التاريخ: 20.09.2024  التوقيت:12:38 غرينتش


تاريخ الإضافة : 28.08.2011 10:25:37

أيها "المجتبى"....إنا لفراقك لمحزونون

 محمد سعدنا ولد الطالبSaadnapoet@yahoo.com

محمد سعدنا ولد الطالب[email protected]

يتسع الحزن، فتضيق العبارة!!!!!!!!!!!
تتعاظم الفجيعة وتتفشى في خرائط الروح والجسد، فتتقزم الكلمات !!!
يسافر الدمع في المآقي جيئة وذهابا، وتستبد بالقلب تباريح الفراق، ولا نقول إلا مايرضي الرب!!
فجر السابع والعشرين من رمضان ترجلت، ورحلت عن دنيانا الفانية، فحللت بكريم رحيم نبتهل إليه أن ينزلك الفردوس الأعلى مع النبيئين والشهداء والصالحين...
رحلت عن هذه الدنيا وأنت فيها زاهد حقيقة لا مجازا، تعرضت لك فأشحت بوجهك عنها، لم تغررك المناصب-رغم كثرتها- ولم يغررك الجاه- وهو عريض وتليد- فرحلت فقير الجيب غني النفس، عطوفا على الضعفاء، سمحا بشوشا، لابطرا ولا متكبرا، تماما كما وصف الكرام من قبلك، متسامحا مع العشيرة والأقربين، لاتحمل الحقد عليهم، إن أكلو لحمك وفرت لحومهم، إن حاولو هدم مجدك بنيت لهم مجدا!!!
كنت للجميع الأب والموجه والرمز والمرجع، خالطت البسطاء والمهمشين ومشيت في حاجات المعدمين...
بلى، سنفتقدك، "وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر"
سيفتقدك شيخ مسن في "وديان ومرابع أفله" قضيت حاجته وفرجت كربته، ستفتقدك أرملة ضعيفة في "تامشكط"، مسحت دمعات الحاجة عن وجهها وسددت خلتها، وستفتقدك ميادين العمل العام رجلا يعرف تماما مايريد، ويدير دواليب السياسة بحنكة ودهاء بعيدا عن المكر والخديعة، فكم غضضت الطرف عن أذى الأقربين والأبعدين، وكم صبرت وكم عفوت وكم تسامحت، وكم قلت "لاتثريب عليكم" مرات ومرات لكثيرين حاولو-عبثا- أن يلقوك في جب ألاعبيهم البلهاء...
سيفتقدك مصحف طالما احتنكته تتلو كتاب الله، إنا على ذلك من الشاهدين!!
أيها "المجتبى" ... إن العين لتدمع وإن القلب ليخشع، وإنا لفراقك لمحزونون
ولانقول إلا مايرضي الرب
اللهم وسع مدخله، وأكرم نزله، ونقه من خطاياه كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس
إنا لله وإنا إليه راجعون


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!