الكل أعلن التأزيم والمناهضة وقرر هو التطبيع الحواري مع هذا النظام الظالم ’ لا عجب في ظل نظام حالي يملك الشرعية التي لا خلاف فيها ولا مراء ولا جدال أن يقف تيار مفتاح التغيير المعارض في فلك النظام الحالي .
إن معارضة الأمس أغلبي اليوم بكل أسمائهم من تحالف وتيار وطن وتواصل وقوى تقدم علينا أن لا ننظر إليهم بنوع من اللامبالات بهجرتهم العلنية والمنفعية أحيانا والتكتيكية تارة أخرى , إن لهذه المجموعة المعارضة سابقا عدة فرص لخلق تيار يهز أركان الأغلبية بمختلف تكويناتها فقد نشهد في الأيام القادمة تشكيل جناح أقرب لأن نسميه الأغلبية المعارضة أو تشكيل تيارين قريبي التوجه بعيدين عن الجناح الأيمن من الأغلبية مشكلين الأغلبية اليسارية في جناح هذا الركن السياسي .
كم جميل عزيزي القارئ أن ينتصر الأغلبيون الجدد معارضي الأمس قديمهم وجديدهم على قوى الشر والفساد داخل أصدقاء الساعة, وكم مؤسف أن يتم نحرهم , ولكن هل نضمن أن يغلب التواصليون لوحدهم الذين دخلوا عليهم الباب قبل أن يطردوهم جهارا نهارا من البيت الأغلبي حينما يتأكد صاحب البيت الكبير أنهم أوشكوا على دخول الباب ومن ثم الانتصار , وحدهم أبناء تواصل من يملكون الإجابة ووحدهم الأغلبيون أصحاب المبادرة ويملكون زمام المبادرة .

الخيارات المفتوحة للأغلبية

والكل وبما فيهم الأغلبية دعوا للإطاحة بحكومة بن زيدان واتفقوا على أن يتفقوا على إلزامية أن تسقط هذه الحكومة , ولكن اختلفوا ومن بعد اختلافهم سيختلفون ولم يتفقوا على أي حكومة تلك التي تخلفها أي حكومة تلك التي تسير الأعمال من بعدها , فمن البديهي القول إن الرئيس أصبح يملك أكثر من 57 % من أصوات الموريتانيين انطلاقا من لغة الأرقام المتحصل عليها في الانتخابات الأخيرة لا خلاف في ذلك , ولعل كل ما يستخلص من كل ما حدث ويحدث هنا وهناك بأن على الأغلبية أن تحذر من التوجه إلى انتخابات قبل أوانها فموازين البورصة لا تطمئنني والواقع لا يريحني وما يحدث لا يريح بالي , من الأنفع لك يا أيتها الأغلبية بقديمك وجديدك وما بين البين أن تتركي لنفسك ما تملكين ,فالحذر الحذر قبل الندم على ما فات فتقهقر الأوضاع وتردي الحالة الاجتماعية والسياسية ... الخ لا يخدم جنابك حتى وإن قطعت العلاقات مع المحتلين قتلة الأطفال والرضع والشيوخ , حتى وإن أبدلت لنا الأوقية بالدولار وفتحت علينا أبوابا من السماء فكل ذلك أمر لا يجدي نفعا ولا يخدم المواطن المسكين .

ما بعد الخيار الأخير
من حق الرئيس أن يحل البرلمان ومن حقه أن يدعوا لانتخابات عاجلة لكن ماذا بعد الانتخابات ؟ فهي ليست حلا وإن كان الأغلبيون بمختلف تشكيلاتهم يسعون من خلالها إلى التحكم في شرايين العملية السياسية في موريتانيا أكثر فأكثر وإن كان هذا طموح طبيعي وحق مشروع ورغبة لهم الحق فيها إلا أنما قد ينجر عن أمر كهذا يجعلنا لا نرتاح له ’ فأن تعطى الداخلية لأحد الأحزاب في الأغلبية دعا لانتخابات يجعلنا نطرح سؤالا ماذا بعد الانتخابات ؟ لنتصور بالجدل انه دعيت لانتخابات فهل هذا حل لأوضاعنا مهما كانت وهل من صالح النظام الموريتاني في هذه الفترة الانتقالية أن يتم تقزيم تمثيل المعارضة الحالية ما الذي يضير الأغلبية التي غدت تملك أكثر من الأغلبية المريحة في البرلمان , الدعوة لانتخابات عاجلة إن تم هذا الأمر فهو رسالة ضمنية في عدم الرغبة في شخصية الزعيم الحالي وهو تصريح صريح بعدم الثقة في أركان الأغلبية وعدم ضمان وقوفهم تحت خيمتها , فهل نحن إذن قد نعيش بالدعوة لانتخابات جديدة من جديد مرحلة الجناح الواحد بأسلوب ديمقراطي؟ من يجيب ؟ ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا !
المعلوم بن أوبك
[email protected]


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!